Site icon IMLebanon

معركة في كفرشوبا بين الشيوعيين وقوى 8 آذار

انجلت صورة المعركة الانتخابية في بلدة كفرشوبا في العرقوب ــــ قضاء حاصبيا، بعيداً عن الصراعات العائلية، لتأخذ منحىً تنافسياً إنمائياً وسياسياً، بعدما فشلت مساعي الوفاق التي دعا إليها النائب قاسم هاشم، وعدم الاتفاق على المناصفة بين فريقي المعركة.

وتتجه البلدة إلى منافسة بين لائحتين على مجلس بلدي مؤلف من 15 عضواً: «كفرشوبا توحدنا»، برئاسة رئيس البلدية الحالي قاسم القادري، وبالتحالف مع «التيار الديموقراطي المستقل» (الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي) في وجه لائحة «النزاهة» غير المكتملة التي يرأسها الرئيس السابق للبلدية عزت القادري، بالتحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث، فيما فضّلت جمعية المشاريع الخيرية (الأحباش) البقاء على الحياد.

ولكفرشوبا تاريخ عريق في الصراع مع إسرائيل، وهي من أولى البلدات اللبنانية التي دمرت أكثر من مرتين، ومن أكثر البلدات اللبنانية التي قدمت شهداء. وبحسب مرشح التيار الديموقراطي المستقل إبراهيم دقماق، فإن «غياب مشروع المطالبة بتعويضات عما دمره العدو الاسرائيلي في المراحل السابقة، عن أجندة عمل البلديات المتعاقبة منذ 2001 حتى 2016، حرم البلدة وأهاليها تعويضات مجلس الجنوب، وهذه هي إحدى أساسيات برنامجنا».

في هذا الاستحقاق، قدم التيار نفسه بأربعة مرشحين في بيان تفصيلي عن أهداف الترشح، من خلال برنامج واضح، وأمام مراعاة التوزيع العائلي، عقد تحالفاً مع رئيس البلدية الحالي قاسم القادري، وقبل بمرشحين اثنين، واحد عن منظمة العمل الشيوعي (إبراهيم دقماق)، وآخر عن الحزب الشيوعي (فواز قصب). أما اللائحة الأخرى، فتحالفاتها لم تتغير منذ 2001، (حزب الله، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وحزب البعث ومحسوبون على قوى 8 آذار).

وتشير مصادر مطلعة إلى أن عدم اكتمال «لائحة النزاهة»، جاء نتيجة خلاف داخلي بين قيادة الأحباش المركزية ومحازبيها في كفرشوبا، حول عدم التزام الغالبية منهم القرار بإعطاء أصواتهم لـ «النزاهة»، ما أوقع لائحة النزاهة في إشكالية، بعدما وعدت قيادة الأحباش اللائحة بضمّ مرشحين لها قبيل إقفال باب الترشيحات، مقابل تجيير أصواتهم المقدرة بـ120 صوتاً. وهذا ما لم يقنع محازبي جمعية المشاريع في البلدة، الذين أبدوا بعد إقفال باب الترشيحات اعتراضهم على تحالف قيادتهم مع «النزاهة»، ما استدعى انسحاب أحد مرشحيهم وإبقاء اثنين مستقلين. مصدر مقرب من المشاريع الخيرية، قال: «الإشكالية أن لدينا تجربة مع البلدية السابقة، التي حرمت ابناء البلدة العمل، ومنهم محازبون لنا، وكانت تلزّم مشاريع لعمال من خارج البلدة». هذه الإشكالية فتحت الباب على اتهامات متبادلة، حيث اعتبر مرشحون على لائحة النزاهة أن تصرف «الأحباش معنا، تصرف غير ملتزم، تركنا لهم مقعدين وواحداً للمستقلين، ففوجئنا بقرار بعضهم الانسحاب وعدم التزام قرار قيادتهم».

وبرر رئيس لائحة النزاهة عزت القادري تركه ثلاثة مقاعد فارغة بأنها للمستقلين وليست لجمعية المشاريع. وأضاف: «لم أقفل لائحة طوال الفترات السابقة، لاعتباري أن ذلك هو إقفال أمام رأي الآخرين».

وحول تحالفه مع الأحزاب، قال: «هناك شرائح اجتماعية وعائلية، أعضاؤها حزبيون ناشطون. ونرحب بدعم أي حزب أو أي تيار سياسي، لإغناء مشروعنا الانمائي». وتمنى القادري أن يبقى التنافس في إطاره الديموقراطي الشريف كما عهدت كفرشوبا.

يشرح مرشح التيار الديموقراطي المستقل، فواز قصب، (حزب شيوعي) أن التحالف مع رئيس البلدية الحالي لم يأت من الفراغ، بل بناءً على تقويم لمرحلتين سابقتين في قيادة المجلس البلدي بعد التحرير، وأيهما قدم أكثر للبلدة المحرومة منذ عصور، «وقفنا أمام تجربتين واحدة عمرها تسع سنوات، قادها رئيس لائحة النزاهة، ومرحلة عمرها ست سنوات قادها رئيس لائحة كفرشوبا توحدنا، فكانت النتيجة أن كفة الميزان مالت إلى التجربة الثانية لإنجازاتها الإنمائية الكبيرة».