علمت «الشرق» أنّ جبران باسيل وزير الخارجية اللبنانية السابق وأثناء إحدى الزيارات التي كان يقوم بها في العالم لكي يجلب أصوات المغتربين اللبنانيين للانتخابات النيابية، وكانت كل تلك الزيارات والتي كلفت ملايين الدولارات على حساب وزارة الخارجية، اثناء إحدى تلك الزيارات تعرّف الى العميل الاسرائيلي عامر الفاخوري في مبنى السفارة اللبنانية في واشنطن وكان مقرّباً من السفير اللبناني العوني كابي عيسى.
يومها وعد جبران العميل بأنه سوف يساعده للعودة الى لبنان والحصول على عفو خاص، وللعلم فإنه من الذين عملوا مع الجهاز ٥٠٤ الاسرائيلي.
عاد العميل عامر الفاخوري الى بيروت حيث جرى تحقيق معه في المطار وسحب جواز سفره وجميع أوراقه وطلب منه مراجعة الأمن العام بعد أسبوع، وقبل سحب الأوراق منه اتصل مسؤول الأمن العام في المطار بالمديرية العامة للأمن العام فطلب منه أن يسلم جواز سفره الأميركي مع جميع الأوراق التي بحوزته على أن يراجع المديرية بعد أسبوع.
حضر الفاخوري بعد أيام الى المديرية وخضع للتحقيق في مضمون برقية التقصّي والمتابعة وفق الإجراءات القانونية، واعترف بأمور كثيرة استوجبت تحويله الى القضاء بأمر من مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس فأشار بتحويله الى المحكمة العسكرية.
جرى كثير من الإجتهادات والآراء القانونية التي تتعلق بالمتعاملين مع إسرائيل.
وكذلك جرت مناقشات عام ٢٠١٤ بين وزارتي العدل والدفاع مع الأجهزة الأمنية وأعيد التأكيد عليها عام ٢٠١٧.
إنتهت المعالجة أن ترك لقيادة الجيش حق شطب الإشارة عن أي مستهدف بها بعد إجراء التحليل اللازم والتحقيق معه شخصياً وصولاً الى إقفال ملفه.
عاد الفاخوري الى بيروت متسلحاً بأوراق قانونية بما فيها إقفال ملفه منذ عام ٢٠١٨.
هناك إقتراحات اللواء عباس إبراهيم لم يؤخذ بها منذ سنوات، حيث نوقشت المخارج المقترحة لملفات الفارين الى إسرائيل ومن شملتهم الإجراءات المشمولة بالبرقية ٣٠٣ منذ عام ٢٠١٤ فقد تقدم اللواء عباس إبراهيم باقتراحات عدة لمعالجة الموضوع ومنها تشكيل لجنة وطنية أو لجنة نيابية تدرس هذا الملف حيث يتم التعامل مع كل شخص على أساس النتائج التي تنتهي إليها اللجنة.
وعندما طرحت مشاريع واقتراحات القوانين لمعالجة عودة اللبنانيين وعائلاتهم من إسرائيل اقترح اللواء إبراهيم ليحاسب العملاء كل حسب ما ارتكب، أما بالنسبة للعائلات والأطفال فاقترح أن تقام لهم مخيمات بإدارة الجيش لإعادة تأهليهم.
في ١٨ تشرين الثاني ٢٠١١ أقرّ مجلس النواب القانون رقم ١٩٤ تحت عنوان معالجة أوضاع المواطنين اللبنانيين الذين لجأوا الى إسرائيل بمادة وحيدة ونشر في الجريدة الرسمية عدد ٥٥ الصادر في ٢٤ من الشهر نفسه.
على كل حال، كيف تم التعامل مع هذه القضية؟ لقد علمنا أنّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب عندما كان يشاهد التلفزيون يوم ألقي القبض على عامر الفاخوري رأى ابنته تبكي وتدعو لإطلاق سراحه لأنه مريض ويعاني من مرض خطير وأنّ سبب عودته الى لبنان لكي يموت فيه.
وقد عاد الى لبنان بعدما تعهّد له الوزير السابق جبران باسيل بأنه سوف يساعده على حل مشكلته، طبعاً كما هو معلوم اعتقل وأحيل الى المحكمة العسكرية ورافق هذه العملية ضغط كبير من أهالي معتقلي الخيام والذين تعرّضوا الى الضرب والتعذيب آنذاك على يد العميل عامر الفاخوري آمر سجن الخيام.
وبالعودة الى الرئيس دونالد ترامب عندما شاهد ابنته تبكي اتصل بوزير خارجيته بومبيو وطلب منه أن يتدخل مع وزير خارجية لبنان ليساعد على حل قضية الفاخوري، وبالفعل أوفد دايڤيد هيل مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط الذي حضر خصيصاً لمتابعة هذا الموضوع.
وفي معلومات خاصة أنّ الوزير جبران باسيل اتصل بالحزب العظيم وطلب مساعدتهم لأنه كان يخاف من العقوبات الاميركية التي كانت ستطاله هو وحزبه إذا لم يطلق سراح الفاخوري.
كذلك وجّه تهديد وانذار أميركي الى لبنان عبر وزارة الخارجية… يقول التهديد إنّ سيناتور نيوهامشاير وهي من عائلة شاهين وليست لبنانية ولكنها تعيش في نفس الولاية التي يعيش فيها الفاخوري وهي بنفس الوقت المسؤولة عن المساعدات التي تقدمها أميركا للدول وبالأخص لبنان هددت بأنها ستوقفها.
وهكذا استطاع الوزير جبران بعدما أقنع الحزب العظيم أن يحصل على عفو خاص متجاوزاً جميع القوانين والقفز فوق معارضة أهالي المعتقلين السابقين الذين تعرضوا للضرب والتعذيب في سجن الخيام.