IMLebanon

نسيَ باسيل شعاره

 

 

منذ ست سنوات، وقبل انتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون، كانت حملة الرئيس عون وخاصة الوزير جبران باسيل تشدد على ان اي رئيس جمهورية او رئيس مجلس نيابي او رئيس حكومة يجب ان يكون الاقوى في طائفته، وعلى هذا الاساس تأخرت الانتخابات النيابية بعدما كانت توصلت الى ان يكون الوزير سليمان فرنجية هو المرشح الرئاسي، ويومها قيل ان الرئيس ميشال عون هو الاكثر قوة في طائفة المسيحيين، ولذلك يجب انتخابه رئيسا للجمهورية.

 

وهذا ما حصل اليوم بعد الانتخابات النيابية،حيث حل موعد انتخاب رئيس للمجلس النيابي، وهو من الطائفة الشيعية طبعا، كما هو التوزيع الطائفي في لبنان.

 

والرئيس نبيه بري الذي يترأس كتلة من 14 نائباً ومعه تصبح 15 ، هو الأقوى شيعياً وفق الاصوات التفضيلية التي نالها في الانتخابات النيابية، وما نقوله يصح على مستوى الثنائي الشيعي الوطني، اي كتلة حزب الله وكتلة حركة امل، ولذلك اذا كان الوزير جبران باسيل منسجما مع نفسه ، فعليه ان ينتخب الرئيس بري لانه النائب الاقوى في طائفته.

 

لكن الوزير جبران باسيل وضع شروطاً كي يقبل بانتخاب الرئيس بري، فكيف ينقلب على المبدأ الذي اعتمده ؟ مع ان الشعب اللبناني لم يعتمده واكثرية الكتل النيابية لا تعتمده ولم تأخذ به، لكن دعم حزب الله للرئيس ميشال عون هو الذي اوصله الى رئاسة الجمهورية على قاعدة ان الرئيس العماد ميشال عون هو الاقوى في طائفته المارونية، وهو الاقوى مسيحيا منذ سنة 2018 .

 

جبران باسيل القى في مهرجان اقامه التيارالوطني الحر خطابا رئاسيا، وكأنه رئيس جمهورية منتخب، وهو يقرر مَن يكون رئيس المجلس النيابي، وما هو النظام الداخلي لمجلس النواب، اضافة الى انه اعلن انه لا يقبل بالمقايضة مع رئيس المجلس بالنسبة لنائب رئيس المجلس النيابي.

 

كما اشترط باسيل ان يكون رئيس مجلس الوزراء المقبل القوي في طائفته، وليس معيّنا او مطروحا من الخارج، وتحدث عن امور كثيرة منها انهم فازوا ب 18 نائبا، لكن التكتل الذي يسعى اليه سيصبح 26 نائبا.

 

كما تحدث عن شكل الحكومة، وقال لا تكنوقراط بعد الآن بل سياسيين، ووضع شروط التيار الوطني الحر للمشاركة في الحكومة وكيفية توزيع المقاعد، على اساس ان التكتل الذي سيحصل عليه بعد الطعون سيبلغ 26 نائبا، ثم تحدث الوزير جبران باسيل عن حرب كونية وعالمية تم شنها ضد التيار، وعن انهم حاصروه وغدروا به.

 

خطاب الوزير باسيل أشعل اول جبهة مع كتلة الرئيس نبيه بري، حيث توالى نواب كتلة حركة امل على الرد عليه، وابرزهم كان الوزير علي حسن خليل الذي ردّ عليه النائب سيزار ابي خليل بعنف وكلام نابي، متهما نواب حركة امل بسرقة الاموال وبنهب الاموال واخراجها الى الخارج، وطالبهم بردها الى خزينة الدولة والشعب اللبناني وانهى كلمته بالقول:

 

«استحوا»

 

اكبر خسارة للمسيحيين هو عدم انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي من الدورة الاولى وبأكثرية وازنة، لان بري غير طائفي ومقرّب من المسيحيين، ويحافط على القرى المسيحية في الجنوب الى جانب حزب الله الذي يقوم بأعمال بنيوية رائعة.

 

من اين سيأتون برئيس للمجلس النيابي غير الرئيس نبيه بري؟ الخطابات الشعبوية تزيد من الانشقاق الداخلي اللبناني.

 

انظروا الى القرى المسيحية في البقاع والهرمل وبعلبك والبقاع الغربي،و في الزهراني وصور والنبطية وفي كل الاقضية .

 

انظروا الى الضاحية، فترون ان الثنائي الشيعي الوطني يحافظ على المسيحيين ولا يفرّق بينهم وبين الشيعة.

 

دولة الرئيس نبيه بري ضد الفتنة، وعندما قال عنه جبران باسيل «بلطجي» صام عن الكلام، ولم يرد لانه لا يريد اي فتنة.

 

نبيه بري خاض معركة اقرار مئات القوانين في المجلس النيابي طوال 30 سنة وقام بانجازات دستورية رائعة في المجلس النيابي.

 

فلو يعرف المسيحيون مصلحتهم لأيدوا جميعهم اعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي. واذا كانوا يريدون تخفيض سعر الدولار، فعليهم انتخابه كي يكون اول مؤشر للوحدة الوطنية، لان الثقة والاستقرار والوحدة الوطنية هي اساس تحديد سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، والرئيس بري يعطي ضمانة كبرى بشخصيته وسلوكه التاريخي.

 

عودوا الى الوحدة الوطنية ولننتهي من المقايضات والخطابات الشعبوية، عودوا الى لبنان الواحد واوقفوا خطاباتكم الرئاسية، خاصة انتَ يا معالي الوزير جبران باسيل، لا تنسى شعاركَ ان الاقوى في طائفته يجب ان يكون رئيسا للجمهورية. فلماذا نسيتَ هذا الشعار اليوم مع الرئيس نبيه بري لترشيحه لرئاسة المجلس النيابي؟