مسؤول الأمن والمواكبة لدى العماد ميشال عون العميد المتقاعد أنطوان عبد النور أُقيل من منصبه بسبب خلافه مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. عبد النور كان سابقاً قائد فوج المكافحة في الجيش اللبناني، وقائد هجوم عين الرمانة ضد القوات اللبنانية و«مُناضل» إلى جانب عون منذ عام 1981.
بداية الخلاف بين باسيل وعبد النور كانت خلال المؤتمر التأسيسي للعمل البلدي الذي نظّمه «التيار» في 26 حزيران في «البلاتيا» ـــ جونيه. والسبب أن عبد النور كان قد دعم في الانتخابات البلدية في إحدى بلدات الكورة اللائحة المنافسة للائحة المدعومة من التيار الوطني الحر. هذا الأمر أثار امتعاض القيادة العونية، وكان مؤتمر «البلاتيا» مُناسبة حتى «يفش» باسيل خلقه بعبد النور. العسكري السابق لم يحتمل «الإهانة»، فجرى تلاسن بين الطرفين. المحطة الثانية من الخلاف كانت غداة التفجيرات الإرهابية التي ضربت بلدة القاع البقاعية. يومها، عبد النور، «سكّر خطّه» مُرافقاً العميد المتقاعد شامل روكز إلى البلدة. انزعج باسيل من هذا التصرّف، محاولاً الاتصال مرتين بعبد النور الذي لم يُجب على الاتصال الأول. أما خلال الاتصال الثاني، فقد أبلغ المتصلة من قبل باسيل بما معناه أنه «يللي عايزني يجي لعندي». ووفقاً للمعلومات، فإنّ عبد النور كان قد طلب مقابلة عون، إلا أنّ الأخير ألغى الموعد «بعد أن وصله كلام مسيء بحقه صادر عن مسؤول أمنه السابق».
تُدرج المصادر الإشكال بين باسيل وعبد النور وطرد الأخير في إطار التنافس بين الصهرين: وزير الخارجية وروكز، «مع ما يُحكى عن أنّ قائد فوج المغاوير السابق وقف إلى جانب عبد النور انطلاقاً من موقف أخلاقي»، ولكن أي موقف رسمي أو تبنّ لعبد النور لم يظهر بعد عن روكز.
في اتصال مع «الأخبار»، يوضح عبد النور أن «ما حدا شالني من وظيفتي لأنني أصلاً غير موظف ولا أقبض معاشاً. أنا مضحّى أكتر من 30 سنة». لا يزال مُتحفظاً على الدخول في التفاصيل، «ما زلت أدرس الخطوات»، ولكنه يؤكد أنّ «الخلافات مبلشة قبل تفجيرات القاع». وبالمناسبة، «خلافي هو مع قيادة التيار، أي الرئيس جبران باسيل. معارضتي له لا تعني أنني ضد أفكار عون. أناضل معه منذ عام 1981 وهو نُفي لـ15 سنة وأنا بقيت هنا أُناضل». وحتى لو كان الخلاف مع باسيل «يُبعدني عن الجنرال فأنا سأبقى قريباً. خلّيهم يفهموا الكل، عون أبي وأخي ومُلهمي».
في عام 2009، استحصل القيادي الراحل في «نمور الأحرار» بوب عزام وجورج أعرج وجان عيد على «علم وخبر» بتأسيس حركة النمور الأحرار. بعد إنهاء خدمات عبد النور، انتشرت أقاويل عن نيته إعادة إطلاق الحركة بالتعاون مع المُقدم ديديه رحال. إلا أنّ عبد النور ينفي ذلك، على أساس أنه لم يحسم خياراته المستقبلية.