صحيح أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أولى في نيويورك الاسبوع الماضي اهتماما خاصا لأزمة اللاجئين السوريين في لبنان وما ترتبه من اعباء على كثير من الصعد، وفي حال استمرارها من دون حل لها قد تهدد الكيان اللبناني. وأتى ذلك خلال اللقاءات الثنائية التي عقدها مع نظرائه وتجاوزوا الـ15 وزيراً عربياً وغربياً وإما من خلال مشاركته في مقابلات رئيس الحكومة تمّام سلام، في مقر منظمة الامم المتحدة في مكاتب استحدثت في قاعة كبرى على المدخل العام وإما في الطبقة الثالثة من المبنى وذلك لمناسبة انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها الـ 70.
إلا أن الصحيح ايضا ان باسيل لم يهمل موضوع الارهاب ومكافحة لبنان له بجيشه. والقى كلمة لبنان أمام مجلس الامن في الثلاثين من الشهر الماضي في جلسة دعي اليها ومخصصة لمناقشة هذه الظاهرة وسبل مكافحتها.
أطلق باسيل في مداخلته رسائل هنأه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عليها في ختامها. وتجدر الإشارة الى ان المسؤول الروسي كان يترأس الجلسة بصفة بلاده الرئيسة الدورية لشهر ايلول الماضي. رسم باسيل خارطة طريق من اجل العمل على استئصال الارهاب، فحدّد الافرقاء المطلوب مشاركتهم من اجل مكافحة هذه الافة بهدف استئصالها. فاقترح ان يكونوا “عالميين” لأن الارهاب “يمثل تهديداً عالمياً “على حد تعبيره وان القضاء عليه يجب ان يكون “عالمياً”. ولفت الدول الغربية إلى ان “القضاء على هذه الظاهرة في منطقتنا هو شرط أساسي لوقف تمدده في العالم”. واستدرك: “ان المطلوب للنجاح في القضاء على الارهاب في هذه المنطقة ان تشارك فيها الدول التي تتكون منها” اي لبنان وسوريا والعراق والسعودية واليمن وسواها، وعزّز اقتراحه بالتأكيد لدول مجلس الامن ذات العضوية الدائمة وغير الدائمة وللدول المدعوة لهذه الجلسة ان “لبنان منخرط بالكامل في هذه الحرب لابعاد البلد وشعبه عن الراديكالية والأصولية” بقدرة جيشه.
وأعطى باسيل مثالا على انخراط الجيش بالقتال ضد التنظيمات الارهابية فابلغهم “ان لبنان يقف في الخط الاول لمواجهة الارهاب، لقد خطفت “النصرة” و”داعش” 26 عنصراً من جنودنا، ويقوم جيشنا بالقتال يوميا على حدودنا الشرقية، وتقوم اجهزتنا الامنية بملاحقة كل الخلايا الناشطة والنائمة داخل البلد”.
ثم وجّه رسائل عدة في مداخلته امام مجلس الامن، الأولى: “ان استراتيجية لبنان في محاربة الارهاب تقوم على تسويق قيمنا ونشر رسالتنا”. الثانية: “الانفتاح والتسامح لمعاكسة رسالة الكراهية واللاانسانية”. الثالثة: “نحارب للحفاظ على شعبنا، لأن تمدد الارهاب معطوفا على الانتقال القسري للنازحين الى بلدنا، يشكل تهديدا وجوديا”. الرابعة: “نحارب للحفاظ على حقوق الاقليات… نحن مع تطوير نظام حماية ذاتي لنا عبر اعتماد سلّم قيم وقدرة العيش معاً، مع الحفاظ على حقوقنا ودورنا؟”. الخامسة: “نحارب للحفاظ على قيمنا، لنبرهن ان الظلامية لا يمكنها الانتصار على الأنسنة.” السادسة: “نحارب لأننا مقتنعون ان سقوط لبنان، آخر معقل للتنوع في الشرق، سيقود حتما الى تمدد غير مسيطر عليه للارهاب الى اوروبا ومنها الى بقية العالم. السابعة: نحارب للتصدي للنمط القائم على تفريغ المنطقة من مكوناتها المجتمعية الاصيلة”.