Site icon IMLebanon

قضاء البترون.. المعارك بلدية والهدف رئاسة الاتحاد

مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية، لم تتضح الى اليوم صورة مآل هذه الانتخابات والتحالفات التي ستخاض على أساسها في قضاء البترون، وما تزال محاولات التوافق تتعثر في اكثر من بلدة، خصوصا ان عاملا جديدا دخل على الانتخابات الحالية ويتمثل في سعي تحالف التيار العوني والقوات اللبنانية الى خوض الانتخابات معا، حيث أمكنهما ذلك. 

في قضاء البترون 23 بلدية، وإتحاد بلديات يضم 21 بلدية، ويرأسه حاليا طنوس الفغالي رئيس بلدية كفرعبيدا الساحلية. 

ومع اقتراب موعد الانتخابات البلدية، ترتفع حدة المنافسة بلديا، ولكن العين على رئاسة الاتحاد، فكل طرف سياسي يسعى الى الفوز برئاسة اكبر عدد من المجالس البلدية، لتأمين وصول رئيس للاتحاد مؤيد لتوجهاته السياسية. 

الخارطة السياسية في قضاء البترون تتوزع بين حزب القوات اللبنانية، والتيار العوني، وحزب الكتائب اللبنانية، وأنصار النائب بطرس حرب، والحزب الشيوعي، وتيار المرده، وتيار المستقبل واليسار الديموقراطي، ووجهاء محليين في القرى، مع اختلاف في اعداد المؤيدين، ولكن هذا الاختلاف يؤخذ في الاعتبار بلديا واختياريا، بما يختلف عن المناخ الذي يسود في الانتخابات النيابية. 

الانتخابات البلدية السابقة حصلت في ظل الانقسام السياسي بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار، وبترونيا بين إئتلاف قوى 14 آذار، من جهة، والتيار العوني والمردة من جهة ثانية، وكانت النتائج على الشكل التالي: 

فاز التيار العوني برئاسة ثمانية مجالس بلدية غير متصلة جغرافيا، إذ إن القانون يجيز لثلاث بلديات متصلة عقاريا ان تتقدم بطلب تشكيل اتحاد بلديات، الامر الذي لم يسمح للتيار العوني بقسمة الاتحاد الحالي. 

وفي المقابل فاز إئتلاف قوى 14 آذار الذي تألف من احزاب القوات والكتائب واليسار الديموقراطي وانصار النائب بطرس حرب برئاسة باقي المجالس البلدية.

اللافت في الانتخابات السابقة، ان حزب القوات الذي يعتبر من الاكثر تنظيما وحضورا في قضاء البترون لم يستطع الفوز برئاسة اي مجلس بلدي، باستثناء بلدة كور في وسط القضاء، بعد اتفاق مع حزب الكتائب على إقتسام الولاية البلدية مناصفة، ثلاث سنوات لكل منهما، فتوزعت رئاسة المجالس البلدية الباقية، بين انصار الكتائب اللبنانية، والنائب بطرس حرب وشخصيات مستقلة مدعومة من قوى 14 آذار. 

دخول تحالف القوات والتيار العوني على خط الانتخابات الحالية، كان مقدرا له ان يعيد خلط الاوراق بلديا، تمهيدا لتأكيدها نيابيا في مرحلة لاحقة، إلا أن الوقائع الميدانية حتى اللحظة تشير الى ان الوضع قد يبقى على حاله في الدورة الحالية، مع تسجيل خروقات طفيفة لا تغير كثيرا في صورة المشهد الحالي. 

المتابع للحراك البلدي في قضاء البترون يمكنه ملاحظة التالي: 

حصول ما يشبه الاستنفار من جميع القوى التي شكلت سابقا قوى 14 آذار، في مواجهة تحالف القوات والتيار العوني، ويتصدر المواجهة حزب الكتائب والنائب بطرس حرب ومعهما تيار المردة واليسار والمستقلين، مع تسجيل ان هذه القوى، تحتفظ للقوات بمواقع في المجالس البلدية التي تضمن فوزها فيها، في حين انه في المقابل يلاحظ تعثرا في تجسيد التحالف العوني القواتي بلديا، ففي بلدة حامات مثلا، يصر التيار العوني على الاحتفاظ بالمجلس البلدي صافيا من دون إدخال قواتيين على تركيبته، رغم المحاولات الحثيثة لدفع العونيين في حامات الى تطعيم المجلس بعناصر قواتية، وفي مدينة البترون ما زال الوزير جبران باسيل يسعى الى إدخال عناصر من القوات الى تركيبة المجلس الحالي، في حين تحالفت القوات مع اليسار الديموقراطي في بلدة كفور العربي، من دون ان تخرج التشكيلة البلدية الى العلن، كون سلة الاتفاق بين الطرفين مع رئيس المجلس الحالي مرسلينو الحرك، المقرب من النائب سليمان فرنجيه، تتضمن ايضا لائحة المخاتير في المدينة، الامر المتعذر حتى الآن بوجود الكثير من الطامحين، من الفريقين، وصعوبة إرضاء الجميع. 

في بلدية شاتين، إتفق انصار رجل الاعمال نزار يونس، مع تيار المردة، على الائتلاف بلديا، في حين ان النائب بطرس حرب قال لوفد قواتي جاء يبحث معه تركيبة مجلس بلدي وفاقي في تنورين، إن الاتفاق يكون على مساحة القضاء، وليس بالقطعة، فإما نتفق في جميع البلديات او نحتكم سويا لصناديق الاقتراع، وتتجه البلدة الى معركة بين انصار النائب حرب من جهة، وتحالف القوات والتيار العوني من جهة ثانية، وفي بلدة شبطين، حصلت مصالحة تاريخية بين النائب الكتائبي سامر سعاده، ورجل الاعمال سليم نجم على تشكيل لائحة بلدية، تستثني تحالف القوات وعون، وفي شكا يبدو الاتجاه واضحا الى إئتلاف كتائبي مع رئيس البلدية الحالي فرج الله الكفوري، ما يصعّب على تحالف عون – القوات إحداث انقلاب بلدي في المدينة، وفي كفرعبيدا، رشحت القوات ريمون صهيون في مواجهة رئيس البلدية الحالي طنوس الفغالي، وهي تعمل على إزاحة الفغالي من رئاسة مجلس بلدية كفرعبيدا تمهيدا لازاحته من رئاسة الاتحاد، وفي بلدة كور، تحالف بداية القوات مع الكتائب، على ان يتولى رئيس المجلس البلدي الحالي القواتي روجيه يزبك رئاسة البلدية، إلا أن سعي القوات لترشيح يزبك الى رئاسة الاتحاد اعاد خلط الاوراق البلدية في البلدية التي تتجه الى معركة إسقاط يزبك تمهيدا لازاحته عن رئاسة الاتحاد المقبل.

وفي سائر القرى في الوسط ما تزال محاولات الحزبيين الالتفاف على قرارات القيادة قائمة، خصوصا في جانب القوات اللبنانية، التي يجد انصارها حرجا في مواجهة حلفاء الامس، قبل ان تأخذ المصالحة مع التيار العوني مداها بين انصار الجانبين.