لغة النظام الأسدي وروسيا البوتينية التي تحميه، أنه لا دليل على أن السلاح الكيماوي الذي فتك بأهالي دوما، من صنيع قوات بشار، وأن ذلك «فبركة» غربية؛ حسناً إذن يجب علينا تصديق كلام وزير الدفاع الإسرائيلي حول الهجوم على قاعدة «التيفور» الجوية التابعة للنظام الأسدي قرب حمص.
أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي، نفى أن تكون طائرات الجيش الإسرائيلي هي من أغارت على هذا المطار العسكري، الذي يوجد به عشرات من خبراء الحرس الثوري الإيراني، قتل منهم لوحدهم فقط، حتى الآن، سبعة.
ليبرمان في تصريح له من موقع عسكري إسرائيلي قرب الجولان، قال: «لا أعرف من كان في سوريا ولا أعرف من هاجم التيفور».
طبعاً هو غير صادق، كما أصوات النظام الأسدي وألسنة الدولة الروسية البوتينية تجاه جريمة دوما الكيماوية.
مندوب سوريا، سوريا الأسد، لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، علّق بجلسة مجلس الأمن المخصصة للهجوم الكيماوي الفظيع على أهالي دوما، بطريقة مستفزة متحذلقة. مستعرضاً مهاراته اللغوية ونزعاته «الشرلوك هولمزية» في التحقيق والتحري عن حقيقة القنابل الكيماوية على دوما.
شاطره المنطق المستفز نفسه، المندوب الروسي في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، معتبراً أن الهجوم الكيماوي في دوما «عملية مفبركة».
ثم ناقض نفسه، فأثبت أن هناك سلاحاً الكيماوياً، وإن برّأ ثوب النظام الأسدي منه، فأشار المندوب الروسي إلى أن العسكريين السوريين عثروا، يوم 8 أبريل (نيسان)، خلال تفقدهم إحدى البلدات قرب مدينة دوما، على مصنع لتنظيم «جيش الإسلام» خاص بإنتاج الأسلحة الكيماوية!
كأن الهجوم الكيماوي شيمة غريبة على النظام الأسدي، حتى يبادر حماته الروس للنفي الأرثوذكسي القاطع.
من فعل هذه الشنائع بالسلاح الكيماوي من قبل؟ خذ لديك مثلاً:
أغسطس (آب) 2013: هجوم غوطة دمشق، ومقتل 1400 شخص. وهو الهجوم الذي أعلن فيه الآفل أوباما خطه الأحمر الشهير، وصدر تحقيق الأمم المتحدة متهما الحكومة السورية بالهجوم الكيماوي هذا.
أبريل (نيسان) 2017: الهجوم الكيماوي الشهير على بلدة خان شيخون، وهو ما لقي معارضة دولية عارمة، وكررت البروباغندا الروسية الأمر نفسه: اتهام خصوم الأسد بها.
كل هذا، وغيره، فعل من؟
هل يعني هذا أن «داعش» و«النصرة» لا «يستبيحان» القتل بالكيماوي!؟
بلى، لكن الثابت، أن النظام الأسدي هو من يملك الترسانة الكيماوية والبيولوجية، وهو القادر على حملها وقصفها من الجو… هو لا غيره.
أما إذا أراد إعلام الأسد وروسيا أن نصدقه بنفيه، فلا يرفض أن نصدق نفي إسرائيل معرفتها بمن هو خلف هجمات «التيفور»!