باسيل يتصدى اليوم لمحاولة سرقة موصوفة للإنتخابات طرفاها البديل والمنظّر له
التيار يرى أن النتائج ظهّرت حقيقة المتربّصين بالعهد.. والجبهة المعارضة لم تتبلور بعد
التيار وضع سيناريوهين للنتائج المتوقعة في الانتخابات الأوّل بـ30 نائباً والثاني بـ37 فجاءت النتائج قريبة من السيناريو الاول
أثبتت النتائج التي حملتها الإنتخابات النيابية الكثير مما كان ينبّه اليه التيار الوطني الحر من مكامن يجري الإعداد لها ونصبها في وجه العهد، ليس أقلها الرغبة الجامحة في إستيلاد جبهة نيابية مناوئة، تستظل شعار معارضة أداء قيادة التيار، لكنها في الواقع هي إشهار (بدأ مبكرا منذ ما قبل 31 تشرين الأول 2016) لسياسة الحدّ من وهج العهد وعرقلة خططه وتعطيله ما أمكن، فيما القيمون على هذه الجبهة هم أنفسهم من عارضوا في الأصل إنتخاب ميشال عون، من خارج التقليد القائم على المجيء بالرئيس الوسطي – البلا لون.
وتسجّل على ضفاف النتائج الإنتخابية مروحة من الملاحظات والمؤشرات، أبرزها:
1- وضع التيار سيناريوهين متوقعين للنتيجة الإنتخابية:
أ- واحد سمّي worst case يحصي 30 نائبا محتملا: 1 في عكار، 2 في الشمال الثانية، 5 في المتن، 4 في بيروت الأولى، 1 في بيروت الثانية، 2 في بعبدا، 3 في الشوف – عاليه، 2 في زحلة، 1 في البقاع الغربي، 2 في صيدا – جزين، 1 في الزهراني – صور، 1 في حاصبيا – بنت جبيل – مرجعيون – النبطية.
ب – وثانٍ سمّي Best Case يحصي 37 نائبا محتملا: 2 في عكار، 3 في الشمال الثانية، 6 في المتن، 5 في بيروت الأولى، 1 في بيروت الثانية، 3 في بعبدا، 4 في الشوف – عاليه، 2 في زحلة، 1 في البقاع الغربي، 2 في صيدا – جزين، 1 في الزهراني – صور، 1 في حاصبيا – بنت جبيل – مرجعيون – النبطية.
وأفتت الإنتخابات بنتائج قريبة من السنياريو الأول، مع ملاحظة أن ضعف الإقبال على صناديق الإقتراع، الى جانب مسألة الكسر في عتبة التأهيل أو الحاصل الإنتخابي، لم يُتحا للتيار تحقيق نتيجة أقرب الى السيناريو الثاني، وهو كان المأمول.
2- حقق التيار الوطني الحر أكبر كتلة نيابية داعمة لرئيس الجمهورية (29 نائبا)، وهي سابقة في تاريخ لبنان، رغم كل الحصار الذي سعى المناوئون الى فرضه لتطويق مسعى التيار هذا وإجهاضه، رغبة في تجريد العهد من السيف والدرع اللذين سيتكئ عليهما في السنوات الأربع المقبلة.
3- حقق التيار أكبر كتلة حزبية مسيحية (18 نائبا) مقارنة بالكتلة الحزبية للقوات اللبنانية (12 نائبا) التي حلّت ثانيا وبفارق قارب الضعف.
4- لم تفلح كل الجلبة المثارة راهنا حول الحضور الشعبي للتيار الوطني الحر وكل محاولات التلميع والتبييض، حقيقة حصْد تكتل «لبنان القوي» 240979 صوتا في مقابل 160368 صوتا لكتلة القوات اللبنانية، بفارق 80611 صوتا، في حين حقق التيار 146362 صوتا حزبيا صرفا، في مقابل 121885 صوتا حزبيا للقوات، بفارق 24477.
5- تتلمّس قيادة التيار سعيا دؤوبا الى ما تعتبره سرقة موصوفة للإنجاز، طرفاها فريقان: واحد، هو البديل، يسعى الى القول إنه حظي بالغالبية المسيحية الشعبية والحزبية لتوظيفها في عنوان تشكيل الحكومة العتيدة ولاحقا في الإستحقاقات الأخرى المنتظرة، وخصوصا التعيينات؛ وثان، هو المنظّر للبديل، يعمل بما أوتي لتبخيس الإنتصار وللتهليل لما يراه بديلا للتيار في الأوساط المسيحية.
6- حتّم هذا الواقع إطلالة شاملة لجبران باسيل، السادسة مساء اليوم في الفوروم دو بيروت، لتكريس الإنتصار وجبْه مصادرته، على أن يضع خلالها النقاط على الحروف، مع قراءة وافية للأرقام مقرونة بالخلاصات والتوصيات.
7- لم تتبلور نهائيا بعد الإتجاهات الداعية الى تشكيل جبهة معارضة للعهد، نتيجة تمهّل بعض القيمين على هذا المسعى، في انتظار موقف حزب الله من جهة، ونتيجة المشاورات الجارية والممهّدة للتشكيل الحكومي الجديد، بمعنى أن ولادة هذه الجبهة رهن بالمكتسبات التي يسعى بعض أطرافها، وخصوصا القيمين عليها، الى تحقيقها حكوميا. ومن نافل القول أنه كلما زادت المكتسبات كلّما قلّت فرص استيلاد هذه الجبهة.