Site icon IMLebanon

تقاذف اتهامات «الذبح والسلخ» بين «المستقبل» و»التيار»… ولهجة غير مسبوقة تمهّد لمرحلة الإعتذار

 

«المستقبل» يتهم باسيل بقلب الطاولة… و»التيار» يردّ : يريدون تحميل العهد وزر الانهيار

 

توقفت مصادر سياسية باستغراب شديد عند المنحى الذي وصل اليه التخاطب السياسي بين «المستقبل» و»التيار الوطني الحر» الذي وصل الى مستويات غير مسبوقة  بالحديث عن النحر والنكد، خصوصا ان الخطاب يعلو ويهبط بحسب المزاج السياسي لأصحاب العلاقة ومسار تأليف الحكومة.

 

الأغرب من ذلك ان يأتي التصعيد بعد كلام منسوب للنائب جبران باسيل قبل أيام عبّر فيه عن أسفه وحزنه اذا لم يستطع الرئيس المكلف سعد الحريري التأليف، ومن ثم عودته الى الهجوم واتهامه الحريري بذبح البلد، الأمر الذي أثار عاصفة من التساؤلات حول مغزى التصعيد الباسيلي، اذ رأت مصادر معارضة للتيار ان التصعيد كان متعمّدا ومقصودا لتفجير المناخ السياسي.

 

في اعتقاد المعارضين للتيار، ان خطة التيار اليوم بالعودة الى التصعيد بعد فشل كل المحاولات الداخلية والتحرك الديبلوماسي، ويصب ايضا في اطار قطع الطريق على تشكيلة وزارية أخيرة، كان الحريري في صدد تحضيرها، لن تحمل بالمؤكد أي جديد، وستكون نسخة عن سابقاتها، فيما يتهم العونيون الرئيس المكلف باعطاء التكليف أبعادا خارجية، وتحميل العهد والتيار مسؤولية الانهيار.

 

الصراع الدائر بين «التيار الوطني الحر» و»المستقبل» تحت عنوان «الذبح والسلخ»  لم يكن خارج دائرة التوقعات، فكل المؤشرات السياسية دلت اخيرا على استحالة تأليف الحكومة وتعايش الثنائي اللدود «سعد الحريري وجبران باسيل»  تحت سقف الحكومة.

 

القاصي والداني يدرك ان ما يدور ليس  معركة وزيرين مسيحيين او صلاحيات رئاسية وثلث معطل، بل أبعد من ذلك بكثير، كما تقول مصادر سياسية، وتتصل بسقوط التسوية وأزمة الثقة المفقودة بين الطرفين، والتي ظهرت مع استقالة الحريري من الحكومة على اثر انتفاضة ١٧ تشرين، وتركه العهد وحليف التسوية وحيدين في الساحة.

 

فالأمور وصلت الى مستوى اللاعودة  بينهما، وبات من الصعب تخيل الطرفين في مشهد حكومي واحد، لكن لا احد كان يتصور ان ينتهي المشهد على غرار ما يحدث من تراشق ويتضمن اساءات لفظية ووصفية اضافة الى هاشتاغ  «رئيس جهنم».

 

بالنسبة الى المقربين من التيار،  فان الرئيس المكلف لم يظهر  تساهلا وتراجعات في الأشهر العشرة الأخيرة، و هو الذي بادر دائما الى فتح النار  والتعطيل، حيث تؤكد المعلومات ان الوساطات لم تنجح في اقناع الحريري لتعديل مواقفه وابداء مرونة حكومية .

 

في المشهد الأخير ما قبل الاعتذار، يسعى الحريري لاستقطاب التأييد الرسمي والشعبي السني له قبل أي خطوة، فيما يعتبر باسيل ان المواجهة  تهدف بصورة أساسية استنزاف  العهد والقضاء على رصيده.