Site icon IMLebanon

«الكتائب» تنأى بنفسها عن معركة قيادة الجيش

قزّي لـ«السفير»: لنا مصلحة بـ«العلاقات الاحتياطية»

«الكتائب» تنأى بنفسها عن معركة قيادة الجيش

بعد إقرار الحكومة، في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، إعلان الخامس من أيار يوماً وطنياً للسلاحف البحرية، رفع وزير العمل سجعان قزّي يدَه طالباً الكلام. بكل عفوية، ومن خارج سياق المعارك الكلامية الحادة التي حصلت بين الوزير أشرف ريفي ووزيري «حزب الله» حسين الحاج حسن ومحمد فنيش، سأل قزّي «إذا كان يوم السلاحف سيكون نهار تعطيل رسمي!».

انفجر الجميع ضحكاً، ربما لأن أجواء السرايا كانت تحتاج الى قفشة أتت للصدفة من وزير لم يجلب سوى وجع الرأس للحكومة، لا لشيء سوى لأنه من الوزراء القلائل الذين يتقنون قواعد اللعبة على طاولة السرايا.

الصيفي مزاجها «رايق» هذه الأيام. بين اجتماعات «اللقاء التشاوري» واجتماعات السرايا تجري الرياح بما اشتهت سفن «الجميليين».

في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة لم يبرز سوى اعتراض يتيم من الوزير بطرس حرب على تجاوز المحرّمات بصدور المراسيم من دون توقيع الـ 24 وزيراً. اما وزراء «الكتائب» فاتّكلوا على تعهّد شفهي صدر عن لسان رئيس الحكومة شخصياً ومفاده «ليس فقط وزير، بل إذا نصف وزير رفض توقيع مرسوم عادي او استثنائي، فإذا كان رفضه مبرراً ومنطقياً لن يمشي المرسوم ولن يوقعه رئيس الحكومة».

إذاً، بالذهنية الجديدة في إدارة الآلية الحكومية القديمة، يبدي الكتائبيون ارتياحاً لحسن النيات ومآل التطبيق، خصوصاً من جانب الرئيس سلام. الإنجاز، برأيهم، تبدّى في تثبيت الآلية القديمة (التوافق وليس التصويت)، وفي ما يتعلق بالمراسيم اعتماد الإجماع العام الا في الحالات الاستثنائية.

في الاجتماع الاخير في السرايا بين سلام ووزراء الكتائب الثلاثة تمّ وضع رئيس الحكومة في أجواء «اللقاء التشاوري» عشية انعقاده للمرة الثالثة في دارة سليمان في اليرزة. وكان النداء الكتائبي واضحاً «الشغور الرئاسي هو أصل الأزمات، وفي ما يتعلق بالآلية إن لم يكن الإجماع المطلق فليكن التوافق المطلق في اتخاذ القرارات».

لكن بالتأكيد استمرار المشاركة الناشطة للصيفي في اجتماعات «اللقاء التشاوري» تحوّل الى عبء على صدور الحلفاء!

«يبرّر» البعض، بسخرية، لأهل «التشاور» تلاقيهم ضمن خلية تشكّل ثلث حكومة موازية لحكومة السرايا المنعقدة برئاسة سلام، بأن من إحدى مهامهم مناقشة نسب «التخصيب النووي»! عملياً، حلفاء ميشال سليمان و «الكتائب» وبطرس حرب لا يقبضون بشكل جدّي اجتماعات «اللقاء التشاوري» وما يقولونه في الخفاء يصعب ترجمته في المواقف المعلنة.

يقول قزّي لـ «السفير»: «كل البلد خلايا لكننا لسنا خلية إرهابية او جبهة سياسية تنوب عن 14 آذار، بل خلية وطنية أنشئت من أجل مواكبة العديد من الملفات الهامة المطروحة. وهي لا تستهدف أحداً بل أنشئت من اجل دعم الحكومة والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية، حيث إن الشغور طال أكثر مما هو مستطاع ومتوقع، فيما المعلومات المتوافرة من مرجعيات ديبلوماسية لا تنبئ بإمكانية حصول انتخابات في المدى القريب».

ولا يُبدي الكتائبيون أي عقدة نقص من معايرتهم بوضع أنفسهم بمصاف وزير مستقل، كبطرس حرب، يخشى الاستفراد وتفوّق ختم المختار على ختمه. يقول قزّي «لا نشعر بالاستفراد. نحن لسنا كتلة وزارية رمزية بل أحد المكونات الوطنية ولا يستطيع أحد تخطينا. ومع عدم مشاركة القوات اللبنانية كنا الغطاء المسيحي لـ 14 آذار داخل الحكومة. وفي الوقت نفسه لا نريد ان يشعر الوزراء الآخرون أنهم مستفردون، ونحن حريصون، كما الرئيس سلام أيضاً، على عدم حصول هذا الأمر».

ويعترف قزّي «بأنه في الفترة الماضية كان هناك تفاهمات ومصالح عابرة للاصطفافات السياسية داخل الحكومة أزعجتنا، وقد برز هذا الأمر بشكل واضح في موضوع النفايات. لذلك لنا مصلحة بوجود علاقات احتياطية، يكون إطارها اللقاء التشاوري، تماماً كما للوزير حرب مصلحة في عدم استفراده، والرئيس سليمان مصلحة في البحث عن مدخل أوسع الى السياسة العملانية».

ولا يُخفي الكتائبيون أن لـ «اللقاء التشاوري» أيضاً قيمة مضافة. يوضح قزّي «هناك رئيسا جمهورية سابقان يتجاوزان بحضورهما وزن 100 مظاهرة في الشارع. وهي المرّة الأولى التي يحصل فيها هذا التلاقي من أيام الجبهة اللبنانية بين سليمان فرنجية وكميل شمعون».

وفي ما يخصّ الرئيس سليمان الذي يأخذ عليه محاولته البروز ضمن أي تكتل سياسي لا يحيله الى نادي رؤساء الجمهورية المتقاعدين، يقول قزّي «ميشال سليمان موجود. وهو آخر رئيس جمهورية، وعدم حصول الانتخابات أعطى انطباعاً أنه لا يزال حاضراً كرئيس. وبالتأكيد، حتى من دون اللقاء التشاوري، فإن سليمان عنده حيثية شخصية وحراك يصعب حجبهما».

لكن ماذا عن استياء «تيار المستقبل» من استمرار اجتماعات «اللقاء» من دون التنسيق مع بيت الوسط وبما يشكّل جبهة تشويش على عمل الحكومة؟ يجيب قزّي «نحن لم نبلّغ بأي استياء او انزعاج من جانب تيار المستقبل او رفض لحصول هذه الاجتماعات، لا بل نحن نرى أن من مصلحة المستقبل أن يحصل هذا التشاور بين وزراء سليمان والكتائب والمستقلين».

ويردّ قزّي على أصوات تصدر من «المستقبل» تمنّن «الكتائب» بحصتها الحكومية الوازنة في الحكومة «بغياب القوات اللبنانية جيّرت حصتها إلينا، ولذلك لا أحد له جَميل بحصتنا!».

و «الكتائب» المؤمنة بـ «العلاقات الاحتياطية» في زمن التفاهمات العابرة للاصطفافات لم تأخذ موقفاً رسمياً بعد من أزمة التمديد لقائد الجيش التي قد تشكّل مشروع مشكل داخل الحكومة. الشعار العام «نحن مع استمرار المؤسسات».

وثمّة إقرار من جانب قزّي بأن التعيينات التي شملت لجنة الرقابة على المصارف مرّت كـ «سيارة إسعاف في حالة طوارئ»، ولذلك هناك علامة استفهام حول إمكانية الدخول في مدار التعيينات مجدداً مع أن الرغبة الحكومية موجودة». وفي هذا السياق يجزم الوزير الكتائبي حيال تضارب المواقف بشأن التمديد للعماد جان قهوجي «نحن لن نعمل معارك حول المؤسسة العسكرية، «لإنو بدها معركة بالناقص»، فكيف الحال إذا حاول البعض توريطها في مواقف سياسية!».