IMLebanon

علاقة باسيل مع الأميركيين ليست على “خير ما يرام”

 

 

لم يحل سوء العلاقة الاميركية مع رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل دون جولته الاميركية التي انقسمت الى جزءين، الأول له علاقة بلقاءات مع افراد الجالية وشخصيات من الكونغرس من المدعوين الى نشاطات أقيمت على شرفه، والثاني حين التحق بوفد لبنان في اجتماعات الامم المتحدة.

بين العلاقة مع الاميركيين والعلاقة مع سوريا يقف وزير خارجية لبنان. واحدة تقفل عليه ابواب الانفتاح وثانية لا يستطيع الانفتاح عليها ولو من بوابة حل ازمة النازحين ومصلحة لبنان. ملفان كلاهما أصعب من الآخر وتعتريه جملة عوائق.

 

من نيويورك الى كندا انتقل باسيل ضمن جولة عنوانها التواصل مع الجاليات اللبنانية. تحرك ديبلوماسي التف من خلاله على العقوبات الاميركية غير المعلنة بحقه. يعرف وزير خارجية لبنان كيف امتنع المسؤولون الاميركيون عن تحديد مواعيد له خلال زيارته السابقة وكيف ان مسؤوليهم ولولا ضرورات البروتوكول لما شملوا رئيس الجمهورية، لبنان ووزير خارجيته في زياراتهم لوجود قرار اميركي بمعاقبتهم لتحالفهم مع “حزب الله”، لم تجاهر به اميركا ولكنها تتصرف على اساسه.

 

خصومة لا تلحق الضرر بوزير الخارجية على المستوى الشخصي ولا السياسي الداخلي بحيث انها تزيد من تمسك “حزب الله” بتحالفه مع رئيس اكبر تيار مسيحي متواجد في كل المناطق اللبنانية، ولا تخسره تحالفه مع رئيس الحكومة بوصفه الحليف وشريك التسوية ورئيس اكبر تكتل نيابي ووزاري داخل الحكومة.

 

بايجابية تقيّم مصادر وزير الخارجية زيارته “كانت له سلسلة اتصالات عريضة في السياسة، التقى ما لا يقلّ عن ثلاثين وزير خارجية من كل الدول”، لكن ماذا عن العلاقة مع الاميركيين واللقاء معهم؟ تجيب: “لا يمكن القول ان العلاقة مع الاميركيين على خير ما يرام اقله من الجانب الاميركي”. ولكن هذا لا يلغي “وجود اشارات اميركية ايجابية تجاه باسيل منها استضافته وتكريمه في اهم مدرسة حربية في اميركا” .

 

تؤكد المصادر ان باسيل “لم يطلب اي موعد مع المسؤولين الاميركيين” وتقول: “هو يعرف ضمناً وجود ضغوطات اميركية في مواجهته وتياره السياسي وان الاميركيين لا يستسيغون سياسته المتبعة ولا تحالفه مع “حزب الله” لكن ما يحاول فعله وزير الخارجية هو فتح حوار مع الجاليات اللبنانية والرأي العام الاميركي”. وكما في لبنان كذلك في اميركا يصر “على اعلان موقفه المنتقد للسياسة الاميركية سواء في ما يتعلق بالعقوبات التي تفرضها على المصارف او على شخصيات لبنانية، او السياسات الاميركية الداعمة لاسرائيل”. لم يكن الهدف من الزيارة لقاءات سياسية بقدر ما كان هدفه “اسماع الصوت الى المجتمع الدولي سواء من خلال اجتماعات الامم المتحدة او الجاليات اللبنانية”. ما الذي يفعله وزير الخارجية تجاه هذا الملف كوزير للخارجية؟ تجيب المصادر “ليس اكثر من لفت انتباه الرأي العام والدور الاكبر ينبغي ان يقوم به رئيس الحكومة”.

 

وخلال لقائه اعضاء من الكونغرس أكد باسيل حرصه على عدم وجود قطيعة مع الاميركيين و”نطالب بحوار مع الولايات المتحدة ولكن لدينا جرأة القول ان سياستها في ما خص لبنان هي ظالمة وان عقوباتها تحاصر الاقتصاد اللبناني وتؤثر على الوضع المالي سلباً”.

 

قدر الامكان حاول باسيل من خلال كلامه الذي ردده على مسمع اعضاء من الكونغرس ومسؤولين سابقين في الادارة الاميركية كريتشارد مورفي الذي كان اول من اعطى الضوء الاخضر بخروج الجنرال ميشال عون من لبنان، التأكيد على الثوابت في ما يتعلق بالعلاقة مع “حزب الله” موزعاً رسائل في اكثر من اتجاه سواء على مستوى الوضع اللبناني الداخلي او موقع لبنان في الصراعات الحاصلة في المنطقة، وتعتبر المصادر ان حديث وزير الخارجية كان واضحاً ولا يحمل التأويل:

 

1 – هو موقف واحد ولغة واحدة تقول لسنا مستعدين لان نرضي اي دولة وندخل في حرب أهلية في ما بيننا في لبنان.

 

2 – نحن معتدى علينا ولسنا معتدين في موضوع اسرائيل.

 

3 – تحاصروننا بسبب سياساتكم علماً ان سياسة الحصار لا تؤدي الى نتائج ايجابية بدليل ان الحرب والعقوبات على ايران لم تحل دون ربحها الحرب في اليمن والعراق وسوريا وان لبنان يدفع ثمن الحصار والصراع القائم بين اميركا وايران”.

 

العلاقة مع سوريا

 

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع سوريا يقف باسيل محرجاً بين علاقة يريدها فعلاً لتسوية الكثير من الامور العالقة وأهمها عودة النازحين السوريين وممنوعة عليه دولياً. لا يرغب وزير الخارجية في التحدي في هذا الملف رغم تسجيل انزعاج سوري منه لتحفظه على العلاقة العلنية وعدم السماح لوزراء التيار بزيارة سوريا ولو لتلبية الدعوة لافتتاح معرض دمشق أخيراً، تجنباً لأزمة حكومية. غير ان كلام رئيس الجمهورية من على منبر الامم المتحدة حول تشجيع عودة النازحين السوريين “بالاتفاق مع السوريين” لم يأت من فر اغ. قد يكون مؤشراً لتحرك ما قريب حول هذا الملف. كلام لا تستبعده مصادر مواكبة لهذا الملف في وقت تكتفي مصادر باسيل بالقول رداً على سؤال حول كلام الرئيس ميشال عون “ان احتمالات الحوار مع سوريا حول ملف النازحين مفتوحة”.