أنا من الشامتين! احتسيت أمس كأس النصر أمام صور الشهداء وشربت نخب النشوة «مقفّى»! تأملت صور تمثال الرئيس السوريّ الأسبق حافظ الأسد، واستمتعت بدوسِ الثوار على رأسه… وتمنّيت لو لم يكن تمثالاً لا بل تمنّيت لو أن حافظ الأسد بنفسه لم يمت! جميل شعور الدّوسِ على جبين المجرمين، وأنت تعرف بأنّ نعلَك ثائرٌ وقدمك تنتقم للشهداء. في هذه الحالة لا تنظر إلى تحت، بل تدوس بحرارة وتنظر إلى السماء وكأنك تقول للساكنين مع الله : «أنتقم لكم من جبينه بحذائي»…
اعذروني فأنا لم أنم بعد منذ الأمس. تسارعت خطوات الثوار أم خطوات هروب بشار، لا فرق عندي فالحلمُ صار حقيقة. كيف أنام والثوار في كل مكان؟ حتى أن العلويين في سوريا ثاروا على بشار ولم يبقَ صامتاً مع سقوطه سوى الأوفياء لظلمه ولقتله ولتاريخه الأسود! صمتَ المجرم ميشال سماحة إلى الأبد… أتذكرونه؟ ذاك الوزير الذي خرج من السجن بفضل قضاء وأمن مسيّسَين، في وقت لا نزال نجهل أين القائد بطرس خوند أو حتى أين تُرك رفاته؟ صمتَ رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود خادم الأسدين والصامت الأبرز عن إجرامهما، وصمتَ رئيس مجلس النواب نبيه بري حليف النظام بالإكراه… صمت رئيس تحرير صحيفة الأخبار ابراهيم الأمين بعدما باع بيئة المؤمنين بالمحور ما لا يملك وعاث كذباً على صفحات صفراء. صمت المحور، برمّته من طهران إلى ضاحية ثكلى وبكى الجميع إلّا بشار الأسد. وحده بشار ركب جناح الهروب إلى موسكو. حملَ معه الأثاث والذهب وأسماء الأسد لكنّه نسي أسماء كثيرين ولن ينسى أسماء من قتلهم بدم بارد وبقرار أسديّ أسود.
لم أنم لكنني اليوم سأنام، غير خائف على وطن كاد يُسرق مرّتين وعلى يد طامعَين، أولهما قاد ثورة إسلامية والثاني عاش حلم سوريا الكبرى واليوم داسَ الشعب على الثاني وأحذية الثوار تنتظر سقوط الأول في طهران. اليوم سأنام وعندما أستيقظ سأكتب مع أترابي التاريخ الحديث للبنان الجديد وسأقصد سوريا وأتنشّق الياسمين في الشام وألعب مع موج الشاطئ الأزرق في اللاذقية وأكرع المتّي في السويداء فمن يبشّر بالإرهاب كاذب ومن يخاف الإسلام غبيّ ومن يعيش في جلباب الماضي لا يستحق التحليق. فيا أيها الأحرار نحن من كسرنا الأسد في الـ 2005 وأنتم في الـ 2011 حطمتم هيبته واليوم أنهيتموه.
مبروك للأحرار والراحة للشهداء الأبطال