IMLebanon

بشير الجميّل و«زِلْم» معمّر القذّافي!

بعد أربعة وثلاثين عاماً ما زال الرئيس بشير الجميّل يفضح بانتخابه واغتياله المتاجرة بالعروبة وبالقضية الفلسطينيّة وعملاء كلّ الاحتلالات الناعمة والخشنة على حدّ سواء، من الاحتلال الفلسطيني إلى الاحتلال السوري ـ ومبكراً جدّاً منذ العام 1980 ـ إلى الاحتلال الإيراني، هذا الغيظ الذي ترشّح خلال اليومين الماضيين تجاه رسم مجسم للشيخ الرئيس بشير الجميّل استفزّ أبواق الذين يزرعون لبنان صوراً لقتلى الحروب الإيرانيّة في المنطقة منذ ذبح الاحتلال السوري أي مقاومة تحمل صفة لبنانيّة في الجنوب لمصلحة مقاومة الجمهورية الإيرانيّة، المسمّاة زوراً «إسلاميّة» كما الجمهوريّة التي تنسب نفسها إليها!!

مجرّد رسم مجسم صورة لبشير الجميّل أصابهم بالجنون، والوثائقيّات التي يجري الإعلان لعرضها، طوال هذه السنوات عملاء كلّ الاحتلالات وشحّاذي أموال كبير المتآمرين على لبنان وشعبه وكبير مموّلي السنوات الأولى للحرب الأهليّة العقيد المقتول معمّر القذافي لم يستطعوا أن يمسحوا وجه بشير الجميّل الذي ترسّخ يوماً بعد يوم وجه المقاومة اللبنانيّة الشرسة لكلّ الاحتلالات…

الوجوه الممسوخة والأقلام الممسوخة لا تزال على عمالتها، «بلا دمّ» «خُدّام» عبد السّلام جلّود الذي خطب في الثمانينات ـ التي انتخبَ فيها بشير الجميّل رئيساً للجمهوريّة ـ فقال: «لو تسلمت الحكم في ليبيا لوحدي لجعلت الأسرة الليبية تقسم التفاحة الواحدة كل فرد له ربع تفاحة فقط»، بأموال العائلات الليبيّة الجائعة أصبح هؤلاء العملاء تجّار مبادىء ومواقف وصحف، صحافة الحرب والتخوين والكذب على اللبنانيين!!

هؤلاء العملاء الذين يعايرون بشير الجميّل بإسرائيل، قبضوا ملايين الدولارات وبنوْا بها الدّور والقصور ـ ولا يزالون يتسوّلون أموال الشعب الإيراني الجائع العاري وينافقون حزبها ووليّها الفقيه ـ من كبار عملاء إسرائيل ومعمّر القذافي ابن اليهوديّة البارّ الذي فضحته إسرائيل عندما عرض عليه أخواله وخالاته اللجوء إليها عندما ثار عليه الشعب الليبي، هم أنفسهم يذكرون ويعرفون أنّه وخلال حرب السنتيْن ومن كثرة ما ابتزّت المنظمات الفلسطينيّة أموال معمّر القذّافي لإسقاط عين الرمّانة من جهة الشيّاح، حضر مندوبه الشيطاني إلى بيروت طالباً معاينة جبهة الشيّاح ـ عين الرمّانة ليعرف أسباب عدم سقوطها وغضب جدّاً عندما وجد نفسه أمام شارع يفصل بين المنطقتين، لم تفعل كلّ ملايين القذّافي المصروفة والمنهوبة على اسم هذا المحور فعلها ولم تهزم المقاومة اللبنانيّة وراء جبهة عين الرمّانة…

تاريخ العمالة لا يتغيّر في لبنان، ونقولها بأسف، من قال إن المرتزقة يجب أن يكونوا بالضرورة غرباء عن شعب وطن ما، المرتزقة هم الذين يرتزقون من أموال أهل العداء لأوطانهم ويكيدون لهذه الأوطان معهم، لم يعد باستطاعة أحد أن يضحك على اللبنانييّن بحكاية مقاومة حزب الله في الجنوب، فالصور المعلّقة على أعمدة كهرباء البيئة الحاضنة هي صور قتلى إيران في سوريا وفي العراق وفي اليمن، قتلى يفعلون بالشعب السوري ما فعله العدوّ الإسرائيلي في لبنان، وفعلوا بالمخيمات الفلسطينيّة أكثر بكثير ممّا فعلته إسرائيل وإيلي حبيقة مع شارون بفلسطينيي ولبنانيي مخيما صبرا وشاتيلا!!

شاء العملاء أم أبوا، يذكر تاريخ لبنان الشيخ بشير الجميّل كأوّل رئيس لبناني اغتاله الاحتلال السوري قبل أن يقسم اليمين الدستوريّة، وقبل أن يحكم ـ وهذه رواية الراحل غسان تويني سمعناها من فيهِ عبر شاشة التلفزيون، روى فيها للمشاهدين اتصال عبد الحليم خدام به ليقول له «بشير الجميّل انتخب ولن يحكم»، وسيذكر تاريخ لبنان فريقاً رهن نفسه لإيران واختطف لبنان رهينة لأجندتها!!