انحسرت العاصفة الكلامية التي خلفها انعقاد الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، وانعقدت الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس للجمهورية في ساحة النجمة، دون اشكالات تذكر، ليمر ما ظن الكثيرون انه «قطوع» على خير، بعدما «دوزنت» ميرنا الشالوحي مواقفها وعدلت من مسارها، ليبقى «تهديدها» في اطار ردة الفعل المتسرعة التي حرضت عليها «بعض أوساط التيار المعتادة استخدام لغة التخوين والغدر والنكث، خصوصاً بين الأصدقاء، في تصرّف غير حكيم وغير لائق»، ووفقا لتوصيف حارة حريك، «الاخد عا خاطرها» من وصفها بعدم الصدق، ومش قادرة تبلعها».
ووسط الحديث عن خلوة جانبية عقدت بين نواب من حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر، «بوساطة» صديق مشترك، دون ان يرشح عنها شيئ،الا انها كسرت حدة المواقف بعد بيان «العلاقات الاعلامية»، بدا واضحا ان الامور ذاهبة نحو التهدئة بعد نجاح المساعي في ضبط سقف مواقف الجلسة الانتخابية وسلوك البرتقالي، الذي لم يكسر الجرة مع حارة حريك، بعد نقاشات ومشاورات استمرت طوال الليل شاركت فيها اكثر من جهة، وفي جزء اساسي منها الرئيس السابق ميشال عون.
وامام الاستفزازالعوني، لفت امس رد «العلاقات الاعلامية في الحزب»، لاول مرة على كلام النائب البتروني، الذي رات فيه اوساط الوطني الحر بادرة ايجابية لجهة نبرته وتفضيله احتواء التصعيد، وهو امر مبشر في ما يخص ملف الرئاسة.
في كل الاحوال بينت مجريات العملية الانتخابية مجموعة من الحقائق ابرزها:
– الغياب اللافت لكل من امين عام حزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان، ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، اللذين للمصادفة جلسا الى يمين ويسار رئيس تكتل لبنان القوي خلال مؤتمره الصحافي الثلاثاء. فما هي الاسباب الحقيقية لهذا الغياب؟ وهل من علاقة لتطورات الاثنين وما رافقها من ردات فعل؟
– حضور رئيس تكتل لبنان القوي الى الجلسة دون ان يدلي بصوته في رسالة واضحة الى حزب الله ،اذ تكشف مصادر متابعة انه اشرف شخصيا على توزيع اصوات النواب بميزان من ذهب، اذ ان نتيجة تعادل الاوراق بين بيضاء (تراجعت من 52 الى 39) وما حصل عليه المرشح ميشال معوض لم تات بالصدفة.
-الرسالة الابلغ والتي تبقى رمزية هي الاوراق الاربع الملغاة والتي حملت اثنان منها اسم «ميشال» واثنان اسم «معوض».
– توزع اصوات التيار كالتالي: اربع اوراق ملغــاة، غيــاب ثلاثة نواب، 3 اوراق حملت اسم بدري ضاهر، وصوت لفوزي ابو ملهب، اما الباقي فابقى على خيار الورقة البيضاء.
– التساؤلات الكبيرة التي رافقت غياب عدد من النواب الذين تصب اصواتهم لصالح بيك زغرتا، والذين لو حضروا لكانت اصوات الاخير تخطت الـ 39 صوتا.
– بينت حصيلة الانتخابات انه في حال حل اشكالية نصــاب الـ86، بامكان تحالف التيار الوطني الحر والمعارضون للورقة البيضاء ايصال مرشحهم للتسوية الى قصر بعبدا.
انتهت الجلسة الى موقف «عالحافر» للتيار الوطني جزم بان المرة القادمة لن يكون هناك ورقة بيضاء ما يعني ان تلك الاصوات ستتراجع عن الـ39 صوتا.