IMLebanon

مشاورات «الخليلين» مع باسيل «طبخة بحص»… و«العوني» يختلق العقبات

 

مخاوف على الاستقرار إذا خرجت الأمور في الشارع عن السيطرة

 

يصح أن يطلق على المشاورات التي تجري بشأن تشكيل الحكومة التي قد لا ترى النور، بأنها فعلاً عبارة عن «طبخة بحص»، وأن كل ما يجري هو عبارة عن تقطيع وقت، لأن هناك من لا يريد تأليف الحكومة، من خلال اختلاق الشروط التي تجعل الرئيس المكلف يرفض الاستجابة لها، باعتبار أنها تمس صلاحياته الدستورية، بعد إصرار العهد وفريقه السياسي على عدم السماح للرئيس المكلف، بتسمية وزيرين مسيحيين من خارج حصة رئيس الجمهورية، ما اعتبر استهدافاً لمبادرة الرئيس نبيه بري التي يحاول الفريق العوني، إفراغها من مضمونها، من خلال رفض الاستجابة لبنودها، بدليل أن الاجتماعات التي عقدها «الخليلان» مع النائب جبران باسيل، لم تفض إلى نتائج إيجابية تقود إلى توقع تصاعد الدخان الأبيض في الأيام المقبلة.

 

ولا يبدو أن هناك مؤشرات من شأنها أن توحي بإمكانية تجاوز العقبات التي لا زالت تحول دون تأليف الحكومة. إذ إن المعلومات التي توافرت لـ«اللواء» من مصادر في «تيار المستقبل»، تشير إلى أنه «ليس هناك ما يدعو للتفاؤل بقرب التوصل إلى تشكيل حكومة جدديدة، بفعل العقبات التي يضعها العهد الذي يبدو بوضوح أنه يعمد إلى افتعال الأزمات، لإبعاد الرئيس الحريري عن رئاسة الحكومة. ولذا يصر على تلبية شروطه بما يتصل بالتشكيلة العتيدة. وهذا الفريق نفسه، وإن أبدى استعداده لتذليل بعض العقد التي تواجه التأليف، إلا أنه ما يلبث أن يختلق عقبات جديدة من أجل الالتفاف على المساعي الجارية لتجاوز الوضع القائم». وتشير إلى أن «الرئيس الحريري أبدى كل استعداد للتعامل بمرونة مع مبادرة الرئيس بري، لكنه في الوقت نفسه، لا يمكن أن يتنازل عن الأسس التي وضعها للتشكيل، وهو سيبقى مستعداً للتجاوب مع المساعي التوفيقية الجارية، وإنما بالتأكيد لن تكون مهلة الانتظار مفتوحة، لأنه سيجد نفسه مضطراً إلى اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحة البلد الذي يواجه ظروفاً بالغة التعقيد».

 

وتكشف المصادر، أن «جولات «الخليلين» مع رئيس «العوني» لم تنجح في الحصول على تعهد من جانب هذا الأخير، بأنه مستعد فعلاً للتنازل عن شروطه من أجل الإسراع في ولادة الحكومة، وأنه يتبع سياسة المماطلة والتسويف، لإظهار الرئيس المكلف بأنه مسؤول عن تعطيل التشكيل، وبالتالي العمل لدفعه نحو الاعتذار، ولو أدى ذلك إلى مزيد من الخسائر التي يدفع اللبنانيون ثمنها من أرواحهم وممتلكاتهم، على غرار ما هو حاصل اليوم، حيث أن لا أحد يهتم لمصالح الناس وأرزاقهم، مع تفاقم الأزمات المعيشية والحياتية التي تنغص عيش اللبنانيين وتدفعهم إلى اليأس».

 

في الموازاة، تساءلت أوساط سياسية، عن «مدى قدرة «حزب الله» على استيراد البنزين والمازوت من إيران، وهي التي تواجه عقوبات أميركية صارمة؟ كذلك سألت ألا يجدر بالحزب أن يقوم بمنع تهريب المواد النفطية إلى سوريا عبر المعابر غير الشرعية؟».

 

ولفتت الأوساط، إلى أن «استيراد النفط من إيران لا يمكن أن يحصل بهذه السهولة، لأن أحداً لن يتجرأ على القيام بهذه المهمة، بالنظر إلى مخاوفه من العقوبات، وبالتالي فإن لبنان لا ينقصه عقوبات أميركية جديدة، ستزيد في معاناته أكثر فأكثر».

 

ووسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية، ومع توالي الاستعدادات لتنظيم تظاهرات  في مختلف المناطق اللبنانية، رداً على وصول الوضع في لبنان إلى مرحلة شديدة الخطورة، مع فقدان المواد الأساسية من الأسواق، ما ينذر بحصول مجاعة حقيقية تتهدد اللبنانيين، إذا استمرت هذه المعاناة التي تتفاقم بشكل غير مسبوق، فإن هناك مخاوف جدية على الاستقرار الأمني، بالنظر إلى أنه في حال خرجت الأمور عن السيطرة، رغم حرص الجيش على عدم المس بالسلم الأهلي، فإن الوضع سيتجه إلى مرحلة شديدة الخطورة، ما يحتم كما تقول مصادر عسكرية، ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، قبل فوات الأوان، لحماية البلد من الآتي الأعظم.