IMLebanon

باسيل إلتقى نصرالله… وهندسة الإتفاق حول الصفدي تمّت بين بعبدا- بيت الوسط- حارة حريك

 

يعيش البلد مرحلة جد مفصلية في هذه المرحلة الصعبة التي يجتازها وخصوصاً أن ما يقال عن تكليف بات محسوماً فذلك حتى الآن ما زال قيد الاتصالات والمشاورات، بينما ينقل عن الكثيرين أنّ ذلك اختياراً مشتركاً بين بعبدا وبيت الوسط ومن الطبيعي أنّ ذلك يقبل به رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في وقت أن حزب الله من أكثر المؤيدين لهذا الخيار إذ لم يسبق أن حصل أي خلاف أو صدام سياسي بين الوزير السابق محمد الصفدي والحزب، ما يعني أن الأوضاع في البلد قد تتبلور نهاية الأسبوع الجاري على اعتبار أن مسألة التكليف لن تُقر قبل الاستشارات النيابية الملزمة مطلع الأسبوع المقبل، ولكن ما يجري اليوم هو حسم أو تسمية الشخصية السنية التي ستُكلَف وتأمين الأرضية الملائمة لها بعيداً عن التشنجات والخلافات، بينما يبقى للشارع موقفه وكل ذلك سيتحدد في وقت ليس ببعيد.

 

وفي السياق، تكشف أكثر من جهة سياسية متابعة لما يحصل أن وزير الخارجية جبران باسيل سبق وأطلع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على هذا التصور منذ يومين بعدما توصل مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري وحزب الله إلى هذا الخيار الذي حظي بقبول الرئيس بري بعدما أبلغ من موفد من تكتل لبنان القوي بذلك، وعلى هذه الخلفية فإن الترقب سيد الموقف لمعرفة آراء ومواقف الكثيرين وتذليل العقبات أمام تكليف الصفدي خصوصاً أن القضية الأساس تتمحور حول التأليف، وهذا ما يُعمل عليه من قبل بيت الوسط والتيار الوطني الحر وممثلي الرئيس بري وحزب الله الوزير علي حسن خليل والحاج حسن خليل.

 

ويُنقل أن الأمور قطعت شوطاً متقدمًا من خلال الاتصالات المستمرة وثمة لقاءات لاحقة ستتوالى كي تتبلور الصورة قبل انطلاق الاستشارات النيابية وبعدها تبدأ عملية التكليف لتكون الحكومة سريعة في غضون أيام قليلة، ولكن في المقابل تبقى كل الاحتمالات واردة أمام صعوبة الأوضاع على الساحة الداخلية.

 

وتشرح مصادر سياسية مراقبة أن تكليف الصفدي جاء كتسوية جديدة بين بعبدا وبيت الوسط وحارة حريك وبدعم من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أوكل الوزير جبران باسيل للقيام بهذه الاتصالات حيث التقى رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري أكثر من مرة، إلى زيارة قام بها وفق معلومات إلى حارة حريك ولقائه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وإن كانت هذه المسألة حتى الآن غير واضحة المعالم نظراً لحساسية الوضع، مع إشارة أكثر من مسؤول رسمي إلى أن من تولى عملية الإخراج للوصول إلى تكليف الصفدي إنما تمثل ببعبدا وبيت الوسط وحزب الله بعد التزامات كل الأفرقاء بما تم طرحه حول تأليف الحكومة وبيانها الوزاري وأمور كثيرة جرى التوافق عليها على أن تتبلور في وقت قريب نظراً لصعوبة الأوضاع في البلد أمنياً واقتصادياً ومعيشياً ومالياً، ولهذه الغاية فإن الأيام القادمة ستكون في منتهى الأهمية بعدما بلغت التوترات في الشارع مداها وأخذت المخاوف تطاول الكثيرين بعد الصدامات التي جرت وسقوط دماء وشهيد وجرحى، وعلى هذه الخلفية في حال سارت عملية التكليف كما رُسم لها فالحكومة قد تكون جاهزة في وقت قريب.