Site icon IMLebanon

لقاء باسيل- رعد أعاد “رهجة” العلاقة السابقة… هل يعود الودّ السياسي؟ 

 

اختتم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، جولته التشاورية الرئاسية على الكتل النيابية، بلقاء مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد في حارة حريك، وحضر اللقاء مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، وعضو” تكتل لبنان القوي” سيزار أبي خليل، وجرى عرض للحراك الرئاسي الذي يقوم به باسيل، والدعوة للتشاور للاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية.

 

الصورة الختامية للقاء كانت بارزة، اذ حملت الكثير من الايجابية والابتسامات من الطرفين، فغاب التشنج ليسيطر الود السياسي، و” رهجة” العلاقة السابقة وأيام التحالف بين التيار والحزب، الذي إستمر لسنوات عديدة. ونقلت اوساط مطلعة على الاجتماع بأنه تخطى العراقيل و”اللطشات”  والردود السياسية التي كانت سائدة لفترة معينة، بالتزامن مع وساطات سبقت الاجتماع المذكور عملت على ترطيب الاجواء. مع الإشارة الى انّ الاتصالات بين باسيل وصفا كانت ناشطة، وإن بوتيرة أقل، اذ صمتت لفترة ثم عادت الى  حراكها لتفتح الدروب المقفلة من جديد، حتى في الايام التي كانت قاتمة بين الشالوحي وحارة حريك، فقد بقيت شعرة معاوية بين باسيل وصفا، منعاً لوصول  العلاقة بين الطرفين الى القطيعة.

 

الى ذلك، تنقل مصادر سياسية مقرّبة من الفريقين، بأنّ  الغيوم السوداء التي خيّمت لفترة لم تتحول الى عواصف، بل كان الطرفان يعملان على عدم وصول الامور الى الانفصال النهائي، لانّ  المقرّبين  قاموا بالواجب،  من ضمنهم  رئيس المجلس النيابي نبيه برّي بعدما تحسّنت علاقته مع باسيل في محاولة للتقارب الرئاسي، لكن الاخير كان واضحاً من ناحية اعلان رفضه العلني لدعم مرشح الثنائي رئيس تيار” المردة” سليمان فرنجية، إلا انّ برّي ما زال يراهن على تغيرات على الخط البرتقالي في هذا الاطار، وسط ضمانات لربما قد تغيّر الخط العوني الرئاسي.

 

وقالت المصادر المذكورة:” يُخطئ مَن يعتقد أنّ هنالك خلافات سياسية عميقة وكبيرة بين الفريقين، قد تؤدي الى إلغاء العلاقة السياسية نهائياً، لانّ ما جرى في الاشهر القليلة الماضية ليس سوى مناوشات سيتم إزالتها قريباً، فالوسطاء على الخط لإصلاح الوضع وضبط الامور والاستيضاح السياسي المطلوب اليوم لمعرفة ما يضمره المستقبل القريب، واشارت الى انّ المياه ستعود الى مجاريها ولو بعد حين،  مذكّرة بأنّ اتفاق مار مخايل هو الوحيد الذي صمد وإستمر لسنوات عديدة، مقارنة مع تفاهمات اخرى لم تعد موجودة.

 

في السياق ووفق المعلومات، فقد تمت دعوة مناصري الطرفين الى طيّ السجالات على مواقع التواصل الاجتماعي، لذا خف التراشق الذي كان سائداً  بين مسؤولي الاعلام والتواصل في الفريقين، لإرساء التهدئة وترميم الجرّة  السياسية. مع العلم انها لم تنكسر بل هُزّت، لانّ العلاقة بينهما بنيت على اساسات متينة، وفق ما يقول الوسطاء، واكثرهم من الوزراء السابقين المقرّبين من الحزب والتيار.

 

في غضون ذلك، افيد بأنّ باسيل طلب من نواب “الوطني الحر” ومسؤوليه عدم توجيه السهام الى حارة حريك، والالتزام بالصمت حيال اي موضوع يُطرح عليهم خلال احاديثهم الى وسائل الاعلام، خصوصاً الصقور العونيين، الذين ساهموا في بعض الاحيان بـ” تكبير الزعل” مع الحزب ،  الذي لم  يعاتب أو يسأل كي لا يساهم في تفاقم  الوضع، كما لم يردّ في معظم الاحيان على كلام باسيل، خصوصاً المتعلق بوحدة الساحات وربط حرب غزة بجنوب لبنان، والذي  فاجأ الجميع، في حين كان من الداعمين لموقف  الحزب مع بدء الحرب على جنوب لبنان، اي في اليوم التالي لعملية طوفان الاقصى في السابع من تشرين الاول الماضي.