المشهد ملتهب في قطاع غزة، اما على الجبهة اللبنانية فيستمر التوتر الشديد حيث تنتقل الأعمال العسكرية على طول الحدود الجنوبية ولكنها تظل مضبوطة بقواعد الاشتباك الى حد بعيد، وسط جمود سياسي لم يخرقه سوى المبادرة البرتقالية، الراغبة في توسيع دائرة تفاهماتها، ان لم يكن اليوم فغدا.
وسط هذا المشهد يستمر الاهتمام المحلي ،وبعض السفارات، في جولة رئيس التيار الوطني الحر، خصوصا انها شهدت لقاءات “نوعية” سواء في عين التينة او بنشعي او السراي، وما دار خلالها من نقاشات، خصوصا ان بعض الاحداث التي تلتها، ورغم الايجابية التي اصر “صهر الرابية”على بثها في مؤتمره الصحافي، عاكستها التطورات والمواقف.
وحول زيارة بنشعي تكشف اوساط مقربة من الاخيرة ان “سليمان بيك” بادر الى التعامل بايجابية مع مبادرة رئيس التيار الوطني الحر بزيارته، وهو ابدى فورا ترحيبه، دون الحاجة الى اي وساطة من احد، فهو دائما دعا الى الحوار، مشيرة ان الحديث تناول الامور الاقليمية، وهي دوما كانت مدار اتفاق بين الطرفين، اما فيما خص الملفات الداخلية ومنها ملف الرئاسة، فان اي بحث في الامر لم يحصل لا من قريب ولا من بعيد، متمنية ان تكون عملية كسر الجليد التي حصلت قد فتحت صفحة جديدة في العلاقة بين الطرفين،قابلة للتطوير، تمهيدا للوصول الى قواسم مشتركة تكسر الستاتيكو القائم،خاتمة بان الطابة اليوم في ملعب ميرنا الشالوحي، التي قررت فتح النار سابقا، وهي نفسها قررت التحاور اليوم.
وحول الكلام عن ان زيارة باسيل، جاءت على خلفية ارتفاع حظوظ بنشعي الرئاسية في ضوء التطورات في المنطقة، رات الاوساط ان هذه القراءة خاطئة، فان المطلوب اليوم التركيز على الاوضاع الداخلية وحماية لبنان، والذهاب نحو الخيار الانسب في هذا الاتجاه، وفصل الحسابات الداخلية عن تلك الاقليمية، لتلافي التعقيدات والتبعات التي قد تعاني منها المنطقة في حال انفلات الوضع.
وختمت الاوساط بان ما حصل نوع من ربط نزاع بين الطرفين، وتنظيم للاختلاف ، في لحظة مصيرية يمر بها المحور الممانع، حيث ان الحسابات الضيقة لا تصب في المصلحة العامة وستكون لها نتائج كارثية، لذلك كان الاتفاق على التركيز على النقاط المشتركة، وترك الباب مفتوحا امام جولات حوارية جديدة متى “استوت الامور”.
مصادر متابعة غمزت من قناة موقف النائب السابق من مسالة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة،عشية احالته الى التقاعد مطلع العام المقبل، معتبرة ان بنشعي “باعت” الرابية والبياضة من “كيسهم”، في تاكيدها رفض هذا التمديد، وان بحجة مخالفته للقانون، مضيفة انه حتى في حال التمديد فان حظوظه الرئاسية تبقى صفرا لمخالفة ذلك للدستور، معيدة الامر الى خلافات سابقة بين اليرزة وبنشعي.
وتابعت المصادر بانه كان من الطبيعي ان لا تشمل زيارة باسيل، معراب او الصيفي، او حتى اطياف سياسية معارضة، اذ جاءت اتصالاته محصورة بالجهات المشاركة في الحكومة، وهو ما قراه البعض مؤشر الى رغبة الاخير بالعودة الى حضور جلسات حكومة تصريف الاعمال، وتعويم الحكومة الميقاتية، وهو امر لا يزال من المبكر الحديث عنه، خاصة ان الامور لا زالت في بداياتها.
مصادر التيار الوطني الحر،اشارت الى ان رئيس الحزب هدف من زيارته كما اعلن التاكيد على ضرورة تامين اكبر قدر داخلي من الاجماع في ظل الاضطرابات التي يعيشها الاقليم، مبدية اسفها لما حصل في الجلسة الوزارية من تعامل مع وزير الدفاع موريس سليم، ومحاولة “التذاكي” التي حصلت، والتي لم يكن وقتها، معتبرة ان الزيارة نجحت في تحقيق جزء اساسي من اهدافها، وانها مسار نقاش ومراجعة وتمحيص داخل قيادة التيار، لتحديد مستقبل “التحرك” الذي بدا.