IMLebanon

من معركة مع الخصوم الى إشتباك مبطّن مع الحلفاء… بعبدا و«التيار» وحيدان!

 

الطاشناق وارسلان آخر المقرّبين… فهل يستدير باسيل سياسياً في إتجاه مُعارض؟

 

لم تعد مخططات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فاعلة وناجحة كما كانت في السابق، لانها إتجهت نحو الاخفاقات التي لم تترك له صاحباً في السياسة، بعد ان إتقن فناً جديداً فيها، من خلال قصفه جبهات عديدة تضّم الحلفاء والخصوم معاً، موجّهاً الرسائل يميناً وشمالاً من دون ان يوّفر احداً من سهامه المبطّنة، ضارباً الجميع بحجر واحد، وواضعاً إياهم في رزمة واحدة ضمن اطار تكتيكي كي يبقى شاغل السياسيين، حتى تفاقمت اعداد خصومه فوصلت الى درجة جعلته وحيداً، إلا من بعض المقرّبين كحزب الطاشناق والنائب طلال ارسلان.

 

هذا التراجع نظر اليه خصوم باسيل نظرة حادة بعد تلقيه العقوبات، فرأوا فيها نهاية لدوره، خصوصاً الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي اعتقد بأنّ أثقال هموم التشكيلة الحكومية قد رُفعت عنه حينها، ظناً منه ان شبح باسيل قد ازيل من امامه، وبالتالي باتت المشاورات هادئة ودبلوماسية بعيدة عن التناحرات، لذا تنفس الصعداء واصبح مرتاحاً في تلك الفترة، لان المعيق الاول اصبح خارج المعركة، بحيث إعتقد الحريري بأنّ شروطه ستنفذ وبات الاقوى ضمن المعنيين بالتشكيلة، إلا انّ رئيس التيار الوطني الحر بقي هادئاً، فاتحاً ابوابه على الدبلوماسية الاميركية علّها تبعد عنه كأس العقوبات المرّ.

 

لكن وبعد كل تلك الفترة، عادت الدبلوماسية الفرنسية للعب دورها من جديد ضمن اطار مبادرتها المتجدّدة، وسط تكرار هذه الخلافات على الخط الحكومي، فعاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليضع ازمة لبنان الحكومية على اجندته، فتلقى الدعم الداخلي عبر رفض الثنائي الشيعي للثلث المعطل، الذي إعتقد باسيل بأنه لن يغيب عنه، لكن هذه المرة غاب وبات على طرق وعرة مزروعة بالالغام لن يستطيع فتحها، ما جعله صامتاً ومتجاوزاً تلك المفاجآة، ضمن البيان الصادر عن الاجتماع الاسبوعي لتكتل «لبنان القوي»، حيث لم يتطرّق الى موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الرافض نيل اي طرف الثلث المعطل، ما يعني انّ صمت «التيار» اليوم افضل من اي تعليق سيفتح عليه ابواباً لا يريدها، مع الاشارة الى محاولتنا الاتصال بعدد من نواب «التيار» للتعليق على موقف بري، لكننا تفاجأنا بإقفال بعض الهواتف او عدم الرد على الاتصال.

 

الى ذلك ساد الصمت ايضاً قصر بعبدا، حول ما دار بين الرئيسين ماكرون وعون خلال اتصال الاول بالاخير، والبحث بإعادة تفعيل المبادرة الفرنسية، والدور المطلوب من رئيس الجمهورية للتسهيل، فيما على الخط الفرنسي سُرّبت معلومات بأنّ الرئيس ماكرون لم يقتنع بأسباب التأخير بالتشكيلة، التي اعلنها رئيس الجمهورية.

 

في غضون ذلك وانطلاقاً من التراجع في العلاقة بين بعبدا و«التيار» من جهة، والثنائي الشيعي من جهة اخرى، انتقل الفريق الاول من معركة مع الخصوم الى إشتباك مبطّن مع الحلفاء، لانه لن يتخلى بسهولة عن الثلث المعطل، وهو متمسّك به لأبعاد سياسية خطط لها باسيل ولن يتراجع عنها، والدليل انه يرفض كل الطروحات التي تقدّم له، وفق ما نقل لـ«الديار» مصدر سياسي مطلّع على ما يدور في كواليس التشكيلة الحكومية. مشيراً الى انّ باسيل قد يتجه نحو منحى معارض، من خلال إعادة فتح الباب المقفل بإحكام مع بعض المعارضين، مع إمكانية ان يفتحوا له ذلك الباب، بهدف عودتهم الى الساحة السياسية ليس اكثر، وهو سيستعمل هذا السبب في مصلحته، وسوف يلجأ الى العباءة الطائفية كأن يستعين بمقولة حقوق المسيحيين، كي يكسب شعبية مسيحية، ليشير الى تدخل بألاسماء الوزارية المسيحية، والى ما هنالك من وتر طائفي يستطيع فيه كسب مناصريه اولاً، ومن ثم الاوساط الشعبية الوسطية غير الحزبية، انطلاقاً من المسّ بهذا الوتر الحساس.