أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للرئيس تمام سلام ولوزير الخارجية جبران باسيل أثناء اللقاء الذي جمعهم في نيويورك مطلع الأسبوع الجاري أن موسكو تؤيد انتخاب القوى السياسية رئيساً جديداً للجمهورية اللبنانية من دون اي تدخل خارجي، ولا يجوز استمرار الفراغ في هذا الموقع، فعقّب باسيل بأن “علينا نحن القوى السياسية في الداخل ان ننجز هذا الاستحقاق وهذا ما نسعى اليه، فأيده لافروف. وطرح وزير الخارجية والمغتربين الموقف نفسه في اللقاءات التي شارك فيها مع سلام وشملت كلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني ورئيس وزراء أسوج ستيفان لوفين ووزير خاريجة المانيا فرانك شتانماير.
وأفاد باسيل بأن لافروف شدّد على أن بلاده تأخذ على عاتقها حماية الأقليات في الشرق وفي مقدمهم المسيحيون، موحياً أن اي دولة كبرى أخرى لا يمكنها القيام بذلك. ونقل عن مصدر بارز الأسف لعدم حصول اجتماع مهم كان يعوّل عليه الوفد اللبناني، وهو لقاء الرئيس الايراني حسن روحاني للبحث في موقف طهران من الاستحقاق الرئاسي وعدم تجاوبه مع السعي الفرنسي المكرر الى اتمامه، لا سيما ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كان أبلغ سلام الاحد الماضي خلال استقبال اقيم له في نيويورك ان هذا الموضوع سيبحث خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الشهر المقبل الرئيس الايراني لباريس، ولفت الى أن هذا السبب هو أحد عوامل تأجيل زيارة هولاند للبنان والتي كانت متوقعة خلال هذا الشهر في 23 أو 30 منه، وكانت وزارة الخارجية الفرنسية تنوي مباشرة الاتصالات ببيروت لتثبيت برنامج الزيارة.
وعالج باسيل أكثر من موضوع ديبلوماسي طرح عليه خلال وجوده في نيويورك أو تلقاه من سفارة لبنانية في الخارج، ولعل من أبرز المواضيع التي تناولها المؤتمر الذي دعت اليه اللوكسمبورغ حول اللاجئين السوريين بصفتها الرئيسة الدورية للاتحاد الاوروبي. وصودف أنه عندما كان باسيل مجتمعاً بنظيره اللوكسمبورجي في أحد مكاتب مقر الامم المتحدة في نيويورك، تلقى مشروع مسودة قرار قيد الاعداد من سفير لبنان لدى بلجيكا، المندوب لدى الاتحاد الاوروبي السفير رامي مرتضى، تمهيداً لمناقشته في الثامن من الشهر الجاري في العاصمة البلجيكية، وتحفّظ باسيل عن بعض ما ورد في نصه، وهو أن تدمج الدول اللاجئين الذين تستضيفهم. ويعود سبب تحفظه الى ان لبنان بلد صغير وليس في وسعه القبول بعملية الدمج هذه، خصوصاً أن مجموع عدد اللاجئين السوريين في لبنان يشكّل ثلث مجموع سكانه، ولأن ذلك يرتب أعباء في ضوء التضخم السكاني، وفي المجالات التعليمية والاقتصادية والصحية، من الناحيتين التطبيبية لمختلف الأمراض والانجاب السنوي الكثيف الذي بلغ وفقاً للاحصاءات سبعين الفاً سنوياً. واقترح باسيل على نظيره جان اسيلبورنغ أحد مخرجين ليشارك في أعمال المؤتمر، الأول: اسقاط كلمة “دمج” من مشروع المسودة، لأن لبنان يرفض ذلك. الثاني اذا كانت هناك موافقة وإلحاح من بقية الدول على الدمج، استثناء لبنان منه وادراج ذلك في صلب نص مشروع القرار. وسيتغيب لبنان عن المؤتمر اذا أصرت اللوكسمبورغ على تثبيت كلمة “دمج” في متن النص.
ولم يبق مسؤول التقاه الوفد اللبناني إلا وحذّر من القلق الحقيقي حيال الاوضاع في الدول المحيطة بسوريا، ولعل المتخوف أكثر من سواه الملك الاردني ووزير خارجية المانيا، وزاد في نسبة القلق التدخل العسكري الروسي وعدم التنسيق مع الدول المشاركة في القصف على مواقع “داعش”.