في أبحاث قام بها الدكتور ميشال أبو فاضل، وهو أستاذ جامعي في التاريخ من بقسميا ومؤلف «تاريخ أبرشية البترون المارونية»، أفرد مساحة واسعة لدور الكنيسة في القضاء. تمركز المزارات الدينية من كفرحي، مهد البطريركية المارونية، إلى الأديرة ومزارات القديسين في كفيفان وجربتا وحامات… أدى في الخمسينيات إلى إصدار مرسوم بشق طريق القديسين من مدينة البترون صعوداً إلى جردها والتفافاً نحو مزار القديس شربل في عنايا في جرد جبيل. القديسون حفّزوا كثيرين على دخول سلك الكهنوت. ولأن الدين يدخل في كل شيء في لبنان، صار للكهنة تأثير فاعل في الحياة السياسية. الحرب الأهلية عمّقت الشعور الطائفي بين البترون ومحيطها، ما سمح لرجال الدين بالتأثير في توجهات الناس السياسية والحزبية. فبات من يريد أن يكسب جمهوراً يزايد بشعارات «حقوق المسيحيين» ويخيفهم من «التغيرات الديموغرافية والخوف على حدود البترون». يسخر أبو فاضل من لعبة استغلال الدين في السياسة، لافتاً إلى أن المنطقة «كانت كلها شيعة يحكمها آل حمادة مع الكورة وبشري، حتى عام 1766 عندما طردوا من عرينهم بعد هزيمتهم أمام الأمير يوسف الشهابي وانتقل معظمهم إلى الهرمل باستثناء قلة بقيت في بلدتي داعل وراشكيدا ذاتي الغالبية الشيعية حتى اليوم. وسكن مكانهم عمال وفلاحون مسيحيون استقدموا من مناطق مختلفة، حتى ذاع المثل القائل في تصنيف سكان بلاد البترون: بجة ومعاد تلتين البلاد».
من ملف : الانتخابات في «بلاد» البترون لم تنته بعد