IMLebanon

جبران إنتحاري “ستايلش”

 

 

عندما يقرر الإنسان المؤمن بقضية القيام بمهمة إنتحارية، فاحتمال أن يعود من المهمة حيّاً شبه معدوم. فإن لم يزنّر الإنتحاري صدره بحزام ناسف، وإن لم يقد ميتسوبيتشي محملة بـ 2000 كيلوغرام من الـ ت.ن.ت وهو يعلم علم اليقين أنها ستنفجر به، وإن لم يقتحم منفرداً موقعاً عسكرياً مزوداً بستة مماشط وخمس قنابل يدوية فقط لا غير، وإن لم “يشكّ” كالسهم بطائرة عسكرية كالـ”كاميكاز” فوق مدمرة راسية مطمئنة في خليج هادئ ويحولها هيكلاً من فحم في لحظات، وإن لم يقم بخطف طائرة مدنية ويجبر قائدها على اختراق برج، لا يستحق أن يكون إنتحارياً باب أوّل.

 

فأي “مهمة إنتحارية” إنتدب نفسه لتنفيذها “كاميكاز” المسيحيين المشرقيين الأول المدعو جبران باسيل؟ وهل يُستغنى عن بدر الدُجى في إنارة طريق اللبنانيين التائهين في الظلام والضلال؟

 

هي في الواقع أكثر من مهمة، لنقل مهمة عظيمة مجزّأة على أكثر من “شابيتر”. ففي فصل “الحكومة الموعودة بين التضحية والتعنّت”، نحر جبران ذاته على مذبح لبنان مرة جديدة. ضحّى بالغالي والنفيس وقدّم كل التسهيلات الممكنة. لم يطلب شيئاً لنفسه أو لتياره مكتفياً بما يحق لرئيس الجمهورية دستورياً وميثاقياً، وبحسب ما نصت عليه “كولونات التشكيل” المستحدثة وفق أعلى معايير الـ EXCEL والمسجلة كاختراع في وزارة الإقتصاد والتجارة باسم “مؤسسة جبلنا”.

 

وفي فصل تأمين الأموال للبطاقة التمويلية، وترشيد الدعم قدّم “الإنتحاري” باقة من الخيارات الممتازة والمنوعة والتي ترضي كافة الأذواق وكل الفئات، وهي في خلاصتها، تُخفض كلفة الدعم السنوي من ستة مليارات دولار إلى ثلاثة. لكن من أين يؤتى بالمائة دولار شهرياً لكل أسرة لبنانية؟ مما تبقى من أموال المودعين والباقي منها حوالى 15 مليار دولار. أما المودعون فينالون 100 دولار من حساباتهم. هذه تستأهل بوسة بين عينيك يا “كاميكاز”.

 

وطمأن “الإنتحاري” المودعين اللبنانيين الى أن 85% من أموالهم ذهبت مع الريح. تبخّرت نتيجة الفشل الجماعي في إدارة شؤون البلد وقطاعاته والفشل في الإصلاح إلى اصطفاف العهد في محور المنتصرين، أي سوريا وإيران ودولة “حزبُ الله” و”حماس” وكل مقاوم للإستكبار العالمي.

 

أما العملية الإنتحارية الأكثر دويّاً إن حصلت، فأن يستقيل نواب “لبنان القوي” من مجلس النواب بهدف قطع طريق السراي على سعد الدين الحريري. هدف كبير وسامٍ بات قريباً بعد القصف المتبادل بين مرابض بعبدا وبيت الوسط.

 

يبقى أن أسجل أني، ولأول مرة أتعرف ويتعرّف اللبنانيون على “إنتحاري ستايلش”، يدرس إطلالاته الإعلامية جيداً، ويمشّط ذقنه الطرية كل صباح.