أبرز المدعوين: شاكيرا وسلمى حايك
«قطار باسيل» الاغترابي .. «ماشي»
اعتذرت شاكيرا المغنية الكولومبية اللبنانية الأصل عن عدم تلبية دعوة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لحضور مؤتمر «الطاقة الاغترابية» الذي سينعقد في بيروت بين 21 و23 الجاري بسبب وجودها في برشلونة حيث وضعت طفلها حديثاً.
وكان لافتاً للانتباه حرص باسيل على الاتصال شخصياً بشاكيرا آملاً أن تنضمّ ابنة «الدون وليم مبارك» (من زحلة) الى ما يسميها باسيل «التظاهرة الاغترابية» التي ستجمع حوالي الألف مغترب سيقصدون «بلد الأرز» من 50 بلداً، بحسب معلومات المنظمين.
ليست شاكيرا وحدها من اعتذرت، بل ثمة أسماء أخرى منها كارلوس سليم وسلمى حايك وسواهما يشكلون أسماءً لامعة من أصل ملايين المغتربين اللبنانيين حول العالم الذين لن يتمتعوا بتذوق أطباق التبولة والحمص والفتوش وأقراص الكبّة والرقاقات التي «ستنفلش» على موائد «الطاقة الاغترابية» في أفخم الفنادق اللبنانية.
لكن الأكيد أن باسيل ومعاونيه لن يتوقفوا طويلاً عند «الاعتذارات» لأنّ «القطار ماشي…» والمهمّ انعقاد المؤتمر بمن حضر.
عبارة «القطار ماشي» تصلح لأن تكون شعاراً لمؤتمر «الطاقة الاغترابية» بنسخته الثانية لأنّ المنظمين الذين باتوا يشكلون فريق عمل رديفاً لـ «قصر بسترس» لا يأبهون لامتعاض هؤلاء واستبعادهم من الخوض في التفاصيل الدقيقة لهذا المؤتمر، ولا يأبهون للتساؤلات حول آليته وكلفته ومردوده.
«القطار ماشي».. ولن يتوقف عند غموض يلف التمويل واختيار الشركات الخاصة التي تتولى مفاصل أساسية في التنظيم وهوية الرعاة الرسميين وماهية «تقديماتهم»، وبينهم مصارف «تبرعت» برعاية المؤتمر الذي يعترف منظموه من فريق باسيل بأن كلفته تتعدّى الـ700 ألف دولار، «لن تدفع الوزارة منها قرشاً» بحسب زعمهم.
«القطار ماشي» ولن يفرمل سرعته أمام امتعاض الجسم الديبلوماسي برمته من تهميشه، وعدم خوضه في تفاصيل التنظيم، إلا لماماً، في حين «يكمش» فريق باسيل الاستشاري مفاتيح التنظيم ويخبئها بعيداً من متناول السفراء، بلا أي اعتبار لهيبة ممثلي لبنان في العالم.
«القطار ماشي» ولا أحد يأبه للتجاوز المشهود لدور السفراء والمستشارين والموظفين في الوزارة، وللشعور المتنامي بوجود فريق عمل واحد «خاص» للوزير باسيل، وآخر «رسمي» للدولة اللبنانية لا يسأل عنه أحد.
«القطار ماشي» ولا رغبة من أحد في إيضاح محاولة سحب صلاحيات أساسية من وزارة الخارجية لمصلحة «جمعية أهلية» هي «جمعية الطاقة الاغترابية اللبنانية»، التي تشارك في التنظيم، برغم أنّ وزارة الداخلية رفضت منحها «العلم والخبر» بسبب تعارض بعض أهدافها مع صلاحيات الوزارة، ومنها الربط الإلكتروني بين البعثات الديبلوماسية اللبنانية في الخارج وبين وزارة الخارجية وباقي الإدارات الرسمية، ويعني ذلك منح صلاحية نقل معلومات سرية للوزارة عن طريق جمعية أهلية جميع أعضاء هيئتها التأسيسية من لون طائفي واحد وهم: فادي فؤاد الخوري، أنطوان بولس قسطنطين، باسكال اندراوس دحروج (مستشارة باسيل)، زياد يوسف النجار (قيادي في «التيار الحر»)، إيلي جوزف الترك (مستشار باسيل) ورواد سليمان رزق (مستشار باسيل لشؤون مواقع التواصل الاجتماعي).
واللافت للانتباه أن هيئة التشريع والاستشارات «باركت» اللون الطائفي للجمعية ولو أنها طلبت تعديل مهامها وخصوصاً مسألة الربط الإلكتروني.
«القطار ماشي» متجاوزاً صلاحيات السفراء الذين أرسل باسيل إليهم تعميماً لمده بلوائح لمغتربين يستحقون دعوتهم الى المؤتمر، فإذا بهم يفاجأون بأن باسيل اتصل بأكثر من 240 مغترباً لبنانياً بلا أدنى احترام لهيبة البعثات الديبلوماسية وصلاحيات السفراء المعتمدين، ومثله فعل مستشاروه.
«القطار ماشي» والمؤتمرات الصحافية لن تجيب بعمق عن تساؤلات «أهل بسترس» عن سبب عدم استدراج عروض بحسب معايير الوزارة؟ والسبب الذي أدى الى منع وزارتهم من تنظيم المؤتمر من ألفه الى يائه؟
أما ردّ مصادر باسيل فهو بأن الوزارة «هي التي تنظم المؤتمر وهي المظلة السياسية والتنظيمية له، لكنها تحتاج الى شركات متخصصة لأن طاقمها لا يمكنه القيام بجميع المهام».
«القطار ماشي» وما من مؤتمر صحافي سيقدّم إجابة مقنعة عن سبب اللون المسيحي الطاغي على مؤتمر يحمل عنوان الاغتراب مع شبه غياب للمسلمين في اللجان القطاعية وفي منابر المتكلمين ومن دون أدنى عذر مقنع.
«القطار ماشي»…لكنّ الأكيد أنّ حضور شاكيرا كان ليكون التعزية الوحيدة، ولكنها خيّبت آمال «وزير الوزراء». (تفاصيل ص 2)