يستعد أكثر من 6 آلاف طالب في جامعة سيدة اللويزة – ذوق مصبح لانتخاب مجلسهم التمثيلي المكوّن من 47 مقعداً. وتكتسب هذه الانتخابات وهجاً خاصاً في صفوف الطلاب بعد نحو 4 سنوات من الانتظار، فهي معركة «ع المنخار»، «سياسية»، «أكاديمية» يختلف المرشحون في تصنيفها وتبقى أنظارهم مشدودة إلى كلمة الفصل في الصناديق.
لطالما شكّلت جامعة سيدة اللويزة، بما تكتسبه من خصوصية نتيجة موقعها الجغرافي، مجال اختبار للزعماء المسيحيين لجسّ نبض شارعهم ومزاج قاعدتهم الشبابية. بين عرين «القوات اللبنانية» وعقر دار «التيار الوطني الحر»، تتعدد التوصيفات وتختلف الحسابات، فداخل أسوار الجامعة عكس ما في الخارج من تقارب.
«القوات»
«إنها معركة أحجام». بهذه العبارة يختصر رئيس خلية «القوات اللبنانية» في الجامعة أسعد دلبتاني الاستحقاق الطالبي، مشيراً إلى «أنّ الاجواء التنافسية على أشدها، إذ تتبارز ثلاث لوائح، الأولى تضمّ الكتائب والمستقلين، الثانية «التيار الوطني الحر» والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب «الوطنيين الأحرار»، أما الثالثة فتضمّ «القوات» منفردة».
ويوضح دلبتاني لـ«الجمهورية»: «كنّا نقول اللويزة قلعة «القوات»، هذه السنة نريد تأكيد وجودنا في الجامعة، لذلك «نازلين بوجّ الكِلّ» تحت عنوان active students list ضمن برنامج عمل متكامل يراعي احتياجات كل كلية». ويضيف: «منذ نحو شهر نستعد لهذه المعركة، من خلال أنشطة، أو المداومة في مكاتبنا، والبقاء على مسافة قريبة من الطلاب للاستماع إلى احتياجاتهم».
هل تصدق البوانتاجات؟
لا يُخفي دلبتاني صعوبة الاتكال على البوانتاجات والتسليم بها بعد مدة طويلة من غياب الانتخابات، قائلاً: «لا شك في أنّ كل حزب يعرف حجمه ومكانته، والتركيز الآن هو على البوانتاجات، على رغم أننا لا نعرف إلى أيّ مدى قد تكون صائبة وتعكس حقيقة المزاج الطالبي بعد 4 سنوات من غياب هذا الاستحقاق».
ويتابع معدداً الاسباب التي حالت دون إجراء الانتخابات في الاعوام المنصرمة: «عام 2013 انسحب طلاب «التيار» ففازت «القوات» بالتزكية. عام 2014 وقع إشكال عَرقل العملية.
عام 2015 منعت الادارة إجراء الانتخابات». ويضيف: «في السابق كانت تجرى الانتخابات وفق القانون الأكثري، هذه السنة سنعتمد النسبي مع صوت تفضيلي في الكليات الكبيرة، أمّا في الكليات الصغيرة فستكون وفق نظام one man one vote».
«التيار الوطني الحر»
من جهته، يؤكد مندوب «التيار الوطني الحر» إيلي حبيقة لـ»الجمهورية»، «أنّ الانتخابات تنافَس حضاري ديموقراطي، يغلب عليها الطابع السياسي إلى جانب الاكاديمي، فالغاية الاساس في نهاية المطاف أن يوصِل الطلاب ممثلين عنهم مخوّلين الدفاع عن حقوقهم في حال تعرّضهم للغبن». ويوضح حبيقة «أنّ «التيار» يخوض المعركة إلى جانب «الأحرار: والتجمع الارمني والاشتراكيين، تحت عنوان actions speaks louder than words».
أمّا البرنامج الذي على أساسه يخوضون الاستحقاق، فيشرح: «تشمل خطة عملنا عناوين كبيرة وأخرى فرعية، أبرز النقاط التي سنعمل عليها هي قضية الأقساط التي تتزايد من عام إلى آخر، تعزيز فكرة المواقف المجانية، تنظيم مسألة اليوم الخاص بالتسجيل، بالاضافة إلى سيل من المشاريع الخاصة بحسب كل كلية بالتعاون مع إدارة الجامعة».
وبعدما انسحب «التيار» سابقاً من العملية الانتخابية نتيجة القانون الأكثري، يثني حبيقة على اعتماد النسبي، قائلاً: «كنّا رأس حربة للوصول إلى هذا القانون، وصياغته وإقراره على عكس ما يحاول البعض الترويج له»، مضيفاً: «ميزة النسبي انه سيعطي كل طرف فاعل حجمه الحقيقي، وبعد الاثنين لكل حادث حديث».
«الكتائب»
بدوره، يشدد نائب رئيس مصلحة الطلاب في الكتائب إدي نادر على أهمية الاستحقاق، مُثنياً على قانون النسبي: «القانون الأكثري، فيه نوع من الغبن وعدم التمثيل الصحيح للاطراف كافة، على عكس النسبي». ويوضح لـ»الجمهورية» أنّ «الانتخابات الطالبية أساس العمل السياسي والجامعي، فهي تجربة تتيح للطالب ممارسة حقه والتعبير عنه، واكتشافه لمسؤولياته الوطنية».
وعن تَموضع الكتائب في هذا الاستحقاق، يقول نادر: «للمرة الأولى نأخذ خيار المنفردين مع طلاب مستقلين، وهذه سابقة نوعاً ما، لطالما كنّا في تحالفات سياسية، هذه السنة إخترنا أن نكون الموجة الجديدة، فاخترنا إسم الحملة new wave، أردنا أن يكون الطالب أمام أكثر من خيارين، لذا كنّا مع المستقلين جنباً إلى جنب ممّا يُكسب المعركة غِنى ويساعد الطلاب على الانخراط في العمل الوطني».
أمّا بالنسبة إلى برنامجهم الانتخابي، فيذكر «اننا منذ سنوات نطالب بالموافقة على إقامة الندوات السياسية داخل الجامعة، ولا نعلم أسباب تمنّع الإدارة عن إجرائها. لذا، سنحاول الضغط على هذه المسألة ونمنح الطلاب الكلمة الفصل في هذا الخصوص».
ويضيف: «سنسعى إلى تحسين ظروف الكليات وتلبية قضايا مطلبية منها تخفيف عبء الاقساط، فسنوياً يُزاد القسط 5 إلى 10 في المئة، بالاضافة إلى تكبّد الطالب أثماناً باهظة لكتب تُطلَب منه». ويلاحظ أنّ «بعض الاحزاب يستفيد من صعوبة تأمين الطالب لموارده التعليمية ليُقدم له الخدمات مقابل أن يمنحه صوته، رغم عدم تَحزّب ذاك الطالب، بالتالي تستفيد الجهة الحزبية وتروّج لقوة حضورها وسعَة نفوذها».
يرفض نادر اعتبارها معركة سياسية، قائلاً: «نحن أمام تنافس أكاديمي، وإن تبارز «القوات» و»التيار» فهما متفقان خارج الجامعة ويتوجهان لانتخاب رئيس للجمهورية».
ويتابع متأسفاً: «يحاول البعض إغراق الاستحقاق بأبعاد سياسية كسباً للعطف وشدّ العصب، وهذا ليس منطقياً أبداً». ويؤكد أنّ «لانتخابات أكاديمية خدمة للطالب لتحصين حقوقه وتحسين وضعه، لذا نتمنى لو يُتاح لنا إجراء مبارزة أو تعطى لنا فرصة لنشرح برنامجنا الانتخابي، ولكن تسير الامور «سَلق بسَلق»…».
تبديل مواعيد
بعدما كان من المقرر إجراء الانتخابات الطالبية يوم الاثنين 31 تشرين الأول، ولكن عملاً بقرار وزير التربية الياس بو صعب بإقفال المدارس والجامعات في ذلك اليوم لأنه موعد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، أرجأت إدارة الجامعة الانتخابات إلى يوم الاربعاء 2 تشرين الثاني.