IMLebanon

باسيل لـ«الجمهورية»: نحن في المعارضة

على رغم ملاحقته المغتربين اللبنانيين في أفريقيا الجنوبية وحرصه على حضّهم على زيارة بلدهم واستعادة جنسيتهم اللبنانية، لكنّ الشأن السياسي لم يغب عن بال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال جولته الأفريقية «الطويلة والمُمددة في نظر البعض»، فكانت تعليقاته وتحليلاته على أيّ حدث محلّي أو خبر عاجل تسبق أسئلتنا.

لكن، ولدى سؤاله عما يتردّد في لبنان عن أنّ الحياة السياسية «معلّقة» في انتظار عودته، تتبدّل ملامحه ويُجيب بجدية: «حجمنا صغير، وصغير جداً، مقابل حجم لبنان ولا نرضى بأن يُقال إنه عندما نعود الى لبنان تعود الحياة السياسية إلى العمل، ولا يجوز بل من المعيب التحدّث هكذا عن لبنان».

وعلى الرغم من أنه كان يفضّل إرجاء البحث في القضايا السياسية خلال جولته لشدة تأثره بالأجواء الاغترابية وروايات المغتربين الأفارقة، لكنه قال لـ«الجمهورية»: «إعتدنا في لبنان أن لا شيء يأتي «بالهَيّن».

علّمونا أنه دائماً بعد «العَركة» يتضاعف عدد الأصحاب، لذلك نعمل اليوم في «التيار الوطني الحر» على مضاعفة عدد الأصحاب، ويبدو أننا لم نتعارك ما يكفي مع البعض ليصبحوا أصحاباً بما يكفي».

وعمّا إذا كان يقصد بكلامه النائب وليد جنبلاط؟ أجاب باسيل ضاحكاً: «حلمنا الاتفاق مع جنبلاط على قانون انتخاب، لكن حتى الآن لم نتوصّل الى اتفاق معه».

وأوضح تعليقاً على المباحثات التي حصلت: «طرحنا 20 قانوناً، والمختلط هو أحدها»، لافتاً إلى أنّ «المختلط مطروح منذ 6 أشهر ووافقوا عليه منذ 6 أشهر، لكن وفي نهاية الأسبوع الماضي وخلال يومين «بَطّلو موافقين عليه!». غير أنّ باسيل أكّد أنّ المفاوضات مستمرة مع المعارضين فيما لم يتم التوصّل معهم الى نتيجة حتى الساعة».

وبالعودة الى السهل والصعب، قال باسيل: «تذكروا…! من قال إنه سيكون هناك رئيس للجمهورية اللبنانية؟ إلّا انّ الأمر تمّ وأصبح للبنان رئيس، فلا شيء مستحيلاً بالنسبة إلينا. وقانون الانتخاب هو بالنسبة إلينا «معركة الربع قرن». ومثلما كان هناك رئيس للبنان سيكون هناك قانون انتخاب جديد للبنان».

ولدى سؤاله على من سيُعلن المواجهة إذا كان فريقهم موجوداً في السلطة والموالاة؟ سارع باسيل الى التأكيد أنّ الورقة السياسية لـ»التيار الوطني الحر» تقول بوضوح إننا لسنا في صفّ الموالاة بل نحن في المعارضة وتحديداً «معارضة الفساد والخلل واللاميثاقية».

وأضاف: «التيار لن «يصفّق» لأحد، ولا يضعوننا في خانة «السلطة» أو «الموالاة» لأننا سنعارض حتى إذا لم يكن هناك قانون للانتخاب. مثلما سنعارض غداً بالنسبة الى موضوع الكهرباء ولن نقف مكتوفين لأنّ الجنرال وصل الى الرئاسة أو سكتَ عن موضوع الكهرباء، حكماً لا».

في المقابل، أبدى باسيل حرصه على الوئام السياسي القائم، فقال: «نحن حريصون على الوفاق السياسي القائم وسنحافظ عليه ونعزّزه ونقوّيه، إنما بالطبع ليس على حساب قانون الانتخاب أو على حساب عدم التكلم عن الفساد».

«المختلط» لم يسقط

وعن صحة ما يحكى عن سقوط المشروع المختلط وإعادة إحياء القانون الأرثوذكسي، أكد باسيل أنّ «المختلط لم يسقط، كما لم يسقط غيره طالما لم يقرّ أي قانون حتى الساعة»، مشيراً الى أنّ كل القوانين ما زالت مطروحة.

المعادلة الأساسية

وقبل أن يختم باسيل دردشته السياسية مع «الجمهورية»، ذكّر بالمعادلة الأساسية بالقول: «هي المعادلة الأساسية والأولى والأهم: من يريد «الطائف» ومن هو حريص على «الطائف»، عليه إنجاز قانون انتخابات. ومن يدعو الى تطبيق «الطائف» عليه أولاً تطبيقه.

فهم نادوا به واليوم نحن المنادون بتطبيقه». وأضاف: «هناك أشياء كثيرة لم تطبّق في «الطائف» لذلك يجب أن نُقبِل في بداية هذا العهد الجديد على تطبيقه تدريجاً فيما الفراغ «ضربة» لـ«الطائف».

وفي نهاية الحديث لم يكشف وزير الخارجية والمغتربين عن حلمه بعد انتهاء جولته الأفريقية، بل أخبرنا عن حلم مغترب أفريقي هو أكثر ما تأثر به خلال جولاته حين توجّه إليه المغترب قائلاً: «عِدني بأنني سأحصل على جنسيتي اللبنانية قبل أن أموت».

أمّا عن استعادة الجنسية فسيكون لـ«الجمهورية» دردشة أخرى مع الوزير في جولات الغد.