حتى الآن المعركة الرئاسية قائمة.
لا توافقات قبلها، بل صراعات.
وهذا ما استنتجه كثيرون، بعد اللقاء الى غداء في عين التينة.
لا هو كان للمراهنة على وفاق رئاسي، ولا العماد عون أو النائب سليمان فرنجيه، كان لهما موقف جديد، عما هو معروف سابقاً.
وهذا أساساً من طبائع النظام الديمقراطي.
ولكل من الرجلين موقفه.
ولا أحد تنازل عمّا يضمره تجاه الآخر.
والرئيس سعد الحريري، يواصل مساعيه، للاتفاق على رئيس جديد للجمهورية.
طبعاً، يبدو خياره المعروف صعباً. بوجود نواب في كتلته في موقع المناوأة للعماد عون، لكنه ديمقراطي النزعة، خصوصاً مع الحلفاء.
صحيح ان العماد عون والنائب فرنجيه ينتميان الى الثامن من آذار.
وان هناك مرشحاً ثالثاً هو النائب هنري الحلو، باقٍ في الميدان.
وان رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط يؤيّده، إلاّ أنه حليف أساسي لرئيس كتلة التنمية والتحرير.
ولكل معركة فصول.
صحيح أيضاً ان الرئيس بري تنصّل أو نفى ما نقل عنه، من انه قال انه لن يقترع لصالح العماد عون.
ولكن لا دخان بلا نار، والتكهنات رائجة في التنظيرات.
وفي المعلومات ان للثنائي الشيعي موقفين غير معلنين.
وان حزب الله ذاهب الى النهاية في ترشيح عون، وان حليفه رئيس البرلمان، لم يقطع حواره مع الرابية.
كما ان رئيس البرلمان صمّام أمان الجميع، وليس بعيداً عن زعيم تيار المردة.
الا ان القرار الفصل والنهائي، لن يكون قبل تحديد موعد جلسة الانتخاب الرئاسي
وغداء عين التينة خطوة في منتصف الطريق الى قصر بعبدا.
المعركة الرئاسية محتدمة.
النائب فرنجيه واثق من فوزه، في حال جرت المبارزة في البرلمان.
والعماد عون لن ينزل الى ساحة النجمة الا اذا جرى ترشيح سعد الحريري له بإجماع سياسي معلن.
ورئيس تكتل التغيير جبران باسيل ماضٍ في اتصالاته ولقاءاته مع النواب.
ولا احد يجزم بنتائج المعركة قبل نهاية آذار.
وخريف المعركة أصعب من ربيع الحوارات.
الا ان الانتظار يكون عادة أكثر صعوبة من التكهنات.
هكذا درجت العادة في المعارك الرئاسية السابقة.
وما حدث بين الرئيسين بشارة الخوري واميل إده حصل ايضاً بين الزعماء الموارنة: كميل شمعون، بيار الجميّل وريمون اده.
وفي العام ١٩٧٠ رشح تكتل الوسط سليمان فرنجيه وفاز ب نصف صوت ٥٠ – ٤٩.
ويومئذ، قيل ان كوسبا رجحت كفّة الزعيم الزغرتاوي، فوقف الى جانبه النائب فؤاد غصن الذي كان يجلس الى جانبه في مقاعد الحكومة، وأبرز له ورقة الاقتراع، قبل أن يضعها في الصندوقة.
كما قيل ان لبنان نجا من كارثة، لأن في باحة البرلمان كان يحتشد العشرات من المواطنين والأنصار.