تستعد قرى وبلدات منطقة البترون ساحلا ووسطا وجردا لخوض الاستحقاق البلدي والاختياري غدا الأحد لانتخاب 25 مجلسا بلديا من اصل 29 مجلساً بعد فوز أربعة مجالس بلدية هي تحوم وكفرحي وشاتين وشبطين بالتزكية، وكذلك الاقتراع لـ50 مختارا بعد فوز 35 بالتزكية.
وتخاض المعارك الانتخابية في قضاء البترون تحت عنوان عريض هو معركة تحديد أحجام للقوى والتيارات السياسية، في حين أن هناك قرى وبلدات تخوض معارك محلية بلدية سيكون للتنافس العائلي دور فيها.
ومهما كانت وجهة الانتخابات او طابعها، فالاجواء تشير الى مواجهات طاحنة وساخنة أحدثت فرزا وانقساما لم ينجُ منه أي حزب أو تيار. فالحسابات العائلية والحساسيات القديمة والمزمنة عادت الى الساحة البلدية في كل قرية وبلدة بترونية، الا أن هناك اصرارا على اعطاء المعارك صبغة سياسية تساهم في الفرز والمحاصصة على مستوى بلديات القضاء وكذلك المخاتير تحضيرا لانتخابات اتحاد البلديات ورابطة المخاتير وصولا الى الاستحقاق النيابي لاحقا. الا أن لحسابات نتائج هذه الانتخابات حدودا تتوقف عند اتحاد البلديات ورابطة المخاتير، ولا يمكن أن تكون مؤشرا للانتخابات النيابية بسبب تداخل الحسابات العائلية والمحلية مع السياسية، وحسابات الحقل لن تكون مطابقة لحسابات البيدر في الاستحقاق النيابي المقبل.
وقبل ساعات على انطلاق العملية الانتخابية في منطقة البترون تبدو الساحات ومواقع التجمعات ومراكز الماكينات الانتخابية في حركة ناشطة تشبه خلية النحل التي لا تهدأ. إحصاءات وفرز في قوائم الناخبين وحسابات الساعات الأخيرة هي سيدة الموقف، وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي حملات وتبادل اتهامات وتراشقا وكلاما عن دفع أموال وعمليات شراء اصوات بمبالغ طائلة بدأت باكرا لإبعاد الشبهات.
وكما تبدو أجواء الساعات الأخيرة التي تسبق انطلاق العملية الانتخابية، فالجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية لن تكون أقل سخونة عن الجولات السابقة، أما «أم المعارك» فهي معركة تنورين التي تعتبر مواجهة واضحة وصافية المعالم بين لائحة «قرار تنورين» المدعومة من وزير الاتصالات النائب بطرس حرب ولائحة «تنورين بتجمعنا» المدعومة من تحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. وكل الأنظار متجهة الى تنورين لأن المعركة سياسية بامتياز، وتعتبر من اشرس المعارك التي حصلت في عدد من المناطق اللبنانية.
وتخوض البلدات الجردية معارك انتخابية باستثناء بلدة شاتين التي تمكنت في الأيام الأخيرة من تزكية مجلسها البلدي برئاسة سركيس روكز شقيق العميد شامل روكز، وتتداخل في بلدات دوما وبشعله وكفور العربي السياسة مع العائلية، وكذلك في بلدة ديربلا تتنافس لائحتان واحدة مدعومة من العائلات برئاسة رئيس البلدية جورج مراد مقابل لائحة مدعومة من الاحزاب.
وفي بلدات كفرحلدا وبيت شلالا وبشعله ودوما معارك انتخابية تتقاطع فيها الاعتبارات العائلية مع الاصطفافات السياسية وتهدف ايضا الى تحديد الأحجام بنكهات عائلية.
أما على الساحل البتروني فالفتور هو سيد الموقف بلديا، ومنها بلدة شكا وعاصمة القضاء مدينة البترون والحماوة تخيم على أجواء المنافسة الاختيارية.
ويبقى احتدام المعارك على الساحل البتروني محصورا في بلدات كفرعبيدا بين لائحة العائلات برئاسة رئيس البلدية طنوس الفغالي واللائحة المدعومة من القوات والتيار، إضافة الى معركتي راسنحاش والهري حيث تأخذ المعركة طابعا عائليا وبلديا. ففي بلدة راسنحاش التنافس على أشده بين ثلاث لوائح، ويطغى الطابع البلدي العائلي على المعركة. وفي بلدة الهـري الساحلية تتنافس لائحتان والمنافسة شديدة بطابع محلي ايضا بعيدا عن السياسة.
ويستعد وسط البترون لجولة شرسة غدا على مستوى عدد من البلديات التي ستشهد معارك عنيفة تتداخل فيها العائلية والسياسة وخصوصية كل بلدة بحيث أعاد الاستحقاق محطات تاريخية قديمة في عدد من القرى الوسطى الى الواجهة، ومن المتوقع أن تأثيرها سيكون واضحا مع انتهاء العملية الانتخابية وظهور نتائج فرز الصناديق.