Site icon IMLebanon

معركة باسيل الرئاسيّة… «التنازلات غير مجانيّة» 

 

 

لم تنجل بعد الغيمة السوداء التي سيطرت على الأجواء بين التيار الوطني الحر وحزب الله، عقب الجلسة الوزارية التي حمّل فيها الفريق العوني حليفه الشيعي مسؤولية شحن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالطاقة لعقد جلسة، وإلا لما توفرت له الجرأة الكاملة لعقدها. ولم تنفع بعد المعالجات الموضعية التي انطلقت لرأب الصدع بين الحليفين، على الرغم من الإشارات الودية التي أطلقها النائب جبران باسيل في مقابلته التلفزيونية الأخيرة.

 

وقد عكست الجلسة العاشرة في ساحة النجمة استمرار الافتراق بين التيار والحزب، بعدما تخلى عن الورقة البيضاء صوّت نواب تكتل لبنان القوي لـ «الميثاق». وقد انتهت التفسيرات والقراءات لجلسة الأمس، الى بقاء الستاتيكو الرئاسي على حاله، بحيث لا أحد يمتلك الأكثرية لانتخاب رئيس للجمهورية، مع تجدد الإشارات السلبية من حلال تصويت نواب التكتل العوني بعكس الحلفاء.

 

فالواضح استمرار انتخاب فريق ٨ آذار «مضعضعا» بالورقة البيضاء وتشتتت عملية التصويت، والواضح أيضا ان النائب جبران باسيل ليس في صدد تقديم تنازلات راهنا في الملف الرئاسي، على الرغم من كل المعلومات التي تحدثت عن تسوية رئاسية تطبخ في دول إقليمية، والزيارات المتتالية لباسيل وقائد الجيش العماد جوزف عون الى قطر، في حين يبدو الوضع مع رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية أسوأ مما كان عليه في بداية مرحلة الفراغ، مع توالي اعلان باسيل رفضه القاطع لترئيس فرنجية، مما عقّد الوضع داخل ٨ آذار بسبب مواقف باسيل حيال فرنجية، ومع اهتزاز تفاهم مار مخايل.

 

الأسوأ ايضا، ان القوتين المسيحيتين المؤثرتين في الاستحقاق مسيحيا، اي «القوات» و»التيار الوطني الحر» لا تبديان حماسة لهذا الترشيح. فمن معراب تنطلق إشارات غير مرحبة بمرشح من محور الممانعة، مع إعادة سمير جعجع تأييد قائد الجيش جوزف عون، فيما وضع جبران باسيل سليمان فرنجية وقائد الجيش في مرتبة واحدة برفض دعمهما معا.

 

ومع ان باسيل يعرف تماما أنه خارج المعادلة الرئاسية المقبلة، لكنه يصر على أنه الأحق بالرئاسة، وقد صار واضحا ان معركة باسيل الرئاسية تقوم على إلغاء الأقوياء مسيحيا، بعد ان تحدثت المعلومات عن قرار «إنتخابي» مهم كانت ستتخذه قوى ٨ آذار، قبل ان تتصدع علاقة حزب الله والتيار.

 

إلا ان كل المؤشرات اليوم، لا تدل على حلحلة قريبة على خط حزب الله – التيار، مع حدوث تراكمات ومقاربات سياسية مختلفة بين الحليفين، فالحزب منزعج من التعرض والطعن بمصداقيته، وأوضح انه لم ينكس بوعد الجلسة الوزارية إلا من أجل تسيير الأمور الحياتية، فيما التيار متخوف من جرعة النفخ الإيجابية التي أعطيت لميقاتي على حساب صلاحيات الرئاسة.

 

انتخاب سليمان فرنجية هي النقطة الخلافية الثانية بين الحليفين، وقد تقصّد التيار في جلسة الانتخاب الرئاسية العاشرة على موقفه الاعتراضي حيال فرنجية، وعلى كسر «سكور» الأوراق البيضاء للتعادل مع أصوات معوض، في رسالة واضحة وصريحة انه لا يزال مقررا في الاستحقاق الرئاسي، ويرفض البازار ومعادلة ان يسمي المسلمون الرئيس المسيحي .

 

قراءة الخطوط الخلفية للجلسة العاشرة، تظهر ان التيار لن يعط تنازلات مجانية في الملف الرئاسي من» كيسه «لأحد، سواء كان صديقا او حليفا، وانه لن يسهل وصول أي مرشح للرئاسة ما لم يحصل على ضمانات ومكاسب، لأن الرئاسة لن تكون من نصيب الرئيس القوي في هذه الدورة.