Site icon IMLebanon

باسيل يوجّه رسائل الى حزب الله: تطمينات بعدم التصويت لـ«مرشح» لا توافق عليه حارة حريك 

 

 

لا يمكن ان تصل العلاقة بين» التيار الوطني الحر» وحزب الله الى القطيعة، مهما حصل بينهما، ومهما توالى «الزعل» وجرى تبادل الردود الخفية والسهام، لانه في نهاية الامر سيعود الطرفان الى طاولة حوار للتنسيق من جديد، خصوصاً انهما استمرا في تحالفهما منذ العام 2006 حين وقّع الفريقان «تفاهم مار مخايل»، وسط تباينات واختلافات في وجهات النظر، لكن سرعان ما كان الوضع يصل الى حل، مهما كانت الصعاب، اذا كان الوسطاء يسارعون الى التدخل حين يكبر الخلاف ويتفاقم و«إن ما كبرت ما بتصغر» وعلى ما يبدو انها ستصغر ولو بعد حين»، هذا ما قاله وزير سابق على علاقة جيدة مع حزب الله و«التيار الوطني الحر»، وهو على اطلاع دائم بأخبارهم وتناحراتهم السياسية، التي يصفها دائماً بـ  «غيمة صيف عابرة»، لكن هذه المرة كان الخلاف مجموعة غيوم سوداء ستزول قريباً، في حال سارت الامور كما يجب.

 

الى ذلك تتميّز الخصومة بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، بعدم إظهارها الى العلن على غرار الافرقاء السياسيين الآخرين، أي كما يحصل بين «التيار» و»القوات»، او بين « التيار» و»أمل»، حيث تشّن عادة معارك سياسية مع حفلة مزايدات واتهامات متبادلة، إضافة الى حرب بيانات وتراشق اعلامي، مع إشعال الخلافات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الحزبيين والمناصرين، حيث يوقظ مناصرو الطرفين فتيل المعركة السياسية بدقائق ومن كل جوانبها، ويتكفلون بتفاقم التناحر عبر التهديد والوعيد وكيل الشتائم المتبادلة، الامر الذي يصعّب عادة عودة المياه الى مجاريها، واذا عادت فتكون متأرجحة ومهدّدة.

 

في غضون ذلك، ثمة مراقبون سياسيون يعتبرون أنّ خلافات باسيل مع الآخرين باستثناء حزب الله، قائمة وفق المثل الشائع»: « مَن يبقى في الساحة»؟، فيما مع «الحزب» الوضع مغاير، لانّ علاقتهما سائرة وفق مقولة:» لا للتباين السياسي مع الحليف مهما حصل»، ناقلين أنّ رسائل أطلقها النائب باسيل قبل ايام في اتجاه حارة حريك، وبطريقة غير مباشرة خلال مجالسه الخاصة، محاولاً إيقاف تدحرج العلاقة نحو المزيد من التأزُّم، والتي لم تصل الى مستوى قطع العلاقة كما حصل في منذ مطلع العام الجاري، لكن الوسطاء يوجدون دائماً وهم يعملون على خط الحليفين كيلا يصلا الى طريق مسدود، ويقال وفق المعلومات انّ الوساطة قائمة لكن بعيداً عن الاعلام « كيلا تحترق الطبخة»، في ظل استمرار التباين بينهما على خلفية تمسّك الحزب بدعم ترشيح رئيس تيار « المردة» سليمان فرنجية، الذي تلقى نصائح باريسية بمحاولة التقرّب من باسيل، لكسب اصوات نواب تكتل» لبنان القوي» في المعركة الرئاسية، والنصيحة عينها تلقاها ايضاً من حزب الله، لكن ووفق ما نقل الوسطاء فالمهمة هذه تبدو شاقة، لانّ رئيس «التيار» لم ولن يقبل إيصال فرنجية الى قصر بعبدا. لكنه يردّد على مسامع حارة حريك « أنه لن يوافق على وصول رئيس لا يرضى عنه الحزب»، وهذا كاف من ناحية الاطمئنان الذي يحتاج اليه الاخير.

 

ويشير المراقبون الى انّ التمديد للمجالس البلدية، التي سار به رئيس «التيار» قبل ايام مع فريق الممانعة، والذي تحضّر قبل اكثر من شهر، ساهم في تبريد الاجواء المتشنّجة، وفتح ابواب الدروب التي كانت مقفلة لأشهر قليلة بين الطرفين، لافتين الى انّ باسيل اتخذ قراراً قبل فترة، عمّمه على النواب والمسؤولين في «التيار» بعدم الرد على أي موقف يعلنه نائب او مسؤول في حزب الله، كذلك الامر بالنسبة الى المؤيدين عبر مواقع التواصل، والامر عينه قام به الحزب، منعاً لتدهور العلاقة نحو الأسوأ، كما خفّف باسيل من إطلاق « لطشات « سياسية، كما فعل قبل فترة خلال مؤتمره الصحافي، حيث لم يرحم احداً من سهامه السياسية، أي عمل على تفادي أي «دعسة ناقصة» تقضي على ما يُحضّر في الاطار الايجابي، لعودة العلاقة الى سابق عهدها.