هل تكون بلدات الزهراني في الثامن والعشرين من نيسان الجاري على موعد مع «استفزاز» جديد لمناسبة الجولة الانتخابية الثانية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في الجنوب؟
في مروره الأول على دائرة الجنوب الثالثة (حيث رشح شادي مسعد عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون ـــ حاصبيا)، اختار باسيل بلدة رميش في قضاء بنت جبيل للرثاء. أخرج من أكمامه ما تيسر من فزاعات التخويف والترهيب. قال لهم إننا نريد أن تتمثل هذه القرى والبلدات المسيحية نيابياً «إذ من غير المنطق أن يكون هناك سبعون ألف مسيحي لا يستطيعون اختيار نائب واحد عنهم بل يتم الاختيار عنهم»…
قرر باسيل أن يطل على رميش وبلدات مرجعيون وبنت جبيل المسيحية، بصيغة المبشر الرسولي الذي يهدي المسيحيين إلى مسيحيتهم وحقوقهم وواجباتهم، علماً أن رميش يقيم فيها صيفاً وشتاء حوالى خمسة آلاف مواطن، يعتاش قسم كبير منهم من زراعة التبغ ويحظون برعاية خاصة من إدارة «الريجي»، فيما ينضوي قسم كبير في الجيش وبقية الأجهزة والقوى الأمنية.
يتوقع مسيحيو الزهراني خطاباً «بشيرياً» أعلى نبرة في حمى الرئاسة الثالثة في ظل التوتر المتصاعد بين التيار وحركة أمل.
يصر التيار على دعم الحاج الذي ترفض لائحته التحالف مع «قوى السلطة»
ففي دائرة «الجنوب الثانية» (صور والزهراني)، يتمثل المسيحيون بنائب كاثوليكي في الزهراني منذ عام 1943. هي معركة عونية ترمي إلى تسجيل هدف في مرمى خصمهم الأول في عقر داره السياسي. فالتسونامي البرتقالي في انتخابات 2005، حقق لمرشح التيار فوزي بو فرحات عن المقعد الكاثوليكي في الزهراني، 12 ألفاً و509 أصوات. في حين قارعت القوات اللبنانية في انتخابات 2009، مرشح بري الدائم النائب ميشال موسى، من خلال ترشيحها روبير خوري الذي نال 3101 صوت.
لم يتقبل بري عام 2005 أن تمنحه بلدات الزهراني المسيحية (21 بلدة) 2231 صوتاً فقط. طلب مراجعة علاقة نواب الجنوب بالجمهور المسيحي الجنوبي (الزهراني) معنوياً وخدماتياً. هذه المراجعة رفعت رصيده عام 2009 إلى 4894 صوتاً، لكن قبل تسع سنوات، لم يكن هناك لا «مبشّر» ولا «بشير» اسمه جبران باسيل. على مضض، ارتضى رئيس التيار الوطني الحر عدم ترشيح شخصية منتسبة للتيار عن المقعد الكاثوليكي في الزهراني (دائرة الجنوب الثالثة). رفض الشيوعيون والمستقلون (رعاة لائحة «معاً نحو التغيير» التي تنافس وحيدة لائحة «الأمل والوفاء») التحالف مع أي من قوى السلطة. اختاروا ترشيح وسام الحاج، جراح الأسنان ابن بلدة مغدوشة الكاثوليكية. غير أن باسيل سارع بعد إعلان لائحة «معاً نحو التغيير» إلى المجاهرة بدعم التيار للحاج الذي أكد عدم ارتباطه بأي فريق سياسي مشارك في السلطة. أدارت قيادة التيار محركاتها باتجاه البلدات المسيحية في الزهراني وصور، وأطلقت حملة واسعة لتحفيز الناخبين المسيحيين على التصويت ومنح وسام الحاج أصواتهم التفضيلية. لقاءات انتخابية ومسيرات سيارة وملصقات داعمة لـ«المرشح المدعوم من التيار»، على رغم أنه عاهد رفاقه في اللائحة بأن يستمر معهم مستقلاً في حال فوزه.
تضع لائحة «معاً نحو التغيير» في حساباتها أن فرصة نيل حاصل انتخابي واحد «ترتفع يوماً بعد يوم»، الأسباب من وجهة نظرهم متعددة، بينها «استياء الناخبين المسيحيين من أداء ميشال موسى»، فضلاً عن الواقع الاجتماعي والخدماتي «الذي يضغط على فئات ترفع صوتها احتجاجاً». في الثامن والعشرين من الشهر الجاري وبالتزامن مع المهرجان الانتخابي المركزي للرئيس نبيه بري في مدينة صور، قرر جبران باسيل أن يتجول في قرى الزهراني، ومسك ختام زيارته مهرجان انتخابي في ساحة العودة في مغدوشة دعماً لوسام الحاج.
من ملف : انتخابات 2018: مجلس الأثرياء ينتصر