الحمد لله بشّرنا فخامة الرئيس، أنه لا يرغب بالتجديد، وهذه صفحة بيضاء تسجّل في تاريخه، ونشكره على هذا القرار، ونقول إنّه رجل عاقل يحترم شعبه ويحترم عمره، ويتخذ القرارات الحكيمة عندما تدعو الحاجة.
من ناحية ثانية نسأله: ماذا عن التوريث؟ وكيف وصل جبران باسيل الى رئاسة حزب التيار الوطني الحر؟ هل أُجريت إنتخابات وفاز بها جبران؟ أم أنّ قرار الرئيس هو الذي أوصله الى هذا الموقع. طبعاً جبران هو الابن المدلل عندك، خصوصاً أنّ ربّ العالمين لم يرزقك بولد، فأخذ مكانه جبران. هذا أولاً.
أمّا ثانياً: تقول إنّك ستسلم لبنان أفضل ممّا تسلمته، كلام جميل، وتمنٍّ رائع، ولكن حسب السنوات الثلاث، التي مضت، ونحن في بداية السنة الرابعة، نرى الظروف الاقتصادية التي نعيشها اليوم صعبة جداً، لم نشاهد مثلها في التاريخ، ولا في أي دولة من دول العالم، فالذي يجري في البنوك اليوم، لا يمكن لأحد في العالم أن يصدّقه، الناسُ وضعت ثقتها في البلد ومصارفه، في هذا القطاع الأنجح في لبنان، والذي كان يتباهى اللبنانيون به، هذا القطاع دمّرته أنت و»الحزب العظيم»، و»التيار الوطني» بهذه الطريقة:
أ- الكهرباء التي تسلم ملفها من ١٢ سنة الطفل الأنبوب، ووعد وتوعّد، وحده هذا الملف كلف الدولة والمواطن خلال ٢٧ سنة ٤٦ مليار دولار من دون احتساب فوائد الدين.
ب- ماذا عن المعابر غير الشرعية؟
ج- ماذا عن الأملاك البحرية؟
ثالثاً: فخامة الرئيس، كنا ننتظر أنك ستكون فؤاد شهاب الثاني، نحب أن نذكّرك بأنّ فؤاد شهاب اجتمع مع الرئيس عبدالناصر في الخيمة على الحدود اللبنانية – السورية، وكان السبب أن لبنان بحاجة أن تكون له علاقات عربية جيدة ليكون مستقراً. أما سياستك، فللأسف لم تكن في يوم من الأيام مع العرب، يكفي أنّ حليفك يتصدّر شاشات التلفزيون ليقول: الموت لآل سعود، فهل بهذه الطريقة تبنى العلاقات مع إخواننا العرب الذين نحن في أمسّ الحاجة إليهم؟
ورأينا ماذا حصل، عندما تخلوا عنا منذ سنوات، تعززت بمجيئك الى الحكم، أي عكس ما كان متوجباً عليك أن تفعله.
رابعاً: أصبح سعد الحريري «الابن الضال» كما جاء في الانجيل، شكراً لأنك ربطت سيرة الرئيس سعد الحريري بما هو مذكور في الانجيل، لأنه فعلاً رجل صالح ومعطاء ووطني، فضّل وطنه على كل المصالح، وضحّى بثروته ٢ مليار دولار دفعها على أبناء وطنه، ليكمل ما بدأ والده. خضع للإبتزاز، ابتزّوه لأنه لا يقبل أن يكون الوطن من دون حكومة، ومن دون رئيس للجمهورية… كل الوعود، بدءًا من النأي بالنفس، إلى الإلتزام بقرارات الحكومة بعدم التدخل في الحرب الأهلية السورية، كانت وعوداً غير صادقة، نفهم ذلك، لأنهم يخضعون لأوامر ولاية الفقيه، خصوصاً أنّ السيّد أعلن أكثر من مرة أنّ أموال حزبه وسلاحه يأتي من إيران، وأنهم لا يتعاملون مع البنوك اللبنانية، ولكن بفضلهم طار البنك الكندي، ثم طار بنك الجمال، ولبنان يعاني من عقوبات سياسية ومالية أميركية بسببهم، وبالرغم من كل هذا لا يهمهم إلاّ مصلحة إيران أما مصلحة لبنان فهي في خبر كان.
خامساً: أما اتهامك بأنّ حكومة الرئيس الحريري لم تعمل، فكنّا نتمنى أن تقول الأمور كما حصلت، ان من يعرقل حكومات الرئيس الحريري، هو صهرك العزيز.
وللتذكير نقول لك ما قاله الرئيس الحريري في ١٧ ت١ ٢٠١٩ أي في بداية الثورة الوطنية، التي تعتبر من أقدس الثورات في العالم، إذ حملت العلم اللبناني ورمت جميع الاعلام الأخرى، باختصار «ان من يعرقل أعمال الحكومة ويمنع الوصول الى قرار في أي موضوع، هو جبران باسيل. واننا جلسنا ٣ سنوات مضت كلها مضيعة للوقت، كل موضوع نبحثه لساعات، وفي النهاية يعترض جبران، فنؤجل البحث الى جلسة ثانية وثالثة وعاشرة والنتيجة واحدة.
١- حذّرنا من الدين في الكهرباء. ٢- حذّرنا من سلسلة الرتب والرواتب التي تكلف أكثر من ٢ مليار. ٣- حذّرنا من عدم الإلتزام بشروط «سيدر» وشروط الذين يرغبون بمساعدة لبنان بـ١٢ مليار دولار، كقروض ميسّرة.
أكتفي بعينة من العرقلة التي كان يمارسها طفل الأنبوب، والأنكى أنك تدافع عنه، ولا أستغرب ذلك، إذ أنك فضّلته على بناتك في يوم من الأيام، وبالرغم من المشاكل التي سبّبها في البيت ما زلت منحازاً إليه في بعض الأحيان ضد رأي أهلك.
أخيراً، فإنّ كلامك ان باسيل يتعرّض لاغتيال سياسي، فنقول لك بكل صراحة لا يوجد في التاريخ السياسي، شيء واسمه جبران باسيل، يوجد صهر رئيس الجمهورية، يوجد صهر ميشال عون، يوجد صهر الجنرال وبعد عمرٍ طويل، سيذهب جبران الى ….. التاريخ.
وإن كنا نسينا علينا أن لا ننسى أنّ الوحيد الذي كان بيده أن يمنع وصولك الى حلم حياتك هو سعد الحريري ولكنه بسبب حبّه للبنان وحبّه للوطن رأى أنّ كرامة اللبنانيين لا تسمح أن يكون لبنان من دون رئيس للجمهورية.
عوني الكعكي