IMLebanon

عين المعارضة على حوار باسيل – حزب الله وخلفيّاته الرئاسيّة

 

حذر من “طاولة أيلول”… قرار المشاركة تمليه الضرورة الوطنيّة وإبعاد تهمة التعطيل

 

بحذر شديد يراقب “التغييريون” أحداث المشهد السياسي الجديد، والحوار الدائر بسرية كبيرة بين النائب جبران باسيل وحزب الله، خوفا من ان تأتي نتائج هذا الحوار على حسابها رئاسيا، بعد ان ضمنت جلسة ١٤ حزيران تصويت نواب تكتل “لبنان القوي” للمرشح جهاد أزعور . فما يتسرب من وراء الأبواب المغلقة، ان حوار التيار والحزب قطع أشواطا مهمة في إعادة العلاقة الى مسارها السابق ، ووقف التدهور الكبير الذي أصابها، حتى ان الحديث اقترب من وضع ورقة عمل مشتركة للمرحلة المقبلة تتضمن التفاهم الرئاسي، بحيث لا يمر إنتخاب رئيس للجمهورية من دون موافقة وقبول “التيار الوطني الحر” أولا، مع القيام بإصلاحات تتعلق باللامركزية الإدارية والصندوق الائتماني.

 

هذا التفاهم يعني عودة الشراكة الوطنية وتفعيل التفاهمات الماضية، وهو ان حصل يعني ان الوطني الحر مستعد للانتقال الى مرحلة تكريس التوافق مع حزب الله رئاسيا وتغيير موقفه، وكان لافتا في هذا السياق كلام باسيل في عشاء هيئة المتن “عن مقابل وطني كبير يستفيد منه اللبنانيون ومشروع الدولة في لبنان”، مع حديثه عن انتصار وضرورة تغليب المرونة والعقل، وهذا بحد ذاته يكرس التقارب مع الحزب والافتراق الرئاسي عن المعارضة.

 

المعارضة أيضا منشغلة بدراسة المشاركة في العرض الجديد، الذي قدمه الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، خصوصا انها رفضت الدعوات الحوارية، وكان لافتا مشاركة النواب الثلاثة مارك ضو وميشال الدويهي ووضاح الصادق في لقاء قصر الصنوبر، وإعتذار نواب آخرين. لقاء النواب “التغييريين” بالموفد الفرنسي فتح الباب واسعا امام تساؤلات حول إمكانية المشاركة في مشاورات أيلول، في ظل هواجس الفريق المعارض المتعلقة بطاولات الحوار، وعلى الرغم من ان المبعوث الفرنسي طمأن المعارضين حول أهداف الدعوة للتلاقي حول القضايا والمشاريع الأولوية ، وعلى رأسها انتخاب للجمهورية، واكد لمن التقاهم ان مبادرته ليست خاصة بل منسقة مع الدول الخمس، إلا ان المعارضة لم تحسم المشاركة، وأطلقت عملية تواصل واتصالات تكثفت في الساعات الماضية بين مكوناتها، لاتخاذ موقف موحد من العرض الفرنسي.

 

الترجيحات بقبول المعارضة عرض لودريان يعود لعدة أسباب: أولا لأن الاقتراح ليس فرنسيا محضا، بل هو اقتراح يحظى بمباركة وقبول الدول الخمس، مما يعني اعطاء فرصة للطرح وعدم مواجهة الخارج وظهور المعارضة بمظهر المعرقلة للاستحقاق، وأيضا للتنسيق بحيث لا تؤخذ المعارضة بالمفرق.

 

وتؤكد مصادر المعارضة ان استبدال لودريان الحوار بطاولة عمل يعقبه جلسات انتخابية، كسر الأحادية وسيطرة وهيمنة موقف فريق على الآخر، وكرس المساواة في طريقة الاستماع الى مطالب الطرفين، كما ان طرح لودريان يشكل تقاطعا بين المطالبين بالحوار والرافضين له.

 

وما تسرب من لقاءات لودريان مع نواب المعارضة، عكس ارتياحا وبدد جزءا من هواجس المعارضة في شأن الحوار، ومع ذلك تؤكد مصادر المعارضة ان الإتصالات قائمة للخروج بموقف واحد . علما ان هذا الموقف قد يتأخر بعض الوقت لاعطاء فرصة لاختيار الموقف المناسب، اذ يتخوف المعارضون في حال لم ينفذوا إقتراح الدول الخمس ، ان يتم إلباسهم تهمة عرقلة الاستحقاق الرئاسي والشغور الحاصل في موقع الرئاسة، خصوصا ان معالم التسوية الرئاسية التي تحاك بين التيار الوطني الحر وحزب الله أصبحت منجزة تقريبا.