Site icon IMLebanon

معركة الجبل أم الوطن؟

لا أحد يُنكر، ان معركة الجبل، هي معركة لبنان كله.

ليس لأن معركة بيروت، هي نصف معركة.

بل، لأن لبنان لا يُختصر بعاصمة.

والاختصار مضرّ أحياناً، وخارج على المألوف.

ولأن نصف الوطن لا يختصر بعاصمة.

لكنه، أساساً وجه لبنان كله في مجموعة مدن وبلدات.

ولهذا، فان نواباً يسعون الى الوفاق، ولو كانوا من محبّذي المواجهات أحياناً.

والناس، تحترم المنافسات، ولا تستسيغ المراوغات.

وهذه هي جوهر المنافسات ان وُجدت أو غابت.

ما حصل في بيروت لا يسيء الى أحد.

لكن، النكوث بالتوافق، ضرب للوفاق اذا تمّ التوافق عليه، ثم جرى الوفاق في ابان المعركة.

وهذا، بعض من ايماءات حرب لم تحصل.

ثمة، نقطة أساسية وهي ان الاختيار يجب أن يتم بالتفاهم.

لا تفرّد ولا انفراد.

ولا أحد يحق له أن ينوب عن حليفه أو صديقه من دون تشاور مسبق.

كما ان لا حق لخصم، أياً كان، ألاّ يصارح صديقه أو غريمه، بنياته، كما لا حق لصديق أن يخبّئ على آخر، بما ينوي فعله.

الصراحة، هي أساس المناصفة.

وفي بيروت غابت أحياناً الصراحة، وتعرّضت المناصفة للمساءلة.

وهذه، من أبرز عيوب المعركة.

من هنا، تكمن أهمية معركة الجبل.

ليس، لأن للجبل مساحات واسعة، في المدن والبلدات، تتعرّض للمناكفات والحرتقات، بل لأن هناك وجوهاً تنقصها الصراحة أحياناً.

بل، لأن للأقوياء مصالح تتعرض حيناً لمنافسات، ولأن التوافق بين الأصدقاء، يمرّ في طرق عرجاء.

والمنافسة مشروعة في النظام الديمقراطي.

إلاّ أنها غير محسوبة في الخناق السياسي.

كان بشارة الخوري يصارح الخصوم قبل الحلفاء، بما ينوي تحقيقه.

لكنه، لم يكن يخفي، لا على الأصدقاء ولا على الخصوم نياته المضمرة، ليعرف الجميع، طريق المستقبل.

والآن هناك صداقات وتحالفات تمّت في زحله…

وحصد أصحابها نتائج باهرة أو عادية، لكن الربح هو ربح، وإن رافقته المناورة والخسارة.

والتيار والقوات ربحا معاً معركة أسعد دياب في وادي البردوني، لكنهما قد يخسر أحدهما معركة المعاملتين، نظراً لسوء المصارحة والمصالحة في جونيه.

بيد ان معركة جبيل كانت بيضاء كالثلج، وزياد حوّاط فاز ولائحته بالتزكية.

وما كانت هذه العائلة، عنواناً لمعركة المحاصصة التي دفع ثمنها من سبقهم اليها، وكانوا مجرّد بيادق في يد السلطة.

وحدها السلطة لا تربح، لأنها لا تمارس إلاّ المواربة، في حين يمارس سواها الصراحة والصداقة!!