على وقع الاحداث الدراماتيكية المتسارعة في غزة، وفي حال صحّت المعلومات “الاسرائيلية” لجهة تمكنها من النيل من محمد الضيف والمجموعة القيادية برفقته، مسددة هدفا قويا في شباك حركة حماس معنويا بالدرجة الاولى، نتيجته تطيير اي فرص لعقد اتفاق، عادت الاتصالات اللبنانية – اللبنانية الى نقطة الصفر، مع انفجار جبهة باسيل – بري اعلاميا بشكل مفاجئ، بعد حركة سياسية “معادية” نشطت خلال الساعات الماضية، ادت الى تصعيد بلغ ذروته مع ساعات مساء الجمعة.
فاتفاق النقاط الاربع الذي كانت ركيزته وفقا لما اجمعت عليه المعلومات، تغيير رئيس “التيار الوطني الحر” موقفه من الحرب في غزة، التزم به “البرتقالي الاول” في اطلالتيه الاعلاميتين، سقط في المقدمة النارية لنشرة اخبار الـ”او.تي.في” والتي عادت الى المربع الاول، مؤكدة ان التيار لا يقف الى جانب الثنائي في مسألة “لبنان جبهة مساندة”، بل ذهبت ابعد في تجميلها الثنائي مسؤولية استمرار الفراغ عن قصد في القصر الجمهوري، منتقدة طريقة التعامل مع مبادرة المعارضة، في وقت كانت مصادر الرئاسة الثانية تمرر عبر “الجديد” ان لا اتفاق على تعيين قائد جديد للجيش.
مصادر سياسية مطلعة على بنود الاتفاق الذي كان انجز، اشارت الى ان الجبهة المناهضة له استطاعت حشد قواها ونجحت في تفجيره قبل المباشرة بتطبيقه، بعدما قدمت جلسة مجلس الوزراء الاخيرة دليلا على ان الامور “ماشية عال العال”، فسارع المتضررون الى التكتل والتحرك اعلاميا وفي الكواليس، مصيبين اكثر من عصفور في حجر واحد.
وتتابع المصادر بالقول واضح ان ثمة من لا يريد عودة المسيحيين الى طاولة القرار في مجلس الوزراء، وابقائهم خارج المعادلة التي تحكمها ثلاثية باتت معروفة، خصوصا في ظل اقرار الجميع باستحالة انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الحالي، بعدما سمع المعنيون من اطراف خماسية باريس ان الفرصة تنتهي بداية شهر آب، مع دخولهم عطلتهم الصيفية واقتراب الاستحقاقات الصعبة، التي ستجعل لبنان وحيدا في مواجهة مصيره.
وكشفت المصادر ان التسوية التي كان يعمل عليها، جاءت نتيجة ضغط فاتيكاني على الاطراف المسيحية، التي “قبة باطها” على مضض، وتحركت على خطين: خط البياضة وخط آخر قادته المعارضة عبر خارطة طريق تتقاطع مع مبادرة ميرنا الشالوحي ومسعاها الرئاسي.
وتقول المصادر ان عين التينة ساورتها “نقزة” من تحرك نواب المعارضة وخروجهم بمبادرتهم الثنائية المسار، والتي تبين بالنسبة لرئيس المجلس ان هدفها الاساس خلق توازن سلبي في البلد، عبر شل مجلس النواب كليا، و”زرك الاستيذ في بيت اليك”، عندما طرحت “جلسات انتخاب مفتوحة دون اقفال المحضر”، ما يعني عمليا “تشليح” تحالف السلطة الحاكم ورقة “تشريع الضرورة”، بعدما افضت التركيبة الحالية للمجلس “ابو مصطفى” زمام الامساك بالمجلس وتحريكه بسهولة.
واعتبرت المصادر انه ازاء هذا الواقع، وفي حال عدم لملمة الامور بسرعة، فان البلاد ذاهبة الى اصطفاف سياسي حاد قد يدفع الى قيام جبهة مسيحية- مسيحية تتقاطع عند الملفات الاساسية، رغم التراشق بين اطرافها، في مواجهة تحالف اسلامي- اسلامي عنوانه حزب الله – الجماعة الاسلامية، هدفه كسر منطق الفتنة المذهبية على المدى القصير، رغم سيئاته على المدى البعيد، لما قد نتجه من توازنات قابلة للخروج عن السيطرة في اي لحظة، كما حصل في اكثر من بلد منذ وقت ليس ببعيد.