Site icon IMLebanon

الأساس تحرير سوريا

أطلق التحالف الاقليمي بقيادة المملكة العربية السعودية عملية “عاصفة الحزم” لوضع حد للإنقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية، وبمعنى أدق لوضع حد لتمدد إيران في جنوب الجزيرة العربية لجهة مضيق باب المندب بين البحر الأحمر والمحيط الهندي. هذا التمدد الذي لا يهدد باب المندب فحسب بل يهدد الأمن القومي السعودي وشركاءه الخليجيين، ويكمل الطوق الإيراني على المشرق العربي من العراق وسوريا الى أبعد نقطة في الجزيرة العربية. كان لا بد من مواجهة السياسة التوسعية الإيرانية بأي وسيلة، حتى لو كانت الحرب. ففي مراحل مفصلية تكون الحرب الحل الوحيد المتاح لإنقاذ منظومات إقليمية يتهددها مشروع توسعي عدائي كالمشروع الإيراني الذي نجح في التغلغل في العراق وسوريا ولبنان تحت مسميات متنوعة.

حسناً فعل السعوديون في تدارك الوضع بعد طول تلكؤ فرضته عوامل عدة أهمها السياسة الأميركية التي غضت الطرف عن التمدد الايراني الخطير في المنطقة مخافة افشال المفاوضات الدائرة حول البرنامج النووي، فضلاً عن غياب أي رؤية استراتيجية أميركية الى المنطقة بعدما اختار الرئيس باراك أوباما الانسحاب منها ثم عاد تحت وطأة الأحداث والتطورات (داعش) الى دور قام على سياسة رد الفعل وليس الفعل. لم يسبق للولايات المتحدة أن عانت غياباً وضعف حضور وتشتتاً في الاستراتيجية حيال الشرق الأوسط كما حصل في ولايتي الرئيس باراك أوباما. ولم يسبق أن شهدت السياسة الأميركية انهياراً في عامل الثقة لدى الحلفاء التاريخيين كما حصل مع أوباما. اليوم نحن أمام محاولة عربية جدية لإعادة التوازن الى المشهد الإقليمي الذي اختل بقوة مع تزايد الخطر الإيراني، واختراقه الإقليم بأسره بدءاً بالعراق وصولاً الى اليمن مروراً بسوريا ولبنان. وعملية “عاصفة الحزم” في اليمن التي يفترض أن يكون هدفها الأقرب ضرب الانقلاب الحوثي وصد الاختراق الايراني بالقوة، وهدفها الأبعد إعادة وضع اليمن على سكة الحل السياسي وفق المبادرة الخليجية التي تشمل جميع القوى بمن فيها الحوثيون بعد ضبطهم، هذه العملية ينبغي أن تكون مدخلاً الى التفكير بالعمل على أرجاء الإقليم وليس في اليمن وحده وعلى قاعدة رد الفعل. على النظام العربي الذي تقوده السعودية وتتصدره مصر التحرك في الهلال الخصيب. فلا أمن للخليج العربي ولمصر من دون تحقيق التوازن في العراق، وحسم الصراع في سوريا بالتحالف مع تركيا القوة الكبرى الموازية لإيران. سوريا هي قلب المعادلة، ومنها تبدأ المواجهة الحقيقية مع المشروع التوسعي الإيراني. منذ سنوات ونحن ننادي بعمل عربي – تركي مشترك في سوريا، ولعل الفرصة أصبحت سانحة مع تجاوز طهران كل الخطوط الحمر في المنطقة وتهديدها الأمن القومي العربي والتركي على حد سواء. لا يجوز انتظار الأميركيين للعمل على إخراج الايرانيين من سوريا. إن تحرير سوريا يبقى الأساس.