IMLebanon

باسيل يتعاطى بفوقية وفرنجية يحصل على الصحة؟

التأليف في المربع الاول، فلا اجابات على الطروحات المقدمة للاطراف تواجه بأسئلة، لا احد يملك الجواب عليها، والعقدة المستعصية على الحل تتوالد عقداً، انه باختصار واقع تشكيل الحكومة اللبنانية، التي لم يحمل لها الرئيس المكلف الى القصر الجمهوري معه هذه المرة اي صيغة لا شفهية ولا مكتوبة، لتأتي الزيارة الثالثة غير ثابتة بدورها، على وقع تعقيدات وتجاذبات اعادت خلط الحابل الداخلي بالنابل الخارجي بهويته الاقليمية والدولية.

فقطبة العرقلة المخفية التي كشفها وزير مشاكس من عين التينة، من باب «المعايير الواحدة للتاليف»،تنبؤ بان الايام المقبلة لن تحمل معها الدخان الابيض، في ظل التجربة التي تؤكد ان الرئيس العماد ميشال عون ليس من الاشخاص الذين تنفع معهم لعبة الوقت، بحسب مصادر سياسية متابعة، خصوصا اذا ما دخل الربط بين الحكومة وقانون الانتخابات النيابية بازار المساومات من باب السلة الشاملة، التي دارت الايام دورتها لتعود اليها، مدعومة من مكون اساسي في السلطة، او ربطا بالتطورات في الخارج وخصوصا في حلب بعدما مالت دفتها لمصلحة النظام،خصوصا ان مواقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الاخيرة عكست بين سطورها جزءا من هذا المضمون من خلال مطالبة العهد باعادة العلاقات مع سوريا، ما يعني اسقاط مبدأ النأي بالنفس والابتعاد عن الصراعات الاقليمية التي نص عليها خطاب القسم وتأييد موقف الحزب بالحرب الاستباقية، ما قد يسدد ضربة قاسمة لانفتاحة العهد العرببية والخليجية.

وفي هذا الاطار تنقل شخصيات في الثامن من آذار، ان قيادات «المحور الممانع» غير مرتاحة لبعض مواقف العماد عون منذ خطاب القسم وحتى اليوم، مرورا بسكوته على تصرف الرئيس المكلف خلال حفل الاستقبال في ذكرى الاستقلال، وكذلك لاعادة احيائه لـ«طقوس» تذكر بمرحلة الثمانينات كما حصل يوم قرر اعادة «علم الشعب» الى «بيت الشعب» كشاهد على تلك الفترة ورمزية ذلك، مشيرين الى ان الزيارات الاسبوعية لمنسق التيار الوطني الحر الى سوريا، وحتى الاتصال الوجداني بين الرئيس والسيد لم يبدد من تلك الهوجس، التي تؤججها مواقف وزير الخارجية جبران باسيل.

مسار، والكلام للمصادر، عززه تعاطي الوزير جبران باسيل المتشدد ازاء قوى كثيرة في الثامن من آذار، رأت في وصول عون الى بعبدا فرصة لها لدخول الجنة الوزارية والعودة الى السلطة، حيث بدا الاخير اكثر تشددا من الرئيس المكلف في هذا المجال. وفي آخر المستجدات على هذا الصعيد طرح باعطاء «الصحة» لبيك زغرتا بعدما رفضها النائب وليد جنبلاط مع ابداء القوات اللبنانية ليونة ملحوظة، شرط تسهيل الولادة الحكومية قبل نهاية الاسبوع.

يضاف الى كل ذلك القرار البرتقالي بان تكون اولى الزيارات الخارجية للرئيس العماد عون الى المملكة الغربية السعودية وما يحمله ذلك من معان، في ظل الحديث المستجد عن رغبة فرنسية-سعودية لاعادة تفعيل مليارات المكرمة الاربعة، حيث صبت العملية الاخيرة للجيش في وادي الارانب واعتقاله لاحمد يوسف امون في هذا السياق، على ما تشير مصادر ديبلوماسية في بيروت، الامر الذي حرك «حساسية» البعض ومخاوفه في ظل عدم تراجع تلك الدول حتى الساعة عن بعض الاجراءات التي سبق واتخذتها بحق فريق لبناني، يخشى ان لا تكون قضيته واردة على جدول اعمال اللقاء السعودي – اللبناني.

مخاوف دفعت الى ارسال اكثر من رسالة الى العهد الجديد، رغم محاولة ناقليها التبرؤ منها، من استعراض حزب الله في القصير، الذي اختير توقيته، عقب خطاب القسم، ومكانه، على بعد امتار من الحدود اللبنانية، باتقان، فضلا عن مضمونه الذي اثارت صور الملالات الاميركية من طراز «ام. 113» جدلا واسعا وصل الى واشنطن، الى الاستعراض «الرياضي» لحزب التوحيد العربي في الجاهلية ورسائل التهديد التي اطلقها باكثر من اتجاه، اتبعت باطلالة تلفزيونية نارية للوزير السابق وئام وهاب اصابت العماد عون في اكثر من مكان، مرورا «بالتهديد الهجين» لنائب سوري سابق وصل حدود التذكير «بالمصير الذي طال اصحاب القرار 1559 المحليين الذين ذهبوا ضحية لعب الكبار والاسود».

في الخلاصة يبدو ان رغبات بعض القوى ابعد من الامور التقنية والمحاصصة، اذ تعكس اتجاها واضحا لعرقلة اقلاع العهد وتنفيس الآمال المعقودة، سواء بوصول الرئيس المسيحي القوي العماد ميشال عون الذي وضع قطار اخراج المسيحيين من دائرة التهميش على سكته الصحيحة ، او عودة الرئيس سعد الحريري الذي اخرج التيار السني المعتدل من احباطه، ليتآكل رصيد الاثنين كلما تأخر التشكيل. فهل يفعلها الاثنان ويسيران بحكومة امر واقع تحرج الجميع؟ ام ان موقف الرئيس بري عن السير بحكومة من دونه مبني على ضمانة حزب الله بان ذلك لن يحصل؟