Site icon IMLebanon

حلف إنتخابي بين المستهدَفين من واشنطن قراءة لكلمة باسيل ورسائلها المتعدّدة الإتجاهات

 

اذا كان من الصعب تفكيك شيفرة الهجوم الإيراني، شكلا وتوقيتا وأهدافا واستهدافا، على أربيل، مع تعليق محادثات فيينا النووية وعلى أصوات الصواريخ الروسية في أوكرانيا، فان القصف المدفعي العنيف والمركز لرئيس التيار الوطني الحر،في إطار إعلانه لمرشحي التيار، جاء ليؤكد المؤكد، وإن بسقف عال، طال الجميع بإستثناء الحارة، التي «زركت» التيار في الزاوية لتعود وتمد يدها له، تماما كما حصل بين انتخابات ٢٠٠٥ و٢٠٠٩ وبينها من محطة مار مخايل في ٢٠٠٦.

 

صحيح ان المناسبة انتخابية، وتتطلب الحشد والتجييش، الا ان الأهم يبقى في رسائلها السياسية، بغض النظر عن حصول الانتخابات النيابية من عدمها، رغم تأكيد « الصهر»على «التحالف الانتخابي»، العبارة التي وردت عشرات المرات في الكلمة، مبررة التحالفات عند الحلفاء والخصم، فاتحا «طاقة»، حاسبا فيها خط الرجعة، عل وعسى.

 

الا ان الابرز في المشهد، وفقا لمصادر متابعة تجلى في التصفيق المتكرر للجمهور عند ذكر حزب الله، في وقت كانت وسائل التواصل الاجتماعي تضج بهجمات الجمهور البرتقالي ضد اهل الحارة، ما أعطى الانطباع بأن الأمور عادت إلى مجاريها، وغيمة صيف العلاقة بين الطرفين قد عبرت، وان كان ثمة اعتقاد لدى العونيين بأنه بعد الانتخابات سيكون هناك كلام آخر، لعل المؤشر عليه، قول باسيل ان التيار لن يكون جزءا من اي محور سياسي لاحقا.

 

كل ذلك وأكثر منه بينته النقاط التي خاض من خلالها رئيس التيار الوطني، بيان ترشيح حزبه وبرنامجه للمعركة، التي فرضت عليه مع شريك في «الاضطهاد والعزل»جمعتهما مصيبة الغضب الاميركي عليهما. ولعل أبرز النقاط التي يجب التوقف عندها، والكفيل برسم صورة مرحلة الاشهر الثلاثة القادمة:

 

-تأكيده على تمايز التيار في المرحلة المقبلة وعدم رغبته في أن يكون ضمن تكتل او محور.

 

-تبريره للتحالف مع الثنائي.

 

-هجومه العنيف ضد البيك والشيخ وتحالفهما.

 

-هجومه المركز على «القوات اللبنانية» كحزب كبير.

 

-محاولته إظهار ان ثمة من يحاول عزل التيار كما حصل عام ٢٠٠٥، رغم انه قد يكون محقا إلى حد كبير.

 

-دفاعه عن تحالفه عبر الحليف مع «حركة أمل» و»استيذها»، منطلقا من الهجوم على تحالفات الخصوم الذي فرقهم الدم سابقا، وهو ما يبدو أن القواعد قد بلعته.

 

-اسماء مرشحي التيار التي جمعت الخصوم في أكثر من منطقة، والتي جاءت على قاعدة لا يموت الديب ولا يفنى الغنم، ففي جزين اجتمع العدوان اللدودان امل ابو زيد وزياد اسود، وفي عكار لم تختلف القاعدة، ليترك بذلك للشباب تصفية بعضهم بعضا، وهو ما شرحه باسيل في حديثه عن قانون الانتخابات وآليته، بين النسبي والأكثري ،و»الشاطر بشطارتو».

 

-حمل ما بين أسطر كلامه تأكيدا على أن كل ما قيل ونشر من سيناريوهات حول تسويات واتفاقات من تحت الطاولة ومساومات حول ملف النفط او غيره مقابل رفع العقوبات، لم تكن سوى هلوسة اعلامية، فلا واشنطن في وارد فتح هذا الباب بعدما أسمعت المعنيين «الكلام المفيد»، ولا «صهر العهد»في وارد المخاطرة حاليا في الذهاب في هذا الخيار، بعدما لم يبق له حليفا سوى حزب الله.

 

-أظهر كلامه في مكان ما تمايزا عما تعتمده بعبدا من سياسات هذه الأيام، سواء بعد بيان وزارة الخارجية حول الحرب الروسية – الأوكرانية ،او فيما خص الزيارات المتكررة للوفود الأميركية إلى القصر الجمهوري «الكترانة هذه الأيام».

 

هكذا حسم التيار الوطني الحر خياراته وقرر العودة إلى حضن الضاحية بكل ما يفرضه ذلك من موجبات، وإن كان ترك الباب مفتوحا أمام اسماء المرشحين في بعض المناطق التي تستوجب اتفاقا مع الحزب.