Site icon IMLebanon

“الوطني الحرّ” يُطلق مُبادرة رئاسيّة .. التشاور بشروط والاختراق ممكن مبادرة باسيل تتكامل مع “الاشتراكي..”. لا استثناء وإلغاء لأيّ طرف

 

 

 

شيئا فشيئا يتبين ان زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الاخيرة الى لبنان لم تأت بجديد، واصطدمت بالعوائق نفسها التي يتخبط فيها الملف الرئاسي من بداية الأزمة. وعليه لم يقدم الموفد الفرنسي اي طرح او تصور تاركا الأمور على عاتق القوى السياسية لتتدبر أمورها، وهكذا انطلق “اللقاء الديموقراطي” بمهمة تشاورية لاستطلاع آراء السياسيين، آملا في احداث اختراق عجز عنه الموفد الفرنسي.

 

بموازاة التحرك “الاشتراكي” تجاه القوى السياسية، يستعد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي لم يلتق لودريان لوجوده خارج لبنان، لإطلاق مبادرة رئاسية في إطار المساهمة في حل الأزمة الرئاسية. فباسيل يدعم الجهود والمساعي الدولية لإتمام الاستحقاق الرئاسي، ويؤيد عمل سفراء الدول الخمس، ويتعامل مع فرنسا كدولة صديقة للبنان.

 

لقاء باسيل والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي الاسبوع الماضي في مدينة فلورنس الإيطالية مهد للخطوة، اذ تناول ملفات ساخنة ومنها الملف الرئاسي والهواجس الوطنية والمسيحية، حيث ظهر التوافق في وجهات النظر على عدد من النقاط الرئاسية، كمثل عدم ربط الاستحقاق الرئاسي بمسار حرب غزة، والتوافق على تجنيب لبنان حروب الآخرين، مع تأكيد باسيل على دعم عمل المقاومة. كذلك احتلت “وثيقة بكركي” حيزا واسعا من اللقاء ايضا ، فالتيار يتطلع الى وثيقة وطنية لا تأخذ المسيحيين الى مشاريع ومناخات التقسيم، حيث يفترض ان توفر الوثيقة مساحات التلاقي، وتنتج اتفاقا بين القوى المسيحية لإنهاء التشرذم القائم.

 

يبدي التيار انفتاحا غير مسبوق على قوى سياسية خاصمها سابقا، ويبدو أكثر مرونة من “القوات” في ما خص الحوار مع رئيس مجلس النواب ، بشرطين هما: اولا ان ينتج من الحوار انتخاب رئيس، وثانيا الا يتحول موضوع الحوار الى “عرف” دائم يسبق الاستحقاق الرئاسي.

 

أولوية التيار اليوم إتمام الاستحقاق الرئاسي، فاستمرار الفراغ في بعبدا مؤشر خطر في مرحلة بالغة الدقة من المتغيرات في المنطقة، قد تأتي على حساب الوجود المسيحي، مع احتمال ان تؤدي الانقسامات المسيحية الى عودة المسيحيين الى حقبة ما قبل العام ٢٠٠٥.

 

التعقيدات الداخلية كما تقول مصادر التيار لن توقف مسعاه، وليس هناك تنافس او تضارب مع المبادرة “الاشتراكية”، بالعكس فالتنسيق بين المبادرتين قائم من اجل تحقيق اختراق، مع تأكيد كل من “الاشتراكي” و “الوطني الحر” على عدم استثناء اي طرف، وضرورة إشراك “القوات” في الحوار، اذ لا يمكن استغياب فريق له حيثيته السياسية والشعبية.