Site icon IMLebanon

باسيل يواجه عون في كسروان: حاسبـوني على عملي الوزاري

عند السابعة من مساء الخميس الماضي وصل وزير الخارجية جبران باسيل إلى مقرّ هيئة كسروان في التيار الوطني الحرّ في جونية للقاء رؤساء الهيئات المحلية في القضاء. اللقاء يندرج في إطار «تسويق» المرشحين لأنفسهم في معركة رئاسة «التيار». يُعدّ باسيل المُرشح الأبرز، واللقاء مع الهيئات الكسروانية يأتي بعد أن جمعها المرشح المنافس لباسيل النائب آلان عون في منزله.

«الاجتماع مع باسيل كان عاديّاً وبحضور مُعظم الهيئات المحلية»، يشير مصدر في هيئة القضاء. تحاشى «معاليه» الدخول مباشرة في تفاصيل المعركة الداخلية، مُركزاً مداخلته على السياسة العامة، «كان هناك نقاش في طريقة عمل الحكومة والمعركة التي يخوضها التيار حالياً، مع الإشارة إلى ضرورة البقاء على جاهزية لأي تطور». الحديث أيضاً تركز على تجربة باسيل في وزارات الاتصالات والطاقة والخارجية «وهي الزبدة التي يبني على أساسها حملته الانتخابية». كان هناك عرض مُفصل لمراحل عمله «منذ 2008 وحتى اليوم، وما على الرأي العام سوى تقييم هذه التجربة».

لم تحسم كسروان خيارها في الانتخابات الرئاسية، «لا يوجد بلوكات تصب لمصلحة أحدهما. الاثنان مناضلان، ولكل منهما جمهور في كل المناطق. حتى داخل هيئة القضاء، الآراء مُتعددة». يستفيد باسيل من عوامل عدّة. فمسؤول الهيئة في كسروان جوزف فهد، سيكون أحد أبرز المقررين في ماكينة باسيل الانتخابية. كذلك سيُساعده مدير مكتب العماد ميشال عون في المنطقة جورج دغفل. النقطة الثانية هي أنه في كسروان لا وجود لنائب عوني قادر على تجيير الأصوات. النواب الأربعة لا يتدخلون في المعركة، وهم أصلاً غير مؤثرين في العملية.

كما هي الحال في مُعظم المناطق، ينقسم العونيون في كسروان إلى ثلاثة أقسام: جوزف فهد، روجيه عازار، جوان حبيش، داني ضو، فادي بركات ومُعظم رؤساء الهيئات المحلية يدعمون باسيل. يستغل المعارضون لباسيل خبراً يزعم «توظيف فهد وريتا باسيل في وزارة التربية، هل من رابط بين ذلك والانتخابات الداخلية؟». أما في المقلب الآخر، فيتولّى إميل الهاشم إدارة ماكينة عون، بالإضافة إلى مانويل أسطفان (وهما مقربان من المرشح إلى الانتخابات النيابية توفيق سلوم) وروك وجانو شلالا. هناك أيضاً «الوسطيون» الذين يرفضون حتى اليوم حسم خيارهم. أبرز هؤلاء: سلوم والمرشح إلى رئاسة هيئة القضاء جيلبير سلامة. تقول المصادر إن سلوم «الذي يدعم أصدقاؤه عون، يقول إنه مع العماد عون. أما سلامة فهو يتريث ريثما تتضح الصورة لأنه يضع نصب عينيه رئاسة الهيئة».

يوضح أحد مؤيدي باسيل أن «النظام وُضع كما يريده جبران، ولكنه لم يُفصَّل على قياسه». الخيار محسوم: «نحن مع جبران لأنه مُتمكن من الملفات السياسية والحكومية التي يتسلمها، إضافة إلى نسجه علاقات دولية نحن بحاجة إليها». يردف القيادي العوني قائلاً: «ميزة جبران الأساسية اعترافه بالأخطاء التي ارتُكبت في الفترة السابقة في إدارة التيار. لذلك نحن مجموعة اختلفنا سابقاً كثيراً مع باسيل، توجهنا إليه اليوم طالبين إدارة المرحلة المُقبلة سوياً وبطريقة ذكية».

الحجة التي ينطلق منها الفريق المُعارض لباسيل هي أنه «منذ عام 2005 حتى الآن يتحمل فشل الإدارة في التيار». هم فرحون لأن «حاجز الخوف انكسر وكان هناك نوع من التحدي لإرادة الجنرال الذي يُفضل باسيل». كما في الانتخابات النيابية، كذلك في الانتخابات الداخلية، ستتحكم بالعونيين ردود الفعل: «قسم كبير سينتخب ألان عون نكاية بباسيل. لا نُحب الاستئثار بالسلطة». يعتبرون أنهم نجحوا بمجرد أن يستدعي باسيل الناشطين المعارضين له، محاولاً إقناعهم بوجهة نظره، «في اللقاءات يعتذر عن الأمور التي فُهمت خطأً، كذلك فإنه يعد بتوسيع الحلقة التي يثق بها لتشمل أكبر عدد من المناضلين». الموعد المُقبل الذي ينتظره المعارضون والموالون هو السادس من آب، حيث يقيم باسيل لقاءً موسعاً: «سنشارك، لكننا قلنا إننا سنذهب شبعانين حتى لا يُقال إننا شربنا من البئر ورمينا فيه الحجارة».