IMLebanon

خطوط باسيل فُتحت مع عين التينة تحت عنوان: حوار مع خصم قويّ نائب عوني وسيط في المجلس لتفعيل التقارب وإزالة “الهفوات”!! 

 

 

ما زال رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يتلقى النصائح كي يكون ديبلوماسياً في السياسة، وذلك منذ ان دخل سلك الخارجية وتسلّم وزارتها لفترة طويلة، لانّ الوحدة لا تجوز في السياسة، وفق ما كان يقول له دائماً وزير سابق تميّز بحنكته وهدوئه البعيد عن الضجة والخلافات والانقسامات بين اهل السلطة، لكن رئيس “التيار” لم يكن مستمعاً جيداً لتلك النصائح، لانّ علاقاته لم تكن تدوم كثيراً مع أغلبية الاطراف السياسية، بإستثناء حزب الله الذي كان الحليف لسنوات عديدة، تخللتها تباينات لم تستمر طويلاً، لانّ الوسطاء كانوا يقومون بدورهم لإعادة العلاقة الى مكانها مرّات عدة، الى حين وصلت الامور الى ذروتها قبل أيام مع إطلاق موقفين متشابهين، من قبل الرئيس السابق ميشال عون والنائب باسيل ضد ” وحدة الساحات”، ورفض ربط الحرب في غزة بجنوب لبنان، الامر الذي أظهر الخلاف الى العلن، فيما كانت تلك المواقف مغايرة قبل فترة وجيزة، وتزامن ذلك مع تصاريح نواب عونيين دعموا تلك المواقف.

 

لكن على خط حارة حريك فالصمت سيّد الموقف، ولم يصدر اي ردّ من قبل حزب الله على المواقف العونية، لا بل افيد ووفق المعلومات بأن قيادة الحزب طلبت من نوابها ومسؤوليها الالتزام بالسكوت منعاً لتفاقم الخلاف.

 

الى ذلك، يبدو ان باسيل عمل جيداً على خط إزالة “الهفوات” السياسية، التي كان يطلقها ضد رئيس المجلس النيابي واحياناً في العلن، ليتناساها اليوم وتحديداً قبل إعلان ذلك الموقفين اللذين شكّلا مفاجآة، أطلقت العنان لتفسيرات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل المقرّبين والمبعدين، اي من المناصرين والخصوم، مفادها لماذا الانفتاح اليوم على عين التينة او الخصم القوي؟ فهل هي “زكزكة” لحارة حريك؟ مع إشارة الخصوم الى انّ “الثنائي الشيعي” لا يمكن ان يختلف او يسمح بـ” زكزكته ” من قبل اي حليف او خصم، مما يعني وفق المتابعين على المنصّات ومواقع التواصل، بأنّ باسيل لن يربح هذه المرة وبالتالي فسلّته ستكون فارغة في هذا الاطار، والمطلوب منه ضبط الوضع والدفاع عن نفسه، مقابل كل الهجومات التي تحيط به ، لكن باسيل بدا ديبلوماسياً وايجابياً بعد موافقته على حوار برّي، شرط ان يكون هذا الحوار منتجاً وفعّالاً، وان ُتعرف آليته بوضوح قبل المشاركة فيه.

 

مع الاشارة، الى انّ هذا التوافق جرى بعد وساطة من قبل نائب عوني تسلّم منذ فترة ملف العلاقة بين “التيار الوطني الحر” وبري، وسط معلومات بأنّ باسيل متجاوب مع برّي لربما بسبب هدف بات معروفاً، وهو بدا بهذه الصورة  قبل ايام حين قال:” سنزيد من الإيجابية والتحرّك كي نصل الى تفاهم وإنتخاب رئيس، لان لا حل غير ذلك”، وتابع:” من ناحية فريقي الممانعة والمعارضة، فلا أحد قادر ان يفرض رئيساً على الآخر، لذا لا يوجد سوى الحوار والتفاهم على اسم يساهم ببناء الدولة، وسنكون مبادرين ومتشاورين بما يؤدّي الى التوافق على البرنامج والمواصفات والإسم، وإعطاء مهلة محدّدة للانتقال الى جلسات مفتوحة”.

 

في موازاة ذلك، ثمة مراقبون سياسيون إعتبروا انّ الحوار الذي يتكلم عنه الجميع اليوم غير قابل للتحقيق، وفق تناقضات فريقين لا يجمعهما شيء، لا بل يعملان على تحدّي بعضهما، وليس بهذه الطريقة السهلة التي تحدث عنها رئيس التيار تتحقق هذه المعجزة ، لانّ الوضع السياسي غير سليم على الاطلاق ولن يصل الى اي مكان، واشاروا الى انّ النائب باسيل سينفتح بعد فترة على بعض الخصوم، الامر الذي سيشكل مفاجآة اكثبر بكثير من تلك حصلت قبل ايام قليلة، عبر موقف عون وباسيل ضد حزب الله، فيما الحقيقة المرتقبة وفق المراقبين، بأن العواصف ومهما اشتدت فهي ستعود لتهدأ بين التيار والحزب، على عكس الوضع مع الاطراف الاخرى، خصوصاً من ناحية ” الوطني الحر” الذي يعاني من تدهور الوضع السياسي مع العدد الاكبر من الاحزاب، اي لا علاقة تدوم طويلاً مع باسيل، لا تلك التي تؤدي الى التقارب ولا التباعد.

 

وختم المراقبون:” كل ما حصل من ضجة وتفسيرات ستزول، وقد تستلزم ربما بعض الوقت، خصوصاً اذ نجحت الوساطات بين التيار والحزب ووضعت حدّاً للشرخ الكبير”.