Site icon IMLebanon

معركة القلمون  

بدأ حزب الله معركة القلمون بمساندة ما تبقى من جيش بشار الأسد، وسجل اليوم الأول من بدء المعركة عمليات كرّ وفرّ بين الحزب والمعارضة السورية مما حمل الحزب إلى الاستعانة بطيران النظام في محاولة منه تسجيل ولو انتصار محدود جداً على المعارضة التي ما زالت ممسكة بالأرض وبمواقعها المحصنة حيال الضربات الجوية المكثفة.

إعلام حزب الله تحدث عن إحراز تقدّم في اليوم الأول من المعارك في جرود القلمون، ولا سيما في جرد عسال الورد، وهي منطقة لا تزيد مساحتها عن 45 كيلومتراً مربعاً في حين نفت مصادر المعارضة ذلك، وتحدثت عن معارك شرسة بين الطرفين.

الهدف المعلن لحزب الله من هذه المعركة التي حشد لها النخبة هو السيطرة على كل منطقة القلمون وإلحاق هزيمة ماحقة بقوى المعارضة في هذه المنطقة الاستراتيجية بالنسبة إلى الحزب الذي يرى في هزيمة المعارضة وطردها من القلمون إبعاداً لخطر تمددها الى الجانب اللبناني، فيما يعلق جيش النظام أهمية استراتيجية على استعادة هذه المنطقة، وإراحة دمشق والساحل السوري، ويعتبر خسارته وحزب الله هذه المعركة وصول المعارضة إلى مشارف العاصمة دمشق، وحتى محاصرتها فعلاً عبر تحكمه بالطريق إلى الساحل السوري، الأمر الذي يعني انتهاء الحرب لمصلحة المعارضة على حساب النظام الأسدي، وهو السبب الذي من أجل منعه خطط النظام وحزب الله لهذه المعركة وحشدا لها كل ما عندهما من إمكانات عسكرية.

هذه المعركة التي ما زالت في يومها الأول تطرح أسئلة كثيرة، لعلّ أول سؤال هو هل أن حزب الله واثق من الإنتصار وإلحاق هزيمة كبرى بالمعارضة، وبالتالي منع تمدد الحريق السوري إلى لبنان بشكل نهائي وللمرة الأخيرة، واستعادة النظام السوري هذا الخط الممتد حتى الساحل السوري؟

ثمّة تقارير تُشير إلى أن المعركة التي يخوضها الحزب صعبة وطويلة، وإن كان قد اتخذ قراره بأن الخسارة فيها ممنوعة، لأن هذه الخسارة تلحق به وبوجوده كقوة إقليمية أضراراً فادحة، ولذلك حشد لها بعد تخطيط ودراسات دقيقة لكل المعطيات العسكرية والاستراتيجية بمعزل عن مدى تأثير دعم جيش النظام وسلاحه الجوي على سير المعارك، لكي يحقق الانتصار في وقت قصير وسريع لأن إطالة المعارك والمواجهات وأسلوب الكرّ والفرّ ليست في مصلحته.

وإلى ذلك، تُشير التقارير العسكرية إلى أن عدم انتصار الحزب في هذه المعركة التي قرّر خوضها، بمثابة خسارة لا يستطيع أن يتحملها ولا أن يتحمّل نتائجها، ولذلك سيحاول إنهاءها بسرعة، لكن مثل هذا الأمر يبدو استناداً إلى معطيات المعركة والقوى المتواجهة ضرباً من المستحيل، وبالتالي فإن هذه المعركة تعتبر بأنها مفتوحة على كل احتمالات الربح كما أنها مفتوحة على كل احتمالات الخسارة، ويبقى من الثابت وفقاً لهذه التقارير أنها حرب طويلة ولا يمكن لأي خبير عسكري أن يُحدّد منذ الأيام الأول كيف تنتهي.

يبقى سؤال آخر، هل من رابط بين 7 أيار القلمون و7 أيار بيروت؟