حسم تشكيل تحالف حزب الله ــــ أمل لوائح توافقية، مسبقاً، أي معركة انتخابية محتملة في معظم بلدات بنت جبيل ومرجعيون، فأُعلن فوز بلديات حداثا وكونين ومارون الرّاس وعيتا الجبل وبليدا وبني حيان بالتزكية، كذلك ينتظر إعلان الفوز بالتزكية في عيترون، بعد إقناع المرشح الوحيد المنافس للائحة، وهو المسؤول التنظيمي لحركة أمل في البلدة، بسحب ترشّحه.
ويعمل مسؤولو الحركة والحزب في برعشيت على إقناع المرشح الوحيد ضد اللائحة بسحب ترشّحه، وكذلك الحال في بلدتي الطيري ويارون اللتين ينافس مرشحان في كل منهما اللائحة التوافقية.
وعلى عكس قرى القضاء، تشهد عاصمته، بنت جبيل، حراكاً انتخابياً حيوياً، حيث سُجّل 42 مرشحاً بلدياً يتنافسون على 21 مقعداً. فقد شكّل الحزب الشيوعي لائحة من 6 مرشّحين، إضافة إلى ترشّح الإعلامية فاديا بزي عن حركة «مواطنون ومواطنات في دولة»، وعدد من المرشحين المستقلين (بعضهم ينتمي إلى حزب الله) الذين يبدون الأكثر قدرة على التحرك، في مواجهة اللائحة التوافقية، نظراً إلى أن معظمهم من المقيمين والفاعلين على المستوى الاجتماعي والخدماتي.
مسؤول الحزب الشيوعي في بنت جبيل رضا سعد، لفت إلى أن «الحزب يشكّل القوة الثانية في بنت جبيل بعد حزب الله، وهو تمكّن عام 2002 من خرق اللائحة التوافقية بمقعدين، ويسعى هذه المرّة إلى خرق أكبر بسبب الاعتراضات الكبيرة على مرشحي اللائحة التوافقية». إذ يتردد أن الخلافات لم تحسم بعد على بقاء الرئيس الحالي للبلدية عفيف بزي على رأس لائحة التوافق، إضافة إلى وجود اعتراضات على إعادة تسمية بعض الأعضاء.
واقترع في بنت جبيل في آخر انتخابات نيابية 5500 مقترع من أصل نحو 14500 ناخب. ويتراجع هذا العدد عادة في الانتخابات البلدية إلى نحو 3200 ناخب، «بسبب الهجرة والتفوق العددي لناخبي حزب الله، ما يخفف من حدة المنافسة وبالتالي نسبة التصويت»، بحسب سعد الذي يشكو من «قلّة الإمكانات المالية التي تساعد على نقل الناخبين على خلاف القدرات المالية الكبيرة لحزب الله وحركة أمل، كذلك فإن المرشح لرئاسة البلدية عفيف بزي يملك إمكانات مالية كبيرة».
في تبنين، بلدة بري، أعلن حزب الله رسمياً سحب مرشحيه من الانتخابات البلدية
مصدر قريب من حزب الله أكد لـ»الأخبار» أن «الحزب اقترح إدخال مرشحَين شيوعيَّين إلى اللائحة. لكن ما عرقل هذه التسوية، بعد موافقة حركة أمل، ترشّح عدد كبير من المستقلين من ممثلي العائلات، ما فرض المعركة الانتخابية». وفيما يؤكد المصدر أن «حزب الله لم يفرض على أحد سحب ترشّحه تاركاً الأمر للصناديق»، تلفت مصادر شيوعية إلى أن «معظم المرشحين المستقلين هم من المقربين من الحزب الذي لا يجد ضرراً من خرقهم للائحته»، لذلك يتوقع أن «تزداد نسبة التشطيب للسماح لبعض هؤلاء بالفوز».
بزي، وهي أول سيدة تترشح لعضوية المجلس البلدي في بنت جبيل، تؤكد «أنني أعمل منفردة بعيداً عن الأحزاب، وقد حظيت بدعم لافت من أبناء البلدة، إضافة إلى دعم لجنة خاصة شُكِّلَت للمطالبة بإدخال المرأة إلى العمل البلدي». وتؤكّد: «سأستمر في ترشحي ولو بقيت منفردة في مواجهة اللائحة التوافقية».
وفي بلدة تبنين، أعلن حزب الله رسمياً سحب مرشحيه من الانتخابات لتأمين فوز لائحة حركة أمل بالتزكية وتجنّب أي معركة انتخابية في بلدة الرئيس نبيه برّي. وأكد مصدر قريب من الحزب أن «ذلك حصل من دون خلاف مع حركة أمل، ولا سيما بعدما لجأ حزب الله إلى تسمية مرشحين من عائلات تبنين في اللائحة التي جرى التوافق عليها». فيما يؤكد عدد من أبناء تبنين أن «سحب مرشحي حزب الله، جاء بعد خلافات على عدد مرشحيه في اللائحة، ما اضطر قيادته إلى سحب مرشحيها تجنباً لأي معركة وتعبيراً عن حسن النية».
وتأخذ الانتخابات في بلدة السلطانية (بنت جبيل) طابعاً مختلفاً بعد تشكيل لائحة من العائلات في مواجهة لائحة التوافق. ويتهم بعض أبناء البلدة اللائحة بأنها «مدعومة من رئيس بلدية دير انطار، رجل الأعمال قاسم حجيج، لأسباب تتعلق بنزاعات عقارية سابقة مع بلدية السلطانية»، لافتين إلى أن بعض مرشحي هذه اللائحة «حصلوا عام 2010 على دعم مشابه من آل حجيج ونالوا نحو 12 في المئة من المقترعين». إلا أن أحد المرشحين على اللائحة أكد لـ»الأخبار» أن «اللائحة مدعومة من العائلات في مواجهة الآلية التي اعتمدها القيمون على البلديات السابقة، وبسبب الأخطاء الفادحة التي أدت إلى عدم إنصاف الأهالي». وفيما لم يجرِ التوصل بعد إلى اتفاق على تشكيل اللائحة بين حزب الله وحركة أمل بسبب استمرار الخلافات، فإن أي إخفاق في إدارة العملية الانتخابية قد يسمح بخرق اللائحة المقابلة.
وفي بلدة ميس الجبل، تراجع عدد المرشحين «فجأة» من 43 مرشحاً إلى 24 مرشحاً، بينهم 6 مستقلين، اثنان منهم من حركة «مواطنون ومواطنات». ويؤكد المرشح علي نصر الله أن «الضغوط التي تمارس على المرشحين لسحب ترشيحاتهم كبيرة وغير منطقية».
وتواجه اللائحة التوافقية في بلدة عيناتا لائحتين مضادتين، الأولى غير مكتملة من 9 أعضاء تحت اسم «الوفاء لعيناتا» وتضم مستقلين، والثانية تحت اسم «شباب عيناتا» وتضم «مجموعة من الشباب، من أصحاب الكفاءة، الذين يرفضون التهميش، ويفضلون خوض انتخابات نزيهة بعيدة عن الحساسيات الحزبية والعائلية». وتوقع مصدر حزبي أن «تكون المعركة الانتخابية في عيناتا الأكثر حماسة ومنافسة في قضاء بنت جبيل».