باسيل فرض «التيار» في كل التشكيلات والتعيينات… ومعارضوه: دليل على دخوله آفة المحاصصة
عند دُخوله إلى جلسة مجلس الوزراء الأخيرة قال وزير الخارجية والمُغتربين جبران باسيل مُمازحًا «إنّ هناك من سيعترض اليوم على ما يُسمّونه التمدّد الباسيلي». فهل فعلاً «التيار الوطني الحُرّ» بقيادة باسيل يتمدّد، وفي المُقابل ما صحّة ما يتردّد أنّ «التيار» يُعاني حاليًا من عزلة سياسيّة مُتزايدة؟!
مصدر قريب من رئيس «التيّار الوطني الحُرّ» أكّد أنّ الوزير باسيل لا يُعير إهتمامًا لكل ما يُقال ويُكتب ضُدّه، لأنّ النتائج على الأرض هي التي تتحدّث عن نفسها، حيث أنّه على الصعيد الحزبي نجح باسيل في رفع عديد مُناصري «الوطني الحُرّ» الذين يحملون بطاقات إنتخابيّة من عشرين ألف إلى ثلاثين ألف، وعلى الصعيد السياسي جعل الوزير باسيل «التيار الوطني الحُرّ» رقمًا صعبًا في المُعادلة الداخليّة، حيث أنّ مُختلف الجهات السياسيّة تسعى للتحالف معه إنتخابيا، وكل مسؤولي «التيّار» في مختلف المناطق يتحرّكون بشكل فعّال على الأرض، كاشفًا عن قُرب إعلان لوائح «التيّار» الإنتخابيّة في مختلف المناطق. وأضاف المصدر نفسه أنّ الوزير باسيل تمكّن أيضا من فرض نُفوذ «الوطني الحُرّ» في مختلف التشكيلات والتعيينات التي تمّ إجراؤها على مدى عام كامل من عهد الرئيس العماد ميشال عون. وتابع المصدر أنّ وزير الخارجية تمكّن أيضًا عبر لقاءاته الدبلوماسية ورحلاته الخارجية، من إعادة لبنان إلى الخريطة السياسيّة العالميّة كدولة يُحسب لها حساب في المحافل الدَولية، ومن إعادة ربط المُغتربين اللبنانيّين بوطنهم الأم، إلخ. وختم المصدر القريب من رئيس «الوطني الحُرّ» كلامه بالقول: «إذا كان هذا هو التمدّد الباسيلي الذي يتحدّثون عنه… فليتوقّعوا المزيد من التمدّد في المُستقبل القريب»!
في المُقابل، ردّ مسؤول مفصول من «التيار الوطني الحُرّ» ومُعارض لرئيس «التيّار» بالقول إنّ التبجّج بارتفاع عدد حاملي البطاقات الحزبيّة من عشرين إلى ثلاثين في عهد باسيل هو نصف الحقيقة، لأنّ عدد مناصري «التيّار» عند عودة «الجنرال» عون إلى لبنان في العام 2005 وإطلاق العمل السياسي رسميًا للتيّار، كان قد بلغ أربعين ألف بطاقة حزبيّة، قبل أن يعود الرقم ويتراجع تدريجا – لجملة من الأسباب، إلى عشرين ألفاً، مُعتبرًا أنّ الحديث عن أنّ الوزير باسيل لا يُريد مُحازبين لا يقومون بأي نشاط بل حزبيّين فاعلين على الأرض ما هو إلا حجّة لتبرير التراجع الإجمالي في مجموع المُناصرين، وما هو إلا حجّة لتسهيل التخلّص من كل مُعارضي تفرّده في أخذ القرارات. وبالنسبة إلى تحضيرات «التيار الوطني الحُرّ» الإنتخابيّة، قال المسؤول «العَوني» السابق أنّه إذا كان صحيحًا أنّ أغلبيّة الأطراف السياسيّة في لبنان تريد التحالف مع «التيّار، فإنّ هذا الأمر يعود إلى محاولة هؤلاء الإستفادة من شعبيّة «التيار» لتحسين فرص فوزها في الإنتخابات، وليس إكرامًا لسياسة رئيس «التيّار» التي جعلت المُحازبين يصطدمون بعضهم ببعض، في ظلّ عدم وُضوح رؤية كامل، لا لجهة المُرشّحين ولا لجهة التحالفات التي ستُنسج. وأضاف أنّ البلبلة والحزازيّات هي السائدة حاليًا في صُفوف العديد من المسؤولين في «التيار» الطامحين لخوض المعركة الإنتخابيّة، نتيجة التأخير في إعلان لوائح «التيّار» الإنتخابية، تارة بحجّة إجراء إنتخابات داخلية وطورًا بحجّة إجراء إستفتاءات شعبيّة مُسبقة، ناهيك عن حجّة إنتظار تبلور التحالفات السياسيّة لكشف أوراق المُرشّحين النهائيّة. ورأى المسؤول السابق والمُعارض الحالي لرئيس «التيّار» أنّ التبجّج بالحُصول على العديد من المناصب في السُلطة اللبنانيّة ما هو إلا إقرار بمُشاركة «التيّار» حتى أخمص قدميه، بآفة المُحاصصة التي تنخر الدولة اللبنانيّة منذ إنتهاء الحرب في بداية التسعينات حتى اليوم، في تناقض واضح للشعارات التي كان يرفعها «التيّار» بوجه مُتقاسمي «قالب الجبنة» ولجهة مُحاربة «المُحاصصة» وتقاسم المَغانم.
وختم المصدر المقرب من باسيل كلامه ان رئيس التيار مُقتنع بأنّه يقود «التيّار» من إنجاز إلى آخر، وبأنّه يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق المزيد من المكاسب على مُختلف الصُعد وُصولاً إلى تحقيق طموحه الأكبر في الإنتخابات الرئاسيّة المُقبلة.