IMLebanon

باسيل لنصرالله : الحريري عرض عليّ الرئاسة فتجاهلته

مع انحسار تداعيات التمديد للمجلس النيابي على الصعيدين السياسي والقانوني، رغم الطعن الذي يتوعد «التيار الوطني الحر» بتقديمه أمام المجلس الدستوري، فيما تبدو الاستقالات غير واردة، تفتح معركة الرئاسة نظريا مع عودة الحياة الى الاتصالات، رغم الافق المحلي المسدود .

وعملا بالعادة اللبنانية بربط الاوضاع الداخلية بحبال الاستحقاقات الاقليمية والدولية، يعلق المراقبون أهمية قصوى على اللقاءات الجارية، وما قد ينتج منها من اتفاق او خلاف، لما لذلك من تأثير بالوضع في لبنان، في زمن ما بعد التمديد، وظهور بوادر الانفراج الرئاسي المقترنة بالاجتهاد. وفي هذا الاطار يتوقف المراقبون عند المؤشرات والمحطات الآتية:

– الحراك الدولي الاقليمي المكثف انطلاقا من مسقط حيث انتهت الجولة الثالثة من المفاوضات الثلاثية بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري وايران محمد جواد ظريف ومسؤولة السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي المنتهية ولايتها كاترين اشتون على ان من اجل تضييق هوة الخلافات والتوصل الى اتفاق شامل بحلول الموعد المحدد في 24 الجاري، رغم «التشاؤل» الاميركي، والضغط الجمهوري والاسرائيلي .

– الحديث عن تقارب جدي سيحصل على صعيد العلاقات بين الرياض وطهران، في ضوء المباحثات الغربية ـ الايرانية في عمان حول الملف النووي قرب التوصل الى اتفاق، توازيا مع ما حصل في السعودية من معالجة لحادث الاحساء، من شأنه أن يضع العلاقات السعودية- الايرانية على سكة التصحيح الايجابي.

– مسارعة موسكو إلى تحضير حوار سوري- سوري بحضور الحكومة والمعارضة، رغم ان المؤشرات الإيجابية تنتظر موافقة دمشق أولا، مرورا باعلان الرئيس الاسد استعداد بلاده لدراسة المبادرة التي طرحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المتعلقة بتجميد القتال في حلب بعد اطلاعه على النقاط الاساسية واهداف المبادرة.

-ارجاء الاجتماع الوزاري الخليجي الذي كان مقررا عقده في الدوحة إلى أجل غير مسمى، في ظل مساع تقودها دولة الكويت لرأب الصدع في العلاقات بين دول خليجية.

– الانباء المتضاربة بشأن مصير ابو بكر البغدادي، كما هوية الطائرات التي نفذت الضربة اذ اعلنت وزارة الداخلية العراقية ان طائرات عراقية شنتها بالتعاون مع مديرية الاستخبارات العسكرية في حين كانت تبنتها وزارة الدفاع الاميركية.

-الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها مدير الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيروم الى طهران في 12 الجاري، حاملا معه كاولوية الملف الرئاسي اللبناني، متكلا على انتزاع قرار ايراني واضح بالمساعدة عبر تمكين العماد ميشال عون من اعطاء ضمانات لقوى الرابع عشر من آذار تتمحور حول: بنية الحكومة الجديدة ، قانون الانتخابات النيابية، ملف النفط وقيادة الجيش، او الذهاب الى مرشح تسوية.

ورغم الإجماع على أن القرار الدولي باستقرار لبنان يتطور إلى ما هو أبعد أمنيا، ليطال الوضع السياسي، لا يأمل الكثيرون في لبنان في ترجمة عملية لما يبدو للوهلة الاولى انفراجاً دولياً واقليمياً، قد يخدم التوجه لتشجيع الافرقاء الداخليين على الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية، رغم توقف مصادر سياسية بارزة عند سلسلة من المعطيات الداخلية ابرزها:

-ملامح لتفعيل المبادرات الحوارية انطلاقا من سلسلة الخطوات التي قدمها فريق 14 اذار، وصولا الى قبول امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الحوار مع «المستقبل» من دون تحديد ارضية هذا الحوار وشروطه، حيث الدور المحوري للاستاذ والبيك في هذا الاتجاه، في ظل الاعلان عن توقف الحوار على خط بيت الوسط – الرابية.

– تدحرج النار الاقليمية بشكل غير متوقع يفرض على المستقبل وحزب الله فتح أبواب الحوار الداخلي بينهما بشكل سريع وبموافقة سعودية ايرانية بغض النظر عن التباعد السياسي بين هاتين الدولتين.

-تبني الامين العام لحزب الله العماد عون كمرشح الحزب لرئاسة الجمهورية علنا، والذي جاء في الشكل كتعويض معنوي للجنرال بعد قرار الحزب بتغطية قرار التمديد الذي عارضه عون وصوّت ضده، اسقط صفة الوفاقية عن رئيس تكتل التغيير والاصلاح، وتسريب معلومات عن ابلاغ الوزير جبران باسيل السيد نصرالله خلال اللقاء الاخير الذي جمعهما تجاهله لعرض حريري بدعم ترشحه لرئاسة الجمهورية.

-معركة طرابلس التي اعادت خلط الاوراق الرئاسية لجهة المرشحين.

-رغم غياب المعطيات حول اللقاءات التي عقدها امين عام مجمع اساقفة العالم في الفاتيكان بالديساري خلال وجوده في بيروت، تؤكد مصادر مطلعة انه اجتمع الى البطريرك الراعي وابلغه رسالة تأييد لمواقفه من الكرسي البابوي المستاء والمستغرب جدا لسلوك الاقطاب الموارنة في هذه اللحظة التاريخية والظروف الدقيقة والخطرة التي يمر بها مسيحيو الشرق، مشيرة الى ان اطرافا مسيحية حاولت الحصول على موعد للقاء بالديساري الا انها جوبهت بالاعتذار.

– خلط الاوراق الذي احدثه التمديد، ما يوحي ببروز محاور جديدة قد تجمع قوى التمديد في اطار واحد بما يؤسس لمعادلات تقلب الموازين وتفتح المسار امام التسويات السياسية .

بعيداً عن المناورات السياسية، يدل التحليل المنطقي لمسار الامور الى ان المعطيات والأسباب التي حالت دون انتخاب رئيس جديد حتى اليوم،لا تزال قائمة،من هنا جاء التمديد للمجلس النيابي بتوافق داخلي وإقليمي، تمديدا للستاتيكو القائم، في ظل اقتناع الاطراف الداخلية بمواقفها وتشبثها بفرصها لايصال مرشحها الى بعبدا. فهل أعطى التمديد النيابي إشارة إلى تمديد مراوحة الانتخاب الرئاسي، أم إلى قرب انجاز الانتخاب؟