Site icon IMLebanon

سلة تفاهمات… «مفخوتة»

يمكن اعتبار دورة الجمعية العامة للامم المتحدة لهذا العام، والتي شهدت حضور معظم رؤساء الدول، وفي شكل خاص، حضور الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والاميركي باراك اوباما، بانها دورة الازمة السورية من دون منازع، فالكلمات التي القيت، انصبت جميعها تقريبا على الوضع العسكري المأسوي داخل سوريا، وعلى زحف مئات الوف السوريين اللاجئين الى دول الجوار، والى اوروبا واميركا وتأثير الوضعين على الدول العربية، وعلى العالم، وقد خطفت هذه الدورة ايضا الاضواء عن القضايا المعقدة في العالم – بمثل ما خطفتها عن الاوضاع اللبنانية الصعبة والمتشابكة، الى درجة ان رئيس الحكومة تمام سلام، اعتبر ان العالم مشغول حاليا بالازمة السورية، على الرغم من النشاط المكثف الذي بذله مع عدد من رؤساء الوفود لفرض الازمة اللبنانية على اهتماماتهم، ولكن الاهتمام الدولي بالازمة السورية، لم يمنع قيادات الداخل من تكثيف مشاوراتها واتصالاتها، لحلحلة موضوع النفايات من جهة، والتفاهم من جهة ثانية، على السلة المتكاملة التي تسمح باعادة الحياة الى الحكومة ومجلس النواب، وتخفف من التوتر والاحتقان السياسي بين قوى 8 و14 آذار، وفي شكل خاص بين تيار المستقبل وكل من التيار الوطني الحر وحزب الله، على خلفية الخلاف على انتخاب رئيس للجمهورية وتسوية اوضاع بعض الضباط في الجيش وقوى الامن الداخلي، وبالتالي فان دخانا ابيض مخلوطا مع نسبة من الدخان الرمادي، تصاعد امس منبئاً بأن تيار المستقبل والحزب الاشتراكي وحركة امل وحزب الله والتيار الوطني الحر، اتفقت مبدئيا على سلة من تسعة بنود تحدّد ترقية بعض الضباط، وتعيين اعضاء المجلس العسكري، وتحديد مركز العميد شامل روكز بعد ترقيته الى رتبة لواء وهناك بحث بتعيينه سفيرا بعد تقاعده في الشهر المقبل، كما تعيين مدير عام لقوي الامن الداخلي وتعيين اعضاء مجلس قيادة قوى الامن الداخلي على ان يتم بعدها اعادة تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب.

****

في المقابل هناك قوتان سياسيتان متمثلتان في الحكومة بستة وزراء هما حزب الكتائب وكتلة الرئيس ميشال سليمان، ترفضان هذه السلة وتتمسكان بوجوب تطبيق ما ينص عليه الدستور والقوانين النافذة، لأن التسويات الفوقية ليست في مصلحة الجيش ولا القوى الامنية، كما ان هناك قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي له دور في انجاح هذه السلة، ولم يعرف موقفه بعد، اضافة الى ان هناك ايضا حزبا كبيرا يتمتع بشبيبة واسعة وبكتلة نيابية وازنة هو حزب القوات اللبنانية، قد يكون له رأي مختلف عما تم التفاهم عليه بين تيار المستقبل، والاحزاب الاخرى، ويخالف موقف حليفه الاستراتيجي تيار المستقبل، على اعتبار ان التفاهم الاستراتيجي على الثوابت شيء والمواقف التي لها علاقة بالتكتيك شيء اخر، وفي مطلق الاحوال يمكن القول ان تعيين جلسة لمجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل اذا حصل يعني ان الطبخة نضجت والسلة اكتملت.