IMLebanon

هل قرأ باسيل في كتاب جنبلاط؟ “التيار”: أصبحنا في الوسط

 

 

يتساءل البعض عمّا اذا كان للتوقيت الذي تحرّك به وبزخم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على خط الملف الرئاسي دلالات ومؤشرات معينة، إن لجهة التوقيت او لجهة التمثيل، بمعنى انّ الرجل اختار الانخراط شخصياً بـ»حركة الانعاش الرئاسية» وفي توقيت «مُلتبس» ربما بالنسبة الى وفد الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة تيمور جنبلاط الذي سارعَ بدوره الى «إسعاف» مبادرة تحرّك «الاعتدال الوطني» بعدما خاب أمل هؤلاء وخَفّت عزائمهم…

الا انّ الوفد الاشتراكي برئاسة تيمور جنبلاط الذي بَدا أنه انطلق بالمهمة المستحيلة بزخم آملاً في تحقيق اختراق ما في الملف الشائك، تفاجَأ بمبادرة باسيل الذي تحرك بدوره في التوقيت نفسه غير منتظر انتهاء مهمة الوفد الاشتراكي فانطلقَ بوفده في الموازاة ليطرح السؤال: هل قرأ باسيل في كتاب جنبلاط السبّاق عند استشعار الخطر؟ وهل يكون تحرك باسيل ـ جنبلاط استشعاراً مزدوجاً بحساسية المرحلة وخطورتها داخلياً وخارجياً قبل فوات الأوان بهدف إحداث الاختراق؟

في السياق تؤكد مصادر «التيار الوطني الحر» لـ»الجمهورية» انّ لدى باسيل فعلياً نية لتحقيق خرقٍ ما، موضِحة أن التيار يرتكز الى أمر عملي وان ما يقوم به وفده، بقيادة باسيل شخصياً، أدى الى اعلان الرئيس نبيه بري عن عقد جلسات متتالية بعد جلسة التشاور، وبالتالي استطاع تحرّكه التحقق من الوصول الى نقطة عملية تقضي بعقد جلسات وبتأمين النصاب.

 

«التيار»: أصبحنا في الوسط

امّا بالنسبة الى تحرك الوفد الاشتراكي فأكدت مصادر التيار أنّ «من حق اي فريق سياسي المبادرة بالتحرك الخاص به، وإن التيار ليس في حالة تنافس مع الوفد الاشتراكي بل هو في حالة تعاون مع تيمور جنبلاط ومع كتلة الاعتدال ايضاً. وكان وفد التيار قد نظّم تحرّكه في التوقيت المناسب له، وصادَفَ انّ الوفد الاشتراكي كان قد اختار تحركه في التوقيت نفسه الذي تزامَن مع تحركنا، وقد التقينا به وتكاملنا معاً».

 

واضافت المصادر أنه وبعد تحرّك التيار «بات واضحاً اننا اصبحنا في الوسط خصوصاً بعد الجَو الذي سمعناه، وقد اصبح معلوماً اننا نحاول ان نكون صِلة وصل للوصول الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي ليس هناك اي تضارب بين تحركنا والتحرك الاشتراكي».

 

واوضحت مصادر التيار «انّ الفارق بين تحرك الوفد المفاوض برئاسة باسيل وبين تحرك «الاشتراكي» انّ وفد التيار استندَ الى مُعطى من رئيس مجلس النواب نبيه بري فيما الاشتراكيون ربما لديهم معطيات اخرى»… واشارت الى «انّ «كتلة الاعتدال» قبلًا قد تكون ايضاً تحرّكت وفق معطيات معينة لديها على خلفية تحرّك الخماسية وحركة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان»، لافتةً في الوقت نفسه الى «انّ تكتل الاعتدال قد قام بما تَمكّن من القيام به وعمل جهده بحسب قدرته»…

 

اما بالنسبة للتيار فإنه، بحسب مصادره، «اكتفى حينها بالترقّب والمراقبة ولم نرض ان نبقى مكتوفين بعد مرور سنة على جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 14 حزيران 2023، وقررنا انه من المستحيل قبول التيار بافتتاح السنة الثانية من دون القيام بأي حركة في هذا الصدد. ولذلك كان من الطبيعي ان يتحرك كونه المعني الاساسي بمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية. امّا السبب الثالث لتحركنا فهو استشعارنا بوجود فرصة مؤاتية للضغط في موضوع الرئاسة قبل حلول موعد الانتخابات الاميركية التي لا يمكن الاستمرار في القول انها لا تؤثّر على الداخل اللبناني لأنّ تأثيرات الخارج قد تؤثر على الداخل اللبناني وحتى تجميده، ولذلك لا نريد الذهاب الى مرحلة جديدة نضطرّ فيها الى انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية واعتبارات الادارة الجديدة بعدها، الأمر الذي قد يؤجّل إنجاز انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية الى ما بعد شباط 2025 وهذا هو الامر الذي لا يريده التيار.

 

في السر ليس كما في العلن!

والمهم الآن، بحسب مصادر التيار، ليس نجاح تحرّكه او عدمه فهو واثق من أنّ الخرق الذي حقّقه في الملف الرئاسي هو خرق وطني بعد التعهّد الذي قطعه له الرئيس بري، واجتماع باسيل للمرة الأولى لساعتين مع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ووفد المعارضة… الا انّ مصادر التيار هذه استغربت في الوقت نفسه البيان الذي صدر عن الكتائب بعد الاجتماع مع باسيل والوفد المرافق، وقالت: «إستغربنا البيان المُلتبس ولم نفهم ما اذا كانوا رافضين التشاور او هم يقبلون به إنما بشروط! علماً انهم في الداخل قالوا كلاماً مختلفاً عن الكلام الصادر في البيان، وحقيقة لم نعد نعلم ماذا سيكون موقفهم وكيف سيتعاطون مع التحرك الخاص بنا؟».

 

ومن جهة أخرى، لفتت المصادر نفسها الى «اننا اليوم امام خيارين: امّا الذهاب الى تشاور والوصول الى تحقيق الوعد الذي قطعه له الرئيس بري في نهاية لقاءاتنا. وإمّا ان نتخذ قراراً جماعياً كلنا والذهاب الى معارضة ومواجهة حقيقية كان يجب القيام بها منذ سنة باعتراف جميع الاطراف بأنهم فعلاً لم يقوموا بهذه المبادرة منذ سنة حتى يومنا هذا». وحذّرت من «انّ عدم اختيار المواجهة ولا اختيار المشاركة بالتشاور، مَعناه اننا اصبحنا جزءاً من التعطيل لأننا ساكتون عن الوضعية التي أوجَدنا أنفسنا فيها من دون المبادرة، في وقتٍ يجد الثنائي الشيعي نفسه مرتاحاً تماماً الى وضعيته امام حالتنا هذه». واضافت المصادر: «لأجل ما ذكرناه نستبعد ان لا يكون اجتماعنا مع جميع الافرقاء، ومع المعارضة، وتحديداً مع رئيس حزب الكتائب قد ترك أثراً. ونتمنى ان يكون الجميع قد اقتنعوا منّا للسير في التشاور لنكون صفاً واحداً، اما اذا لم يقتنعوا بهذا التشاور فعندها يجب على كل طرف تحمّل مسؤولية قراره».

واعتبرت المصادر انّ «نقطة القوة في تحرّك باسيل تبقى في ارتكازه على مُعطى جديد لبري الذي أعلن التزاماً صريحاً كشف عنه باسيل على منبر عين التينة».

 

وكشفت أن تحرّك باسيل سيتواصل، وانه بعد لقاءٍ مع بري وكُتل كرامي والاشتراكي والاعتدال، سيختم تحركه بلقاء مع نواب «حزب الله».