IMLebanon

الحياد الجبراني

 

إجتهد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان، وقارب الحياد، بمنطق النبي محمد والسيد المسيح بوصفه انحيازاً للحق، و”أن نكون في الموقع الإنقاذي للوطن المنهوب” و”أن نقول لمن بذل وقاتل وحرر الأرض واستشهد من أجل ذلك شكراً لك”، و”أن نكون ضد شياطين النهب والفساد والظلم والفتنة والاستبداد الذين حولوا الدولة إلى جثة نتنة ممزقة”… كل ذلك بمنطق النبي محمد والسيد المسيح. أين أنت يا بونا عبدو أبو كسم، حدد موقعك “حيال طواغيت المشروع الدولي الإقليمي المحلي الذين يتعاونون على استنزاف لقمة الفقير في لبنان!”.

 

إن إقحام السيد المسيح والنبي محمد والقديسة مارينا في مسألة حياد لبنان لا يستقيم ونحن على قاب قوسين من إلغاء الطائفية السياسية وعلى قاب فرسخين من العلمنة الشاملة.

 

وبقدر ما يبدو كلام قبلان مقبولاً شيعياً بوجه عام ومرفوضاً لدى سائر الطوائف، فإنّ كلام جبران جاء بصيغةٍ احتيالية، ظاهره قبول حقيقته رفض.

 

يريد جبران أن يتأكد من أن الحياد يحافظ على عناصر القوة التي تحميه من إسرائيل والإرهاب، وهو بالطبع لا يقصد بالعناصر “صيغة العيش المشترك” ولا “الثروة الوطنية” ولا “أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي” بل قوة المقاومة الإسلامية فقط لا غير.

 

والحياد الجبراني مشروط بسحب عناصر التفجير و”على رأسها إحتلال إسرائيل للأرض” و”الإرهاب المنظم من الخارج” و”ترسيم الحدود” و”إعادة النازحين السوريين” و”عودة اللاجئين الفلسطينيين” و…تأهل لبنان إلى المونديال، وفوز فريق العهد على الـ”برشا” بهاتريك نظيفة لمهاجمه أحمد العكايشي.

 

والحياد مشروط باستكمال استملاكات سد بسري وتلييس سد المسيلحة وبناء معمل سلعاتا وتزفيت طريق جران ـ العلالي ـ محمرش، وتعيين خليفة لآلان بيفاني على أن يحتفل مجلس الوزراء بعيده الـ39 قبل يوم من صدور مرسوم تعيين، وقبل كل ذلك يفترض الحياد حواراً واتفاقاً وإجماعاً، وإن قبل “حزب الله” به، بعد استشارة المفتي قبلان، فمن يضمن موافقة مصطفى حمدان؟

 

يقبل باسيل بالحياد الذي دعا إليه البطريرك الراعي إن ضمن اعتراف الدول المجاورة به واحترام الدول العظمى له على أن يوقعه باسم لبنان رئيس من مواليد العام 1970 سبق أن تحضّر لامتحانات البريفيه على ضوء الشمعة.

 

ذكرتني شروط باسيل للسير بالحياد بالعميد ريمون إده، والفرق بين الرجلين كالفارق بين “مسبار الأمل” و”صاروخ عيد مار الياس”. كان زائرو العميد في باريس ينقلون عنه أنه يقبل أن ينتخبه النواب وهو في منفاه وذلك بعد تطبيق القرار 425 وإلزام سوريا وإسرائيل الإنسحاب من لبنان ونشر البوليس الدولي وحل مسألة السلاح الفلسطيني و…و… فقيل له إذا كنت تريد كل ذلك قبل أن تصبح رئيساً فما الحاجة إلى انتخابك؟