Site icon IMLebanon

مؤتمر البترون أطلق العنان “للتوافق على القضيّة”… فهل ُتفتح دروب أخرى؟ 

 

بعد عقود من الزمن لم تستطع توحيد كلمة المسيحيين، في ظل الإنقسامات العميقة الطاغية على ساحتهم السياسية، ودخول الوساطات منذ سنوات، بدءاً بمحاولات البطريرك الراحل نصرالله صفير، وصولاً الى البطريرك بشارة الراعي، والمساعي المستمرة لإزالة الانقسامات والتناحرات التي لا تنتهي، تبقى نزاعات الأقطاب المسيحية قائمة، لان لا بحث جديّاً لتجاوز هذه الأزمة، وبصورة خاصة من خلال اتفاق الزعامات الرئيسية على مرشّح رئاسي توافقي، لأنّ التناحر المسيحي لا يزال سيّد الساحة، الأمر الذي سيؤدي في حال استمراره، الى استحالة وصول رئيس قوي تحتاج اليه المرحلة، وبالتالي سيسمح للبعض بأنّ يفرض مرشحاً يضعف دور المسيحيي ، في ظل مؤشرات تؤكد أنّ الفراغ الرئاسي سيمتد الى أشهر إضافية، قد تطول لسنوات من دون أي بوادر جديّة في أفق المصالحة المسيحية الحقيقية، التي توّحد كلمة الأقطاب خصوصاً في ملف هام كالرئاسة.

 

فيما تؤكد الوقائع على أنّ الماضي المسيحي والخلافات على الزعامة، هي التي تحول دون أجواء المصالحة الفعلية والمطلوبة، على الرغم من أنّ الجميع يتحدث بإيجابية، لكن البوادر الحقيقية لم توجد في أيّ مرة، بينما تستمر مساعي بكركي للمّ الشمل المسيحي، من دون ان يتحقق منها شيء، بسبب غياب الحماسة والثقة المتبادلة، بحسب ما يرى مصدر سياسي مقرّب من بكركي ويقول: “ما يجري من انقسامات مسيحية معيب جداً خصوصاً في هذه الظروف، ولا يُخفى على أحد أنّ مهمة المصالحة الجديّة صعبة جداً، لذلك تدرس الخطوات برويّة بهدف الوصول إلى خاتمة سعيدة، وسنبقى نحاول لأنّ الوضع لا يحتمل المزيد من السقطات، مع الأمل في أن يعي المسؤولون المسيحيون حقيقة مخاوفنا، ناقلاً استياء الراعي من كل يحصل، اذ كان يعتقد بأنّ وصول لبنان الى هذا الدرك سيوحّدهم”.

 

وفي سياق آخر، اشار المصدر المذكور الى انّ البحث عن حل قريب لملف النزوح السوري، الذي يعتبر اليوم اولى القضايا المطروحة في لبنان، اعطى بعض البشائر قبل يومين، خلال انعقاد المؤتمر البلدي والاختياري عن تنظيم الوجود السوري في منطقة البترون، وجمع “القوات” و “التيار الوطني الحر”، بالتزامن مع حصول توافق حول هذه المسألة في عدد كبير من المناطق اللبنانية، وكانت كلمة  للنائب جبران باسيل خلال المؤتمر اعتبر فيها أنّ الحل ليس بدعم الجيش لمنع هجرة النازحين الى اوروبا، بل بالمساعدة على عودتهم الى سوريا، وقال: “هناك تعاون سياسي مستقبلي مع الرئيس بشار الاسد من السعودية وغيرها، والمشكلة بخضوع الطبقة السياسية في لبنان للارادة الخارجية، فيما المطلوب اعادة كل نازح سوري اقتصادي الى سوريا، وكل نازح لديه “مشكل” سياسي او امني لديه معالجة مختلفة، اما يذهب الى بلد ثالث، او مؤقتاً في لبنان لحل ازمته، والعبء اليوم يفوق طاقاتنا في ظل الأوضاع الاقتصادية، والمطلوب منا القيام بدورنا أسوة بكل السلطات المحلية والبلديات والمخاتير في كل المناطق اللبنانية”.

 

اما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب البتروني غياث يزبك، فقد رأى أنّ أزمة الوجود السوري الفوضوي التي يعيشها قضاء البترون، يعيشها في الوقت عينه كل لبنان، وقال: “نعمل بجدية على أمل التوصل الى حل نموذجي يحتذى به على صعيد كل الوطن لحل هذه الأزمة”.

 

هذه الصورة أكدت توحيد موقفي الحزبين في ملف النزوح، فهل سيتطور التقارب قريباً ليشمل الملف الرئاسي؟ سؤال طرحه بعض الحاضرين في المؤتمر البتروني، ونقلوا ترحيبهم بكل تقارب مسيحي في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، واستبشروا خيراً لانّ  المطالبة بحل معضلة ملف النزوح السوري، اصبحت هدفاً لبنانياً جامعاً وموحّداً.