Site icon IMLebanon

رؤية للعام 2050

 

 

مُدهِشٌ كـ»الساحرِ داهش». فالبارحة وأمام قطاع شباب «التيّار الحرّ»، وبحضورِ المؤسس الرئيس السابق العماد ميشال عون، أكّد النائب جبران باسيل أنّ لديه رؤية ليس للعام 2030 فَحَسْب، كَمِثل وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بل رؤية أبعَد بكثير من ذلك، فهي للعام 2050. إنّ «داهشيّة» النائب باسيل لا تَكمُن طبعاً في غزارة الإنتاج وهو معدوم، بل تَكمُن في قدرته على إقناع جمهوره للمرّة الألف بعد الألف أنّ مفاتيح الجنّة ومفاتيح ازدهار لبنان مُلْكُ يديه، وهو الذي عَجزَ عن تجميع نقطة ماء في سدوده، من سَدَّي المسيلحة وبلعة في قضاء البترون، إلى سَد جَنِّة في قضاء جبيل، إلى سَد بقعاتة كنعان وبقعتوتة في كسروان. وهو الذي عجز عن تأمين ساعة كهرباء من أصل 24 بعدما استلم، مع حلفائه، وزارة الكهرباء لأكثر من 24 سنة.

 

وهو الذي وفي عهد رئاسته، انهار الهيكل فانهارت العدليّة والمصارف والمدارس والجامعات والمستشفيات والصيدليّات والمؤسسات، وانهارت الليرة وطارت أموال المودعين. وطار كاريش والخط 29 واسْتُبيحت الحدود والمرافئ والمرافق وهُرِّبت المواد المدعومة إلى سوريا على مدى سنوات. وهو الذي في عهده، كما في الأعوام 1988 – 1990 هاجر كلّ من استطاع إلى ذلك سبيلاً هرباً من جهنّم التي وصلنا إليها مرّتين بفِعل القيادة غير الرشيدة. إلّا أنّ مِنْ أروع إبداعات النائب باسيل طرح رؤية للعام 2050. فإلى ذلك الحين «يا بموت جحا، يا بموت الحمار، يا بموتو الناس». الأرجح أن يموت الناس «ومِين رَح يْحَاسِب مِين؟».

 

أمّا بالنسبة لقول النائب باسيل «إنّ المَجيء برئيسٍ للجمهوريّة على ضهرِ الفوضى، كمن يأتي برئيسٍ على ضهر الدبّابة الإسرائيلية»، فهو استنساخ لما يردّده نواب «حزب الله» والحزب القومي السوري و»حزب البعث» ومَنْ يدور في فلكهم، ولا عجب بذلك بعدما أصبح جبران باسيل منهم، وخارج بيئته. رؤية وحيدة منطقيّة من الآن للعام 2050 نَنْصَح بها القيّمين على «التيّار الحرّ» إذا كانوا ضنينين بلبنان وحريصين على شعبهم كما يُعلِنون:

 

– أعطوا الفرصة لِـ»نَقيضِكُم» من أجلِ بناء الدولة، فغيركم قادر، وبشير الجميّل أكبر برهان، ولذلك هو راسِخٌ في وجدان الأحرار وصار رمزاً أسمى من أن يناله صغار النفوس،

 

– وأبقوا أنتم في خلوتكم في الربوة تراجعون تجربتكم منذ العام 1988 حتى تاريخه، لَعَلَّكُم تكتشفون أنّ زراعةَ البصلِ وتربيةَ الفِرِّي والعيشَ بدون كهرباء كجدودنا، ربّما تفتح مزرعة لكن بالتأكيد لا تبني وطناً.

 

(*) عضو «الجبهة السياديّة

 

من أجل لبنان»