IMLebanon

واشنطن مُرتاحة لحرب باسيل – فرنجيّة

 

 

الى ان تنجلي حقيقة ما حدث مع الآلية الايرلندية على طريق صيدا بيروت البحرية، وتداعيات ذلك بعد سلسلة المواقف اللافتة ابرزها من ايرلندا”، التي اعتبرت “بيئة العمل معادية”، في اول توصيف من هذا النوع، خصوصا بعد قرار التمديد لليونيفيل نهاية آب، وما رافقه من لغط وجدل حول بعض بنود مواده، استمرت الانتخابات الرئاسية “متسيّدة” المشهد السياسي، رغم نتائج جولات تضييع الوقت المعروفة سلفا، وان شاب بعضها تغييرات شكلية “بصوت من هون وهونيك”.

 

وفيما كانت السراي تشهد اجتماعا “غير رسمي وتشاوري” لحكومة تصريف الاعمال، لبحث آلية العمل الحكومي، بعد الزوبعة التي اثارتها الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، وفقا لما تم الاتفاق عليه مع البطريرك الماروني، دون ان يعرف حتى الساعة ما اذا كانت “الصفقة” المنجزة تشمل تراجع الرئيس المكلف ميقاتي عن تعميمه حول توقيع رئيس الجمهورية، كانت الجلسة العاشرة والاخيرة لهذا العام، تقلب صفحاتها على تثبيت للستاتيكو القائم، رغم اعطائها اشارات لافتة سواء في اصوات الاقتراع، التي بينت جيدا خروج “لبنان القوي” من دائرة الورقة البيضاء، كما وعد رئيسه رغم ابقائه “اجر بالبور واجر بالفلاحة”، ومحافظة النائب ميشال معوض على “سكوره”، وان لجهة المواقف السياسية، التي دلت الى ان الفترة الفاصلة عن بداية العام الجديد ستشهد حركة اتصالات داخلية وخارجية بعيدا عن الاعلام.

 

واضح ان دعوات رئيس المجلس الحوارية لم تلق آذانا صاغية وتجاوبا معها، لا في المرة الاولى ولا الثانية، في ظل شرط “الاستيذ” ضرورة مشاركة جميع الاطراف فيها، فهل في الامر عقدة مقصودة، ام تبادل ادوار وتمرير “باسات”؟ وهل يتحمل الثنائي الشيعي الجمود الرئاسي في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة والتي بدأت تأخذ منحا تصعيديا ؟ والى اي حدود يستطيع الثنائي ان يسير في سياسة تطيير الجلسات التي يتحملها وحده بعد “نصف الخروج البرتقالي” عن تلك الاستراتيجية، آخذا بصدره نفاد صبر المجتمع الدولي؟ ام ان الاطراف جميعا ستسلم امرها قريبا لتسوية خارجية تنتج رئيسا يبصم عليها المجلس؟

 

على الارجح، متابعة المواقف المستجدة توحي بان شهر كانون الثاني سيكون حافلا بالتطورات، التي ستترافق مع تبديلات في تكتيك الاطراف، وفقا لاوساط سياسية مطلعة، خصوصا ان حزب الله مصر على مبدأي “التوافق والحوار” كسبيل وحيد لفتح ثغرة في جدار الشغور الرئاسي، حيث رياح الاقليم “غير مريحة”، والضغط الاقتصادي الممارس غير مسبوق، ما يهدد بحصول انفجار باتت امامه كل التطمينات الداخلية والخارجية غير قابلة للصرف اذا “حزت المحزوزية”.

 

وتتابع الاوساط بان الحزب قرأ جيدا معطيات المعركة وظروفها، مع استفادة المحور الاميركي-العربي من نقل الصراع الى داخل فريق الثامن من آذار مرتكزا الى الصراع بين رئيسي “التيار الوطني الحر” و”المردة”، اللذين يستخدمان الاستراتيجية نفسها في معركتهما للوصول الى بعبدا، وان وضع كل منهما اوراقه في سلة خارجية مختلفة.

 

في هذا الاطار، يمكن ادراج كلام نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، بما يمثله من تقاطعات، “الوقت من أجل أن يكون هناك تفاهم وتشاور محدد وليس إلى ما لا نهاية، وبعده سوف ‏يكون هناك عمل جدي أكثر ابتداء من العام المقبل”. فماذا قصد دولته في كلامه؟ معرفة الجواب او ملامحه لم تطل، ذلك ان المواقف التي اطلقت بعد جلسة الانتخاب العاشرة، كشفت بما لا يقبل الشك، الدعوات النيابية الواضحة لتدخل خارجي للخروج من عنق زجاجة التعطيل، بعدما سدت كل السبل الداخلية.

 

واللافت اكثر،هو موقف كتلة “اللقاء الديموقراطي” التي انتقدت عرقلة انعقاد الحوار، والتي رأت فيه مصادر وزارية، بداية لافتراق “قواتي” – “اشتراكي”، وربما فشلا للمبادرة التي قام بها وليد جنبلاط، والتي سيكون اولى ضحاياها انفراط عقد الفريق المؤيد لفرنجية، علما ان مقربين من المختارة يؤكدون ان التراجع عن تسمية معوض والتصويت له لن يكون الا لصالح اسم توافقي، يحظى بغطاء مسيحي بحده الادنى.